لقد وصلت مخاطر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية إلى الأطفال مع الأسف. معظم الالتهابات التي تصيب الأطفال هي التهابات الحلق ونزلات البرد والتهابات الشعب الهوائية والتهابات الجيوب الأنفية. معظم هذه الالتهابات سببها فيروسي، أي لا تحتاج إلى استخدام المضادات الحيوية، وقد أجرى العلماء دراسة جديدة في الولايات المتحدة الامريكية، أظهرت ارتفاع عدد الأطفال المصابين بالبكتيريا المقاومة لعدة أنواع من المضادات الحيوية بين عامي 2007 و 2015 في المستشفيات، ويعود السبب في ذلك إلى أن 30% من الحالات التي يستخدم فيها المضاد الحيوي للعلاج لا تحتاج استخدامه، مما أدى إلى ظهور بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.

الأعراض الجانبية للمضادات الحيوية عند الأطفال

على الرغم من أن للمضادات الحيوية قدرة كبيرة وأهمية بالغة في علاج الكثير من الأمراض، إلا أنها تؤدي إلى مضاعفات وأعراض جانبية عديدة، بعضها آني وبعضها دائم، وتشمل الأعراض الجانبية للمضادات الحيوية على ما يلي:

الأعراض الجانبية قصيرة المدى للمضادات الحيوية عند الأطفال

تشمل الأعراض الجانبية قصيرة الأمد للمضادات الحيوية لدى الأطفال على ما يلي:

  • ظهور طفح جلدي على جسم الطفل.
  • تورم في الفم والحلق عند الطفل.
  • ضيق التنفس.
  • آلام في المعدة.
  • إسهال.
  • دوار.
  • إغماء.
  • صداع.
  • ضعف العضلات.
  • تقيؤ.

للمزيد: حقائق هامة حول المضادات الحيوية

الأعراض الجانبية طويلة المدى للمضادات الحيوية عند الأطفال 

تشمل الأعراض الجانبية طويلةالأمد للمضادات الحيوية لدى الأطفال على ما يلي:

  • السمنة، خاصة عند استخدام المضادات الحيوية عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين.
  • تلون في الأسنان، من الممكن أن يكون دائمًا، خاصة عند استخدام التتراسيكلين للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 8 سنوات.
  • متلازمة القولون العصبي؛ فقد أظهرت دراسة أن استخدام المضادات الحيوية يزيد خطر الإصابة مستقبلًا بمتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: irritable bowel syndrome)، بنسبة 6% مقارنة مع الأطفال الذين لم يستخدموا المضادات الحيوية.
  • تضيق البواب؛ وهي حالة يتم فيها قذف الطفل للقيء، تحدث بسبب المضادات الحيوية خاصة عند استخدام الطفل لمضادات حيوية معينة مثل أريثروميسين قبل عمر ستة شهور.  

الرضاعة الطبيعية ومقاومة المضادات الحيوية

لحليب الأم فوائد كثيرة تستمر بالظهور باستمرار الأبحاث العلمية حوله؛ فقد أظهرت الدراسات الحديثة وجود بروتين يسمى باللاكتوفيرين في حليب الأم، مسؤول عن المناعة، أظهرت الدراسات قدرة هذا البروتين الكبيرة في القضاء على الميكروبات مثل البكتيريا، الفيروسات والفطريات. لذا يتمتع الأطفال الذين يحصلون على رضاعة طبيعية على مناعة أكثر من غيرهم.

أجريت دراسات عديدة لدراسة قدرة بروتين اللاكتوفيرين على مقاومة الالتهابات عند الأطفال والبالغين في حال إيصال هذا البروتين إلى أجسامهم بطريقة مصنعة، إلا أن البروتين الصناعي لا تتساوى قدرته مع البروتين الطبيعي الموجود في حليب الأم.

تجري الآن دراسات لبيان قدرة اللاكتوفيرين في القضاء على مقاومة المضادات الحيوية.

للمزيد: مخاطر سوء استخدام المضادات الحيوية

أطعمة يجب تجنبها عند إعطاء الطفل المضاد الحيوي

غالباً ما يزيد تناول الأطعمة قبل وأثناء وبعد تناول الطفل للمضاد الحيوي من فعالية المضاد الحيوي، وهناك في الواقع بعض الأطعمة والمشروبات التي قد تزيد من فاعليته مثل الشاي الأخضر على سبيل المثال، إلا أن هناك بعض الأطعمة التي يجب تجنب تقديمها للطفل أثناء علاجه بالمضادات الحيوية لأنها تقلل من فعالية أو امتصاص المضاد الحيوي في الجسم، مما يمكن أن يسبب تطور سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية، وتشمل هذه الأطعمة على ما يلي:

  • الجريب فروت وعصير الجريب فروت: أظهرت الدراسات أن تناول الجريب فروت أو عصيره يمكن أن يكون ضاراً أثناء استخدام المضاد الحيوي، وذلك لأن عصير الجريب فروت والعديد من الأدوية تتفكك في الجسم بواسطة إنزيم يسمى إنزيم السيتوكروم، لذا يمكن أن يمنع عصير الجريب فروت الجسم من تحليل المضاد الحيوي بشكل صحيح مما قد يؤدي إلى تراكمه في الدم.
  • الكالسيوم: قد تؤثر الأطعمة الغنية بالكالسيوم ومكملات الكالسيوم الغذائية على امتصاص المضادات الحيوية المختلفة في الجسم بما في ذلك سيبروفلوكساسين (بالإنجليزية: Ciprofloxacin) والجاتيفلوكساسين (بالإنجليزية: Gatifloxacin)، ولكن أظهرت دراسة أخرى أن الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم مثل الحليب ليس لها نفس التأثير المثبط على تحطيم المضادات الحيوية مثل مكملات الكالسيوم الغذائية، وللبقاء في الجانب السليم يجب تجنب الأطعمة والمكملات التي تحتوي على الكالسيوم أثناء علاج الطفل بالمضادات الحيوية الفموية.