يستمر الحمل الطبيعي حوالي أربعين أسبوعًا، لكن نتيجة عدد كبير من العوامل قد تحدث الولادة قبل الأسبوع 37 من الحمل، لتسمى بالولادة المبكرة، وينتج عنها الأطفال الخدج.
هل تؤثر الولادة المبكرة على صحة المولود؟ نجيب بالمقال على هذا السؤال ونشرح مضاعفات الولادة المبكرة.
محتويات المقال
نسب حدوث الولادة المبكرة
تصل معدلات حدوث الولادة المبكرة إلى حوالي 10%، وتزداد النسبة بالبلدان منخفضة الدخل، وتعد مضاعفات الولادة المبكرة هي السبب الرئيسي في وفيات الأطفال تحت 5 سنوات.
قد تحدث الولادة مبكرًا جدًا عن الأسبوع 37 من الحمل، وهنا تتضاعف المخاطر والآثار الجانبية، فكلما كانت الولادة مبكرة، كلما ارتفعت نسب حدوث المضاعفات للأم والمولود، حيث يحتاج الأطفال الخدج إلى رعاية ومتابعة دقيقة ليكملوا نموهم، مما يتطلب دخولهم المستشفى، رغم ذلك يستطيع الكثير من الأطفال الخدج البقاء على قيد الحياة والنمو إلى طفل سليم معافى. (2)
مضاعفات الولادة المبكرة
يحتاج الطفل إلى 40 أسبوعًا في الرحم ليكتمل نموه، لذا عندما يولد مبكرًا تظهر عليه بعض المشكلات الصحية نتيجة نقص تطور بعض الأعضاء، مثل القلب، والدماغ، والرئة، والكبد، نسرد تاليًا بعضًا من مضاعفات الولادة المبكرة على الطفل:
اليرقان
يظهر جلد الطفل المصاب باليرقان باللون الأصفر، يحدث ذلك نتيجة فشل الكبد في تخليص الجسم من البيلوروبين الناتج عن التلف الطبيعي لخلايا الدم الحمراء، يتراكم البيلوروبين في دم الطفل وينتشر في الأنسجة مسببًا اللون الأصفر، حيث تعد مشكلات الكبد من أشهر مضاعفات الولادة المبكرة على الجنين.
لا يعد اليرقان من المشكلات الخطرة، إلا إذا ارتفع مستوى البيلوروبين كثيرًا فوق 15-20 مغ/ ديسيلتر، وهنا قد يصاب الطفل بتسمم البيلوروبين الذي يؤثر على الدماغ.
يعالج اليرقان بالتعرض للضوء الساطع لمدة تقل عن أسبوع، يعمل الضوء على تكسير البيلوروبين إلى مادة يسهل التخلص منها، إلى أن يستطيع الكبد أداء تلك المهمة. (1)
للمزيد: اليرقان عند الاطفال اسبابه وعلاجه
عدم اكتمال نمو الرئة
يكتمل نمو رئة الجنين في الأسبوع 36 من الحمل تقريبًا، حيث يختلف الأمر من طفل لآخر، ينصح الطبيب في حال توقع الولادة المبكرة بإجراء اختبار بزل السلى، للتأكد من نضج الرئة، غالبًا ما يحقن الجنين قبل الولادة بجرعة من الستيرويدات، بهدف تسريع نمو الرئتين، حيث يمثل عدم نضج الرئتين أهم مضاعفات الولادة المبكرة على الطفل. (3)
تتسبب الرئة غير مكتملة النمو في المضاعفات التالية: (3)
- انقطاع التنفس وبطء القلب.
- متلازمة الضائقة التنفسية (بالإنجليزية: RDS).
- خلل التنسج القصبي الرئوي (بالإنجليزية: BPD).
- الالتهاب الرئوي.
- تسرع النفس العابر (بالإنجليزية: Transient tachypnea).
مشاكل الدماغ
يشكو الأطفال الخدج أيضًا من حدوث نزيف داخلي بالمخ يسمى النزيف الداخلي البطيني (بالإنجليزية: Intraventricular Hemorrhage).
لا يسبب النزيف الخفيف ضررًا، لكن قد يؤدي النزيف القوي إلى تلف دائم في خلايا الدماغ، وتجمع للسوائل، كما قد يؤثر النزيف الحاد على وظائف الطفل الادراكية والحركية، مما يعد من أخطر مضاعفات الولادة المبكرة على الطفل، يختلف العلاج تبعًا لحالة المولود، فقد يصف الطبيب الأدوية أو يلجأ إلى الجراحة. (1)
للمزيد: نزيف المخ: الأعراض والأسباب
مضاعفات أخرى للولادة المبكرة
ذكرنا أخطر المضاعفات التي قد يتعرض لها المولود نتيجة الولادة المبكرة، نسرد تاليًا مضاعفات أخرى: (1)(3)
- مشكلات الكلى.
- التعرض للعدوى.
- مشكلات بالقلب مثل حالة القناة الشريانية السالكة.
- عدم القدرة على الحفاظ على حرارة الجسم.
- عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى حالات مثل التهاب الأمعاء الناخر (بالإنجليزية: Necrotizing Enterocolitis).
- فقر الدم.
- تعفن الدم (بالإنجليزية: Sepsis).
مضاعفات طويلة المدى
يوجد بعض الآثار الجانبية والمخاطر الناتجة عن الولادة المبكرة التي تصاحب الطفل لفترات طويلة، أي أنها مضاعفات الولادة المبكرة طويلة المدى، ومنها التالي: (4)
- الشلل الدماغي.
- اضطرابات ومشاكل في السلوك، حيث يكون الأطفال الخدج هم الأكثر عرضة للإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
- الإصابة بالقلق والاكتئاب.
- الاضطرابات العصبية المؤثرة على الدماغ، والحبل الشوكي، وأعصاب الجسم.
- مشاكل نمو الأسنان مثل تأخر نموها، وتغير اللون، أو اعوجاج الأسنان.
- فقدان السمع.
- التعرض المستمر للالتهابات، لضعف جهاز المناعة، وهو من مضاعفات الولادة المبكرة طويلة الأمد.
- مشاكل الإبصار والرؤية مثل اعتلال الشبكية الخداجي.
اقرأ أيضًا: اهم نصائح بعد الولادة
ختامًا، تمثل الولادة المبكرة خطرًا على كل من الأم والمولود، فقد يصاب الطفل بمشكلات في الدماغ، أو الرئة، أو القلب، وقد يتعرض لمضاعفات طويلة الأمد، لكن ينجح الكثير من المواليد الخدج في النمو والتطور إلى أطفال أصحاء.