تتفاوت طبيعة وشدّة أعراض الربو من فرد لآخر، كما قد تتفاوت لدى الفرد نفسه من وقت لآخر، إذ قد تزيد شدّة الأعراض في فترات محددة نتيجة عوامل وظروف معينة، مثل: خلال ساعات النوم ليلًا، أو خلال فصول معينة من السنة، وقد تغيب لفترات أخرى.

يُساعد فهم أعراض الربو على معرفة محفّزات ظهورها، ومتى يتطلّب الأمر مراجعة الطبيب على الفور، ومتى تستدعي حالة المريض استعمال علاجات معينة. [1][2]

تعرّف في هذا المقال على أعراض الربو الشائعة والطارئة ومحفزاتها بالتفصيل.

أعراض الربو: تفاصيل هامة

تظهر أعراض الربو عند الكبار والصغار على حدّ سواء نتيجة تضرّر القصبات الهوائية واختلال وظائفها، التي تتمثّل في المُساعدة على التنفس بشكل طبيعي، ويرجع ذلك لحدوث التغيرات الآتية: [1]

  • إفراز مفرط للمخاط داخل القصبات الهوائية، ما قد يتسبّب في انسدادها أو تضيّقها.
  • تورّم القصبات الهوائية من الداخل.
  • شدّ عضلي في العضلات المحيطة بالقصبات الهوائية، ما يتسبّب في تضيّق القصبات.

ومن الجدير ذكره قد تتشابه أعراض الربو مع أعراض العديد من الأمراض، إلا أن أكثر ما يُميّز أعراض الربو الآتي: [7]

  • تستمر الأعراض معظم الوقت، وعند زوالها لفترة من الزمن فهي تعود من جديد.
  • تزداد شدّة الأعراض في ساعات الليل وفي ساعات الصباح الباكر.
  • تظهر الأعراض عند التعرض لمحفزات الربو، مثل: ممارسة التمارين الرياضية، أو التعامل مع الحيوانات.

أعراض الربو الشائعة

يتسبّب الربو بظهور مجموعة من الأعراض الشائعة والتي يُعاني منها معظم المرضى، ولكن ليس بالضرورة ظهور جميع هذه الأعراض على المريض، وهي تشمل ممّا يأتي: [2][4]

السعال المستمر

يكون السعال الناجم عن الإصابة بالربو جافًا أو مصحوبًا بالبلغم، وعادةً ما تزداد شدّته في الليل، وفي ساعات الصباح الباكر، وعند الضحك، وخلال ممارسة التمارين الرياضية، وعند الشعور بالحماس أو الانفعال الشديد.

صعوبة التنفس

تتزامن صعوبة التنفس مع قصر النفس أو عدم القدرة على أخذ نفس عميق، ويحدث هذا نتيجة تضيّق القصبات الهوائية وامتلائها بالمخاط، أضف إلى ذلك أنّ صعوبة التنفس تُصيب المريض بالقلق الذي يزيد بدوره من صعوبة التنفس أيضًا.

ضيق الصدر

يتسبّب الربو بالشعور بوجود ثقل على الصدر يُشبه الضغط الناجم عن وجود جسم ثقيل على الصدر، ويرجع ذلك لشدّ العضلات المحيطة بالقصبات الهوائية الذي يجعل التنفس صعبًا ومُرهقًا.

صفير النفس

يُسمع الأزيز أو الصفير أثناء التنفس لدى مرضى الربو عند الزفير، وذلك بسبب مرور الهواء في القصبات الهوائية الضيقة.

كثرة التنهد

يكون التنهّد بأخذ نفس عميق وزفير عميق، وهو من ردود الفعل الطبيعية لمُحاولة تعويض الجسم عن نقص الأكسجين، وعند مرضى الربو فإنّ صعوبة التنفس تدفع المريض للتنهّد لأخذ كمية أكبر من الأكسجين.

أعراض الربو عند الأطفال

قد يكون من الصعب ملاحظة وتشخيص أعراض الربو عند الصغار من قبل الطبيب، ذلك لصعوبة تعبير الطفل عمّا يُعانيه من أعراض، وصغر القصبات لديهم بالأساس، وتسبب الرشح والأنفلونزا ومهيجّات الحساسية تضيّق القصبات والتهابها.

يُعاني الأطفال المُصابون بالربو من أعراض الربو الشائعة سابقة الذكر، بالإضافة إلى الأعراض الآتية: [3][5]

  • أمراض الجهاز التنفسي المتكررة، مثل: التهاب الشعب الهوائية، والرشح.
  • مشكلات في تناول الطعام.
  • اتّساع فتحتي الأنف عند التنفس.
  • ارتفاع البطن وانخفاضه بشكل واضح أثناء التنفس.
  • انزعاج الطفل دون وجود سبب واضح.
  • تغير لون الأظافر والجلد للأزرق.

اقرأ أيضًا: أعراض وعلاج الربو عند الرضع

أعراض الربو عند النساء الحوامل

يمكن أن تزداد شدّة أعراض الربو عند بعض النساء الحوامل، خاصّة ممّن تم تشخيصهن بالأساس بالربو الشديد مسبقًا، ولكن يُمكن أن تبقى الأعراض كما هي عند البعض الآخر أو حتى قد تتحسن، وفي جميع الأحوال فمن الضروري التأكّد من السيطرة على الربو قدر الإمكان لضمان وصول الأكسجين بشكلٍ كافٍ للجنين.

قد تُعاني النساء الحوامل المصابات بالربو من أعراض شديدة تستدعي زيارة الطبيب فورًا، ومنها الآتي: [5]

  • نقص حركة الجنين عن المعتاد.
  • الصداع.
  • التقيؤ.
  • صعوبة التنفس مع عدم التحسّن عند استعمال أدوية الربو.
  • النزيف المهبلي.

أعراض نوبة الربو

تحدث نوبة الربو (بالإنجليزية: Asthma Attack) عند تفاقم أعراض الربو بشكل مفاجئ، أو ازدياد شدّتها على مدار عدّة أيام بشكل تدريجي، وتُعدّ نوبة الربو من الحالات الطارئة التي يجب فيها استعمال موسّع القصبات أو بخّاخ الربو، وفي حال عدم مُلاحظة أيّ تحسن بعد استعمال البخاخات فيجب التوجّه لأقرب مركز صحي على الفور.

الأعراض المبكرة لنوبة الربو

تظهر الأعراض المبكرة لنوبة الربو بالشكل الآتي: [2]

  • السعال الشديد.
  • صفير النفس.
  • ضيق الصدر.
  • الهيجان والعصبية.
  • الإعياء والتعب.

أعراض نوبة الربو الشديدة

أما أعراض نوبة الربو الشديدة فهي كالآتي: [2]

  • تغير لون الشفاه والأظافر والجلد للأزرق.
  • صعوبة التنفس، التي تُظهر صدر ورقبة المريض وكأنها غائرة للداخل مع كل شهيق.
  • صعوبة الكلام والمشي.
  • الارتباك.
  • تسارع ضربات القلب.
  • ألم في الصدر.
  • الذعر والقلق الشديد.
  • ارتفاع درجة الحرارة إلى 37.7 درجة مئوية أو أكثر.

اقرأ أيضًا: ما هي نوبة الربو؟ وما أعراضها؟

أعراض تستدعي زيارة الطبيب

يوصى مرضى الربو بالمتابعة مع أطبائهم بشكل دوري لتقييم ومراقبة أعراض الربو، والتأكّد من ملائمة الخطة العلاجية لضمان السيطرة على المرض، أمّا من يُلاحظون معاناتهم من الأعراض دون خضوعهم للتشخيص بعد فيجب عليهم زيارة الطبيب للخضوع للفحوصات اللازمة والحصول على العلاج المناسب.

كما من الضروري مراجعة الطبيب عند ظهور أي من الأعراض الآتية: [8][9]

  • السعال المستمر.
  • استمرار الصفير عند التنفس أو استمرار المعاناة من صعوبة التنفس حتى بعد استعمال الأدوية الموصى باستعمالها من قبل الطبيب، مثل: بخاخات الربو التي تستعمل عند الحاجة.
  • التعب العام أو الدوخة.
  • تكرر استعمال بخاخات الربو التي تُستعمل عند الحاجة أكثر من المعتاد.
  • تضيّق مستمر أو ألم في الصدر.

ثمة بعض الأعراض التي تُشير لضرورة مراجعة الطوارئ؛ لأنها تتطلّب التدخل السريع تجنّبًا للمضاعفات الخطيرة، وتتضمّن الآتي: [8][9]

  • تغيّر لون الشفاه أو الوجه أو الأظافر للأزرق.
  • صعوبة الكلام.
  • صعوبة التنفس والشعور بالاختناق.
  • الصفير والسعال المستمرين، حتّى بعد استعمال العلاجات الموصى بها من قبل الطبيب.
  • ملاحظة أن الجلد في المنطقة ما بين أعلى الصدر وقاعدة الحلق يُصبح مشدودًا مع كل مرة يتنفس بها المريض.
  • ضيق النفس، الذي يظهر بأخذ أكثر من 30 نفس في الدقيقة الواحدة.
  • توسّع فتحتي الأنف مع كل مرة يتنفس بها المريض.

اقرأ أيضًا: علامات الربو غير المسيطر عليه

محفزات أعراض الربو

ثمة مجموعة من العوامل والظروف التي تُهيّج أعراض الربو أو تتسبّب في الإصابة بنوبة الربو، ومنها الآتي: [10][11]

  • الغبار والأتربة.
  • العفن.
  • حبوب اللقاح.
  • وبر أو شعر الحيوانات البرية والحيوانات الأليفة.
  • ثاني أكسيد النيتروجين المنبعث من حرق بعض المواد وأنواع الوقود المختلفة، مثل: السولار، والغاز، والأخشاب.
  • المواد الكيميائية، مثل: معطرات الجو، ومضادات الحشرات، ومستحضرات التجميل، والدهان.
  • الدخان المتصاعد من السجائر، سواء أكان ذلك عند تدخين المريض نفسه أو تواجده بالقرب من المدخنين.
  • الأحداث والمواقف العاطفية الحساسة.
  • بعض العلاجات والأدوية، مثل: الأسبرين.
  • ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية.
  • الهواء شديد البرودة.
  • الإصابة بعدوى، مثل: الانفلونزا، أو الرشح، أو الكورونا.

نصيحة الطبي

لا بد من المتابعة مع الطبيب لمعرفة كيفية التعامل مع أعراض الربو، ومحاولة معرفة محفزاتها الموجودة في المنزل أو مكان العمل وتجنبها قدر الإمكان، مع الالتزام بكافة التعليمات الموصى بها من قبل الطبيب.

إذا كنت تُعاني من أعراض الربو فيُمكنك استشارة طبيب معتمد على منصة الطبي الآن، ومن أيّ مكان وفي أي وقت لمعرفة العلاجات المناسبة لحالتك.