يُمكن إيجاد العديد من الطرق التي تساعد في علاج الشعرانية عند النساء، إلّا أنّ السؤال حول طرق علاج هذه المشكلة بشكل نهائي لا يزال يشغل ذهن الكثير من النساء، خصوصًا أنّها مشكلة صحية ترتبط عادةً بالإصابة ببعض الاضطرابات الهرمونية. [1]

فهل يٌمكن علاج كثرة الشعر عند النساء بشكل نهائي؟ وما هي الطرق التي يمكن أن تساعد على تخفيف نموّ الشعر الزائد عند النساء؟ كل ذلك سنقوم بمناقشته في المقال التالي.

هل يُمكن علاج الشعرانية عند النساء نهائيًا؟

عادةً ما تكون الشعرانية حالة طويلة الأمد ولا توجد طريقة لعلاجها بشكل نهائي، إلا أنه يوجد العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في وقف نمو الشعر الزائد والتخلص من مظهره المزعج لأطول فترة مُمكنة، خصوصًا في حال تم الالتزام بهذه الطرق. [1]

كما يجب التنويه إلى أن نجاح علاج الشعرانية عند النساء يعتمد وبشكل أساسي على تحديد السبّب الرئيسي للمشكلة والالتزام بمختلف العلاجات والطرق التي تساعد في السيطرة على هذ السبّب. [2][3]

ما هي طرق علاج الشعرانية عند النساء؟

يٌمكن أن تتضمّن طرق علاج الشعرانية عند النساء ما يلي:

الأدوية

تتعدّد أنواع الأدوية التي يٌمكن أن يقوم الطبيب بوصفها من أجل علاج كثرة الشعر عند النساء، والتي يُمكن أن تعمل على تقليل كمية الشعر النامّي لدى المرأة أو إيقاف نموّ الشعر الجديد لديها. [1]

وفيما يلي نذكر أشهر أنواع أدوية علاج الشعرانية عند النساء: 

  • الأدوية المضادة للأندروجين

إنّ ارتفاع مستويات الأندروجينات في الجسم هو أحد أهم الأسباب المؤدية إلى الإصابة بكثرة الشعر، وبالتالي يُمكن تُساعد مضادات الأندروجينات غير الستيرويدية على علاج كثرة الشعر عند النساء من خلال منع مستقبلات الأندروجين وخفض إنتاج الأندروجين من الغدد الكظرية، والمبيض، والغدد النخامية. [1][2]

ويٌعدّ دواء السبيرونولاكتون (بالإنجليزية: Spironolactone)‏ أكثر أنواع الأدوية المضادة للأندروجينات استخدامًا لعلاج الشعرانية عند النساء. لكن يجب التنويه إلى أنه هذا النوع من الأدوية لا يجب أن يتم استخدامه أثناء فترة الحمل. [1][3]

  • حبوب منع الحمل المركبة

تٌساعد حبوب منع الحمل المركبة، التي تحتوي على كل من هرمون الإستروجين والبروجستيرون، في علاج كثرة الشعر عند النساء من خلال مساهمتها في تقليل إنتاج هرمون التستوستيرون والأندروجينات في الجسم، كما أنّها تعمل على تقليص الأكياس الناتجة عن الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، وهي من الحالات التي تسبّب الشعرانية عند النساء بشكل شائع. [1]

تُعتبر حبوب منع الحمل من الحلول طويلة الأمد التي يمكن استخدامها لعلاج الشعرانية، وعلى الأرجح ستبدأ المرأة بملاحظة تحسّنًا في نموّ الشعر بعد تلقي العلاج لمدة 3 - 6 أشهر، وحتى 12 شهر في بعض الأحيان. [2][3]

  • كريم الإيفلورنيثين

من أجل علاج الشعرانية عند النساء، يُمكن أن يصِف طبيب كريم يحتوي على مادة الإيفلورنيثين (بالإنجليزية: Eflornithine) والتي تعمل على إبطاء نموّ الشعر من خلال تثبيط عمل إنزيم معيّن يتواجد في بصيلات الشعر المتواجدة تحت الجلد، كما أنّها تعمل على جعل الشعر أنعم وأفتح اللون. [2][4]

يُستخدم كريم الإيفلورنيثين لإبطاء نموّ الشعر غير المرغوب فيه على الوجه وتحت الذقن لدى النساء، ولا يجب أن يتم استخدامه لإزالة الشعر في أجزاء أخرى من الجسم. [4][5]

يعمل هذا العلاج بشكل بطيء وعادةَ ما يحدث تباطؤ في نموّ شعر الوجه بعد شهر إلى شهرين من استخدام كريم الإيفلورنيثين، كما يجب التنويه إلى أن هذا الكريم لا يزيل الشعر المتواجد بالفعل لدى المرأة ولا يسبب تساقطه. [2][4]

أيضًا، إن كريم الإيفلورنيثين غير مخصص لعلاج الشعرانية عند الإناث ما دون 12 عامًا، ويُمكن أن تشمل الآثار الجانبية الخاصة بهذا الكريم ظهور الطفح الجلدي وتهيج في مكان تطبيقه. [2]

  • أدوية أخرى

يُمكن أن تتضمن أنواع الأدوية المستخدمة في علاج كثرة الشعر عند النساء أيضًا ما يلي: [6][7]

  • جرعة مُخفضة من الستيرويدات (بالإنجليزية: Steroids) والتي يتم وصفها لعلاج الشعرانية عند النساء اللاتي يعانين من فرّط نشاط الغدة الكظرية.
  • منبّهات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسليّة، والتي تعمل على تقليل كمية الأندروجين التي يتم إنتاجها في المبيضين. لكنها تُعتبر من العلاجات باهظة الثمن.
  • الأدوية الخافضة للأنسولين، مثل: الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin) أو البيوجليتازون (بالإنجليزية: Pioglitazone)، والتي يُمكن تعمل على خفض مستويات الأندروجينات في الدم ويتم استخدامها لعلاج كثرة الشعر عند النساء المصابات بارتفاع مستويات الأنسولين في الدم. ولكن نظرًا لإمكانية تسبّبها بآثار جانبية، فإنّه عادةً لا يتم استخدامها كعلاج أولي لحالات الشعرانية لدى النساء.

الحلاقة أو نزع الشعر

هناك العديد من الطُرق المؤقتة لإزالة الشعر والتي يمكن الاستعانة بها لدى النساء اللاتي يعانين من الشعرانية، والتي تتضمن ما يلي: [1]

  • الحلاقة

حيث يتم قصّ الشعر الموجود على سطح الجلد، باستخدام شفرة الحلاقة أو ماكينة الحلاقة الكهربائية، مما يترك حافة غير حادة وغير ظاهرة للعيان. لكن يُمكن أن تتم ملاحظة الحواف غير الحادة في بعض الأحيان إذا كان الشعر داكنًا أو سميكًا. [1][6]

غالبًا ما تحتاج المرأة المصابة بالشعرانية إلى القيام بالحلاقة بشكل متكرر، أو حتى بشكل يومي، للحفاظ على بشرة خالية من الشعر الزائد. ويُمكن أن تتضمّن الآثار الجانبية المرتبطة بالحلاقة ما يلي: [1][6]

  • حروق الحلاقة، والتي يمكن التقليل من خطر حدوثها من خلال استخدام كريمات الحلاقة.
  • نموّ الشعر تحت الجلد.
  • التهاب الجريبات الشعر الكاذب، أو ما تُعرف باسم نتوءات الحلاقة.

اقرأ أيضًا: إزالة الشعر بالشفرات: مميزات وعيوب

  • نزع الشعر باستخدام الشمع

يتم خلال هذه الطريقة لإزالة الشعر وضع طبقة رقيقة من الشمع الساخن على سطح الجلد الذي ينمو به الشعر الزائد، ومن ثم يتم انتزاعها باستخدام قطعة قماش، حيث سيعمل ذلك على سحب وإزالة الشعر بالكامل من الجذع. [1]

غالبًا ما تستمر نتائج نزع الشعر بالشمع لفترة أطول نسبيًا مقارنةً بالحلاقة، وعادةً ما تحتاج المرأة للقيام بها كل ثلاثة أسابيع فقط. لكن يُمكن أن تتسبّب هذه الطريقة أيضًا بنموّ الشعر تحت الجلد. [1] 

  • نزع الشعر باستخدام الملقط أو الخيط

تساعد هذه الطريقة في علاج الحالات الخفيفة من الشعرانية عند النساء، والتي تعمل على نتف الشعر غير المرغوب به وإزالته من الجذور. لكن يُمكن أن تُسبّب هذه الطريقة الألم والاحمرار. [4][6]

كريم إزالة الشعر

تتوفر في الصيدليات العديد من أنواع الكريمات المخصصة لإزالة الشعر الزائد وغير المرغوب به، والتي تحتوي على مواد كيميائية مزيلة للشعر (بالإنجليزية:  Depilatories) وأشهر الأمثلة عليها هو حمض الثيوجليكوليك (بالإنجليزية: Thioglycolic Acid)، والذي يعمل على تكسير الكيراتين، وهو البروتين الموجود بشكل طبيعي في الشعر. [5][6][8]

تُعتبر كريمات إزالة الشعر من أسرع الطرق لإزالة الشعر الزائد عند المرأة، كما أنّها لا تتسبّب بأي ألم. لكن ينمو الشعر مرة أخرى بسرعة بعد إزالته باستخدام كريمات إزالة الشعر، وعادةً ما يظهر الشعر الجديد في غضون أيام قليلة من استخدام الكريم. [6][8]

يُمكن استخدام هذا النوع من الكريمات لإزالة الشعر المتواجد في مختلف مناطق الجسم، لكن يجب التنبيه على أنّه هناك أنواع من كريمات إزالة الشعر مصنوعة خصيصًا للأماكن الحساسة، مثل: الوجه ومنطقة البكيني. [8]

كما يجب الحذر عند استخدام هذه الطريقة من طرق إزالة الشعر غير المرغوب به، فمن المُمكن أن تتسبّب بتهيج البشرة لدى بعض النساء، ومن المهم اختبارها أولًا على مساحة صغيرة من البشرة قبل استخدامها على مساحات واسعة من الجسم. [6]

اقرأ أيضًا: ازالة الشعر بالشمع وكريم ازالة الشعر

الليزر

يُمكن أن يساعد الليزر على علاج الشعرانية عند النساء، حيث يتم خلال هذا الإجراء تسليط شعاع مكثف من ضوء الليزر على مناطق الجسم التي ينمو فيها الشعر الزائد، الأمر الذي سيعمل على تدمير بصيلات الشعر، وهذا ما سيؤدي إلى تساقط الشعر الموجود بالفعل وتقليل نمو الشعر مرة أخرى، فالبصيلات التالفة تكون غير قادرة على إنتاج الشعر. [1][2]

بشكل عام، لا يُعتبر الليزر من الطُرق الدائمة لإزالة الشعر، وستحتاج المرأة لتلقي جلسات باستمرار للحصول على نتائج شبه دائمة للتخلص من الشعر الزائد لديها. لكن يُعتبر الليزر من الطرق طويلة المفعول نسبيًا والتي تستمر نتائجها لفترات أطول مقارنةً بالحلاقة، وإزالة الشعر بالشمع، وكريمات إزالة الشعر. [1][2][3]

يُمكن أن تشعر المرأة بإحساس لاذع طفيف أثناء جلسة إزالة الشعر بالليزر، بالإضافة إلى احمرار وتورم البشرة اللذان يستمران لفترة زمنية قصيرة. [1]

التحليل الكهربائي

يُعتبر التحليل الكهربائي من طُرق علاج الشعرانية عند النساء ذات المفعول الطويل نسبيًا، ويتم خلال هذا الإجراء إدخال إبرة صغيرة في بصيلات الشعر لتوصيل الشحنة الكهربائية لهذه البصيلات، الأمر الذي سيعمل على قتل جذور الشعر. [1][5][6]

يمكن أن يتسبّب هذا الإجراء بإحساس لاذع خفيف وألم طفيف، بالإضافة إلى احمرار يستمر لفترات زمنية قصيرة. لكن يمكن أن تستغرق جلسات التحليل الكهربائي وقتًا أطول من جلسات الليزر، حيث يتم معالجة كل بصيلة شعر على حدة أثناء إجراء التحليل الكهربائي. [1][2]

ويُعدّ التحليل الكهربائي أقل استخدامًا مقارنةً بالليزر نظرًا لاحتمالية تسبّبه بظهور الندبات. [3]

كيف يساعد فقدان الوزن على علاج الشعرانية؟

من النصائح المهمة والتي يجب الأخذ بها عند علاج الشعرانية عند النساء هي الحرص دائمًا على بقاء الوزن ضمن معدلاته الطبيعية، حيث تتسبّب زيادة الوزن والسمنة باضطراب إنتاج الهرمونات في الجسم وارتفاع مستويات الهرمونات الأندروجينية. [2][5]

بالتالي، يُمكن أن يساعد فقدان الوزن على خفض مستويات الأندروجينات واستعادة مستوياتها الطبيعية، الأمر الذي يُمكن أن يساهم في التقليل من أعراض الشعرانية عند النساء. [2][3]

نصيحة الطبي

لا يمكن علاج الشعرانية عند النساء بشكل نهائي، لكن يُمكن أن يساعد تناول بعض الأدوية وفقدان الوزن الزائد في التحكم بمستويات الهرمونات في الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى التخفيف من أعراض الشعرانية.

ودائمًا ننصح بمراجعة الطبيب في حال الإصابة بالشعرانية، وذلك لتحديد سبّب المشكلة الرئيس واختيار أفضل علاج للحالة. كما بإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على استشارة طبية حول كيفية علاج كثرة الشعر لديكِ.