يتعرض ذوي الهمم لتحدياتٍ نفسية كبير؛ حيث تشير الدراسات إلى أنهم يعانون من الضغوطات النفسية أكثر بـ 5 مرات من أقرانهم الذين لا يعانون من أي إعاقات، وبالرغم من هذه التحديات تُوجد العديد من الطرق التي تُحسّن صحتهم النفسية، وتساعدهم على عيش حياةٍ أكثر سعادة ورضًا. [1]

لهذا السبب، قدمنا لك دليلًا متكاملًا حول التحديات النفسية التي يُواجهها ذوي الهمم والطرق الصحيحة لتقديم الدعم النفسي لهم.

التحديات النفسية التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة

إن التحديات النفسية التي يواجهها ذوو الهمم ليست بمعزل عن الصعوبات الجسدية والاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على حياتهم اليومية، فمن أبرز العوامل التي تُؤثر على صحتهم النفسية: [2][3]

التحديات الصحية الجسدية

يعاني ذوو الهمم غالبًا من حالات صحية مزمنة أو آلام مستمرة، كما يُواجه بعضهم صعوبة كبيرة في التنقل والحركة، وهذا يُعيقهم عن أداء الكثير من الأنشطة اليومية البسيطة، مما يزيد من شعورهم باليأس والإحباط، والذي يؤثر سلبًا على حالتهم النفسية وجودة حياتهم. [2][3]

تدني تقدير الذات

يتأثر الكثير من ذوي الهمم بردود أفعال الآخرين تجاههم، مما ينعكس سلبًا على ثقتهم بنفسهم، ونتيجةً لذلك قد يهملون العناية بأنفسهم، وربما يرفضون الاندماج والمشاركة في المجتمع. [2][3]

العزلة الاجتماعية

تعد العزلة من أبرز التحديات النفسية التي تواجه ذوي الهمم، فقد يُواجهون صعوبة في الاندماج مع الآخرين، وربما يرفضون المشاركة في المناسبات الاجتماعية، مما يُسبب شعورهم بالوحدة والاكتئاب والقلق، خاصةً في حال عدم تقبل المجتمع المحيط بهم لحالتهم. [2][3]

التمييز والتحيز

صحيحٌ أنّ العديد من المؤسسات والمنظمات تدعم ذوي الهمم وتسعى لدمجهم في المجتمع، ليكونوا جزءًا فعالًا منه- كما هو الحال مع أقرانهم، لكن حتى الآن يُعاني ذوي الهمم من التمييز ونظرة المجتمع السلبية تجاههم، فعلى سبيل المثال ترفض بعض الشركات توظيفهم. [2][3]

وبسبب هذه الممارسات الخاطئة قد يشعر ذوي الهمم بالنقص وتُقل ثقتهم بذاتهم، مما يُؤثر بشكلٍ كبير على صحتهم النفسية. [2][3]

الضغوط المالية

تفرض الإعاقة أعباءً مالية كبيرة على ذوي الهمم وعائلاتهم؛ فهم غالبًا ما يحتاجون للخضوع لعلاجاتٍ طبية باهظة الثمن، ومن جهةٍ أخرى، فإن فرص العمل المتاحة لذوي الهمم تكون شحيحة، وهذا يزيد من شعورهم بالقلق والتوتر بسبب هذه الأعباء المالية. [2][3]

تقبل الإعاقة والتعايش معها

يُصاب البعض بالإعاقة نتيجةً للتعرض لإصابات أو حوادث خطيرة، وبالتالي فإنهم يُواجهون صعوبة كبيرة في تقبل هذا التغيير المفاجئ في حياتهم، خاصةً إذا أصبحوا غير قادرين على القيام ببعض الأنشطة اليومية البسيطة مثل ارتداء الملابس أو تناول الطعام دون مساعدة. [2][3]

صعوبة الحصول على خدمات الصحة النفسية

يُواجه ذوي الهمم صعوبةً في طلب المساعدة النفسية؛ بسبب عدم توفّر هذه الخدمات في المناطق التي يعيشون فيها، أو عدم إدراك بعض الأطباء لأهمية الصحة النفسية لهذه الفئة. [2][3]

طرق تقديم الدعم النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة

من الخطوات التي تُساعد على دعم ذوي الهمم وتحسين صحتهم النفسية: [3][4]

الحصول على المساعدة النفسية المتخصصة

غالبًا ما تُركز الرعاية الطبية على الجانب الجسدي لذوي الهمم، بينما تُهمل احتياجاتهم النفسية والعاطفية، وبالتالي فإن الدعم النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة يبدأ باستشارة متخصصين في الصحة النفسية لتقديم العلاج المناسب، سواء أكان ذلك عن طريق جلسات فردية، أو أسرية، أو المشاركة في مجموعات دعم، حيث يسهم التقييم المبكر والعلاج الشامل في منع إصابتهم باضطرابات نفسية خطيرة. [3][4]

تخفيف التوتر والقلق بطرق صحية

التوتر مشكلةٌ نعاني منها جميعًا، لكن تأثيره يكون أكبر على ذوي الهمم، ويمكن أن تصنع الخطوات البسيطة الآتية فارقًا إيجابيًا في تخفيف القلق: [3][4]

  • اليوغا: 

لا تُحسّن اليوغا الصحة الجسدية فقط، بل تُحسن الوعي وتعزز الشعور بالثقة، كما تساعد على تحسين المزاج من خلال زيادة إفراز الإندورفين.

  • السباحة: 

تحت إشراف الأخصائي، يمكن أن تساعد السباحة والتمارين الرياضية على تحسين الصحة النفسية والجسدية لذوي الهمم في الوقت ذاته.

  • تقنيات التنفس والاسترخاء: 

مثل تمارين التنفس العميق التي تُهدئ الأعصاب وتخفف القلق، ومن أشهرها تقنية التنفس "4-7-8"، والتي تبدأ بأخذ نَفَس عميق وبطيء لمدة 4 ثواني، ومن ثم حبسه لمدة 7 ثواني، وإطلاق الزفير بهدوء مدة 8 ثواني أخرى، وتكرار ذلك حتى يشعر الشخص بالهدوء والسكينة. 

  • الكتابة: 

تُعد الكتابة متنفسًا آمنًا للتعبير عن الأفكار والمشاعر، مما يساعد على فهم الحالة النفسية بشكل أكبر.

القيام بأنشطة ممتعة

يُمكن تحسين الصحة النفسية بممارسة الأنشطة التي تعزز الشعور بالقوة والاستقلالية، ومن هذه الأنشطة: [3][4]

  • العمل التطوعي: 

يساعد على بناء شعور بالإنجاز، وتحقيق الذات، والمساهمة في المجتمع.

  • تحمل المسؤولية اليومية: 

يمكن للمسؤوليات البسيطة، مثل المساعدة في المهام المنزلية أو تنظيم الأنشطة الخارجية (الذهاب في نزهة)، أن تعزز الشعور بالإنجاز وتوطّد الروابط الاجتماعية.

  • تبني حيوان أليف: 

فهذا يُخفف من وحدة ذوي الهمم، ويزيد من شعورهم بالمسؤولية والاهتمام.

  • تعلم هواية جديدة: 

مثل تعلم لغة جديدة، التصوير الفوتوغرافي أو حتى الطهي، فهذه الأنشطة تُعزز من ثقة ذوي الهمم بأنفسهم، وتشجعهم على التفاعل مع الآخرين.

تعزيز العلاقات الاجتماعية

العزلة الاجتماعية تزيد الاكتئاب وقلة الثقة بالنفس وغيرها من المشكلات النفسية سوءًا، ويمكن مساعدة ذوي الهمم على كسر شعورهم بالوحدة من خلال: [3][4]

  • التواصل مع الآخرين: 

تشجيعهم على التواصل مع الأصدقاء والعائلة للحصول على الدعم النفسي الذي يحتاجونه، فحتى الكلمات البسيطة قد يكون لها تأثير كبير على حالتهم النفسية.

  • التخطيط للأنشطة الاجتماعية: 

يمكن أن تساعد الأنشطة الاجتماعية البسيطة مثل المشي أو زيارة الحديقة على تحسين المزاج وتقليل العزلة.

  • التشجيع على العمل: 

لا يُحقق العمل الاستقلال المالي فقط، بل يزيد أيضًا من الشعور بالإنجاز والثقة بالذات، لذلك يجب تشجيع ذوي الهمم على العمل في القطاع الذي يناسب مهاراتهم وقدراتهم.

  • الانضمام إلى مجموعات دعم: 

حيث يمكنهم التفاعل مع أشخاص مروا بنفس التجربة، مما يخفف الشعور بالوحدة، كما قد يستفيدون من نصائحهم في تقبل ذاتهم.

نصيحة من الطبي

إن الدعم النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة لا يقل أهمية عن تقديم الرعاية الصحية لهم، خاصةً أنهم يُعانون من ضغوطاتٍ وتحدياتٍ نفسية كبيرة، مثل التمييز والعزلة الاجتماعية، لذلك تذكر أن حبك ودعمك لهم يُشكل أساس قوتهم، ويُمكنك تشجيعهم على التواصل مع الآخرين الانضمام لمجموعات الدعم، وغيرها من الطرق التي تُحسّن صحتهم النفسية.

كما يُمكنك الآن حجز جلسة علاج نفسي عن بعد (أونلاين) عبر موقع الطبي؛ ليُساعدك الطبيب على التعامل مع الضغوطات النفسية التي تُواجهها أثناء رعاية ذوي الهمم.