يعد النوروفيروس أحد أكثر مسببات التهاب المعدة والأمعاء (بالانجليزية: Gastroenteritis) سواءً في الحالات الفردية، أو في حالات تفشي المرض حول العالم، وينتقل إلى البشر عن طريق الاتصال المباشر مع أحد المصابين به، أو عن طريق تناول الأطعمة والأشربة الملوثة بالفيروس، أو عن طريق لمس الأسطح أو الأدوات الملوثة بالفيروس.
تستمر فترة حضانة النوروفيروس بعد الإصابة به مدة 12- 48 ساعة، تبدأ بعدها أعراض المرض بالظهور، وتتضمن التقيؤ الذي قد يحدث بشكل متكرر مسبباً خسارة كميات كبيرة من السوائل وحدوث جفاف في الجسم، والإسهال، وآلام المعدة، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأقل شيوعاً مثل الحمى، والقشعريرة، والصداع.
يبدأ عادةً ذرف أو إفراز النوروفيروس (عملية إطلاق الفيروس بعد تكاثره في جسم المصاب عن طريق القيء والبراز) مع بداية ظهور الأعراض على الشخص المصاب، وقد يستمر لغاية أسبوعين بعد التعافي.
للمزيد: سبل الوقاية من الأمراض الغذائية
تأثير الطقس على النوروفيروس
يعرف النوروفيروس بأنه فيروس موسمي مرتبط بفصل الشتاء، كما أنّه يطلق عليه اسم مرض التقيؤ الشتوي (بالانجليزية: Winter vomiting disease). تمتلك تغيرات الطقس والتغيرات المناخية القدرة على التأثير على مدى الانتشار الموسمي للنوروفيروس، حيث تؤثر تغيرات الطقس على انتشار وانتقال الفيروس، وعلى مدى قابلية المضيف (مثل البشر) على الإصابة بالفيروس، وعلى مقدرة النوروفيروس على تحمل الظروف الجوية والبيئية.
يعتبر هطول الأمطار أحد أهم العوامل المؤثرة على انتشار النوروفيروس خلال فصل الشتاء، حيث أنّ النوروفيروس يمكن أن ينتقل عن طريق حمله بالماء (Waterborne). تغيُّر درجات الحرارة المتزامن مع تغيُّر الفصول يعد أكثر العوامل تأثيراً على موسمية النوروفيروس وخطر الإصابة به، حيث أنّ بعض العوامل المرتبطة بالسلوك البشري، والحالة المناعية عند الأشخاص المعرضين للإصابة بالفيروس تفسر زيادة الإصابة بالنوروفيروس خلال الأشهر الأكثر برودة من العام، إذ يزيد خلال هذه الشهور تجمع البشر معاً في الأماكن المغلقة، كما تزيد الفترات التي يقضيها البشر في الأماكن المغلقة، الأمر الذي يزيد من فرص انتقال الأمراض الفيروسية بين البشر خلال هذه الفترات.
تشير تقارير إلى أنّ حدوث زيادة على درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة أدى إلى حدوث انخفاض بنسبة 15% في حالات الإصابة بالنوروفيروس مقارنة بالتسعة وأربعون يوماً السابقين لهذه الزيادة في درجة الحرارة، كما أنّ حدوث إنخفاض من حرارة 16.8 درجة مئوية إلى 5 درجات مئوية أدى إلى حدوث زيادة بنسبة 7 أضعاف في حالات الإصابة بالنوروفيروس.
:ما تعتبر الرطوبة النسبية أيضاً أحد العوامل المؤثرة على موسمية النوروفيروس، إذ أنّ انخفاض الرطوبة النسبية الذي يحصل خلال فصل الشتاء تم ربطه بزيادة حالات الإصابة بالنوروفيروس، حيث تشير تقارير إلى حدوث ارتفاع في الرطوبة النسبية بنسبة 1% أدى إلى حدوث إنخفاض بنسبة 2% في عدد حالات الإصابة بالنوروفيروس مقارنة بالخمسة وثلاثون يوماً السابقين لهذه الزيادة في الرطوبة النسبية.
يؤثر أيضاً ظهور سلالات جديدة من النوروفيروس على موسمية الإصابة به، حيث أنّه يظهر أنواع جديدة من سلالات هذا الفيروس استجابةً لتطور المناعي ضد السلالات الأخرى كل عامين إلى 4 أعوام، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الإصابات بشكل غير معتاد خلال فصل الربيع والصيف، بالإضافة إلى زيادة حالات الإصابة أيضاً خلال الشتاء، وهو الأمر الذي ينتج عن عدم وجود مناعة فعّالة ضد هذه السلالات الجديدة من النوروفيروس عند البشر.
للمزيد: الأطفال وأمراض الشتاء
كيف تحمي نفسك هذا الشتاء من النوروفيروس؟
لا يوجد حالياً لقاح يوفر الحماية والوقاية من الإصابة بالنوروفيروس، إلا أنّ الالتزام ببعض الأمور قد يساعد على التقليل من خطر الإصابة بهذا الفيروس خلال فصل الشتاء، وغيره من الفصول، وتتضمن هذه الأمور ما يلي:
- تنظيف اليدين جيداً بعد استعمال المرحاض، وقبل البدء بإعداد أو تناول الطعام.
- تجنب الاتصال المباشر بالأشخاص المرضى، وعزلهم في حال أمكن ذلك.
- الحرص على نظافة البيئة المحيطة، وتعقيم وتطهير الأماكن العامة مثل المراحيض، والحرص على استعمال المعقمات التي تمتلك خصائص قاتلة للفيروسات.
- ارتداء الأقنعة والقفازات الطبية عند تنظيف قيء شخص مريض لتجنب انتقال العدوى عن طريق تطاير جزيئات النوروفيروس، والحرص على تعقيم المكان بشكل مناسب بعدها.
- تجنب تحضير الطعام أثناء المعاناة من أعراض معوية، وبعد التعافي من الأعراض لمدة 48 ساعة على الأقل.
- يوصى العاملين في القطاع الصحي المصابين بالنوروفيروس، أو الذين يتعاملون مع المرضى المصابين بالنوروفيروس، بالاستمرار باستعمال المطهرات القاتلة للفيروسات لمدة 14 يوم بعد التعافي من الأعراض.
للمزيد: دليلك الشامل إلى الوقاية من التسمم الغذائي