تتعدد أسباب جفاف العين، فمنها ما يمكن التحكم بها أو التخلص منها، مثل مشكلة صحية أو نمط حياة غير صحي للعين، ومنها ما قد يرتبط بعوامل يصعب التحكم بها، مثل تقدم العمر.

يمكن أن يكون جفاف العين مشكلة مؤقتة أو مزمنة، وقد يصيب إحدى العينين أو كلا العينين، وهو أكثر شيوعاً بين النساء من الرجال، وبين كبار السن على نحو عام. لكن، يمكن أن يصيب الأفراد من مختلف الفئات العمرية.

يتناول هذا المقال أسباب جفاف العين الأكثر شيوعاً.

أسباب جفاف العين

يشير جفاف العين إلى عدم وجود دموع كافية في سطح العين، وقد يحدث ذلك لأسباب عديدة، وفيما يلي أبرزها:

انخفاض إفراز الدموع

يتم إفراز الدموع من الغدد الدمعية الموجودة داخل وحول الجفون، لكن يمكن أن ينخفض معدل إنتاج الدموع لأسباب مختلفة، منها:

  • تقدم العمر، وغالباً ما يزداد خطر الإصابة بجفاف العين بعد بلوغ سن 65 عام.
  • الخضوع للعلاج الإشعاعي.
  • الإصابة ببعض المشاكل الصحية، مثل:
  1. أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
  2. نقص فيتامين أ.
  3. مرض السكري.
  4. مشاكل الغدة الدرقية.

اختلال في مكونات الدمع

يتكون الدمع من ثلاث طبقات أو مكونات تحافظ على ترطيب وتغذية العينين، ولكن عند اختلال التوازن بين هذه الطبقات أو تضرر إحداها، فإنه من الممكن أن تتطور أعراض جفاف العين، مثل الحكة، والحرقة، وعدم وضوح الرؤية.

فيما يلي توضيح لطبقات الدمع الرئيسية، ويليه توضيح للمشاكل التي قد تصيب كل منها:

  • الدهون أو الزيت، ويمثل الطبقة الخارجية من حواف الجفون، ويفرز من غدد ميبوميان. يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على سطح أملس للدموع وتقليل الاحتكاك عند الرمش، كما أنه يمنع أو يبطئ من معدل تبخر الدمع.
  • الماء، ويمثل الطبقة الوسطى الأكثر سماكاً، والتي تحتوي على الأملاح، والفيتامينات، والمعادن، ولها دور في التخلص من الجزيئات غير المرغوبة في العين.
  • المخاط، ويمثل الطبقة الداخلية التي تصل ما بين القرنية والطبقة المائية للدمع، وتساعد على نشر الدموع بالتساوي على سطح العين.

من أسباب جفاف العين التي ترتبط باختلال مكونات الدمع ما يلي:

  • التهاب حافة الجفن أو الإصابة بالوردية أو أي من اضطرابات الجلد الأخرى التي قد تسبب انسداد في غدد الميبوميان المفرزة لطبقة الدهون والزيوت من الدمع. وعند اختلال مستوى الدهون؛ فقد تتبخر الدموع بسرعة كبيرة، مما يزيد من خطر الإصابة بجفاف العين.
  • تلامس الطبقة الخارجية الدهنية والطبقة الداخلية المخاطية ببعضها البعض، وذلك نتيجة وجود طبقة وسطية غير كافية وغير مستقرة (الطبقة التي تحتوي على الدموع المفرزة من الغدد الدمعية)، مما يؤدي إلى خروج إفرازات من العين، والإفرازات إحدى أعراض جفاف العين.
  • حدوث خلل وظيفي في الطبقة الداخلية المخاطية، مما يؤدي إلى عدم انتشار الدموع بالتساوي فوق سطح القرنية، مما يؤدي إلى ظهور بقع جافة على القرنية السطح الأمامي للعين والتسبب بأعراض مزعجة.

اقرأ أيضاً: أنواع الدموع وأهميتها

مشاكل الجفن

هناك بعض الحالات الصحية التي تسبب عدم إطباق الجفون بشكل عام، مما يؤدي إلى تبخر الدموع بشكل أسرع، ومن هذه الحالات:

  • انقلاب الجفن للداخل أو للخارج.
  • شلل العصب الوجهي.

كذلك، قد تؤثر مشاكل الجفن، بما في ذلك التهاب الجفن على عدد مرات الرمش الذي يعمل على توزيع الدمع بشكل متساو على سطح العين، حيث يرمش معظم الأفراد بمعدل خمس مرات في الدقيقة، ولكن في حالات مشاكل الجفن فغالباً ما يكون عدد مرات الرمش أقل؛ مما يعني تكشف سطح العين لفترة أطول، وبالتالي تبخر أسرع للدمع.

الأدوية

تسبب بعض الأدوية جفاف العين كأثر جانبي، ومن هذه الأدوية:

  • مضادات الهيستامين.
  • بعض مضادات الاكتئاب.
  • مدرات البول.
  • المسكنات الأفيونية.
  • بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم، مثل مجموعة حاصرات بيتا.
  • بعض أدوية حب الشباب، مثل أيزوتريتينوين (بالإنجليزية: Isotretinoin).

عندما يكون جفاف العين ناتجاً كعرض جانبي لأحد الأدوية فإنه غالباً ما يكون مؤقتاً، ويمكن استشارة الطبيب حول إمكانية استبدال الدواء أو تناول جرعة أقل للتخفيف من مشكلة الجفاف. كما قد يوصي الطبيب باستخدام قطرات ترطيبية أثناء فترة العلاج.

التغيرات الهرمونية

تؤثر الهرمونات على معدل إنتاج الدموع، ولهذا قد تعاني بعض النساء من مشكلة جفاف العين بعد انقطاع الطمث، أو عند تناول حبوب منع الحمل الهرمونية، أو أثناء الحمل.

على الرغم من أن اختلال التوازن الهرموني قد يكون سبب جفاف العين، إلا أن العلاج بالهرمونات قد لا يكون فعالاً في تخفيف الجفاف وعلاجه. قد يوصي الطبيب باستخدام قطرات ترطيب العين والدموع الاصطناعية.

جراحة الليزر أو الليزك

غالباً ما يؤدي الخضوع لجراحة علاج تحدب القرنية أو تصحيح النظر باستخدام الليزر أو الليزك إلى انخفاض إفراز الدموع في العين، ولكن عادةً ما يكون أمراً مؤقتاً يستمر لبضعة أيام أو أسابيع فقط.

استخدام العدسات اللاصقة

يزيد وضع العدسات اللاصقة لفترات طويلة من خطر الإصابة بجفاف العين المزمن، حيث تمنع العدسات من وصول الأكسجين إلى القرنية وعدم حصول العين على الترطيب الكافي.

لكن، تتوفر بعض أنواع العدسات اللاصقة التي تساعد في تخفيف جفاف العين، حيث صممت لتساعد العين على الاحتفاظ برطوبتها.

استخدام الشاشات لفترات طويلة

يسبب التحديق لفترات طويلة في شاشة الكمبيوتر أو الهاتف إجهاد العين وزيادة معدل تبخر الدموع، وبالتالي تطور أعراض جفاف العين.

يمكن أن يساعد تكرار الرمش وإراحة العين بين وقت وآخر في تقليل جفاف وتهيج العين، ولكن قد يكون من الضروري في بعض الحالات استخدام قطرات ترطيب لتجنب تفاقم الجفاف في العين.

متلازمة شوغرن

تعتبر متلازمة شوغرن (بالإنجليزية: Sjögren’s Syndrome) أحد اضطرابات المناعة الذاتية التي تنطوي على مهاجمة خلايا الدم البيضاء للغدد اللعابية والغدد المنتجة للدموع، مما يؤثر على معدل إفراز الدموع.

غالباً ما يشتمل علاج جفاف العين الناتج عن مرض مناعي ذاتي على استخدام عقار مثبط للمناعة ،مثل قطرة عين تحتوي على كورتيكوستيرويد. في بعض الحالات، قد يتم اللجوء إلى إجراء جراحي يتضمن وضع سدادات سيليكون في القنوات الدمعية للحفاظ على كمية أكبر من الدمع في العين.

العوامل المناخية والبيئية

قد تسبب اختلاف بعض عوامل الجو في زيادة معدل تبخر الدمع، مما يؤدي إلى جفاف العين. ومن أبرز التغيرات المناخية التي تعد من أسباب جفاف العين ما يلي:

  • المناخ البارد والرياح الشديدة.
  • انخفاض الرطوبة والهواء الجاف، أو تعرض العينين للهواء على نحو مستمر، مثل في حالات الجلوس مطولاً بجانب نافذة.
  • الدخان، حيث يمكن أن يسبب الهواء الملوث بالدخان أو التعرض للتدخين السلبي إلى جفاف العين.

للمزيد: تأثير تغيرات الطقس على جفاف العين

عدم شرب كمية كافية من السوائل

في بعض الحالات، يعد جفاف العين أحد علامات جفاف الجسم الخفيف الناتج عن عدم شرب كمية كافية من الماء والسوائل بتطور مشكلة الجفاف في العين.

من أعراض قلة سوائل الجسم الأخرى لون البول الداكن، وانخفاض عدد مرات التبول، وزيادة سرعة ضربات القلب، وانخفاض الطاقة، والشعور بالدوار. يمكن أن يساعد شرب المزيد من الماء والسوائل في تخفيف أعراض جفاف العين.

من العادات غير الصحية التي قد تضر بالعين وتعد من أسباب جفاف العين عدم النوم بشكل كافي، واستخدام بعض مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة الضارة بالعين.

اقرأ أيضاً: نصائح للحفاظ على صحة العين بعد الأربعين