الولادة الطبيعية غالبًا تكون الخيار الأنسب لمعظم النساء، وهي بشكل عام آمنة ولا تُسبب مضاعفات، وأما بالنسبة لمخاطر الولادة الطبيعية؛ فبعضها يُعدّ جزءًا من الولادة، مثل: ألم الطلق، وبعضها الآخر يحدث في حالات نادرة. [3][2][1]
فما هي مخاطر الولادة الطبيعية؟ وما الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب؟ تعرف على التفاصيل في هذا المقال الآتي.
محتويات المقال
مخاطر الولادة الطبيعية على الأم
قد تتعرض الأم لبعض المخاطر المرتبطة بالولادة الطبيعية، أهمها:
ألم الولادة
آلام الطلق تشعر بها معظم النساء عند الولادة الطبيعية، وربما تكون من أكثر الأشياء التي تُثير قلقهنّ، ناهيك عن طول فترة المخاض وما يُصاحب ذلك من تعبٍ وإرهاق جسديٍ ونفسي. [6][3]
ولكن من المهم أن تُشارك الحامل مخاوفها مع الطبيب؛ حيث يُمكن السيطرة على ألم الطلق أثناء الولادة باستخدام إبرة الظهر، كما يُمكن أن يصف الطبيب مسكنات لتخفيف الألم. [6][3]
المخاض المطوّل
المخاض المطوّل (بالإنجليزية: Delayed Labor) أو ما يعرف بالفشل بالتقدّم في المخاض (بالإنجليزية: Failure to Progress)، هو تعسّر الولادة الطبيعية نتيجة أسباب مختلفة، منها: ضعف الطلق، وعدم توسّع عنق الرحم بما يكفي لحدوث الولادة الطبيعية، ومن أشكال المخاض المطوّل: [8][7]
- أن يكون معدل توسّع عنق الرحم أقلّ من 1-2 سنتيمتر في الساعة، بعد الوصول لتوسّع مقداره 6 سنتيمتر.
- عدم ازدياد معدل توسّع عنق الرحم لأكثر من 4 ساعات رغم قوة الطلق (انقباضات الرحم).
- عدم ازدياد معدل توسّع عنق الرحم لأكثر من 6 ساعات مع عدم وجود قوة طلق كافية.
- عدم نزول الجنين في الحوض بشكل كافٍ حتى بعد الدفع لمدة 3 ساعات أو أكثر للأم الحامل البكر، أو ساعتين للأمهات اللاتي مررن بتجربة الولادة سابقًا.
- عدم التناسب الرأسي الحوضي (بالإنجليزية: Cephalopelvic Disproportion)، والذي يحدث عندما يكون حجم الجنين كبيرًا يمنع نزوله في الحوض أثناء الولادة، أو عندما تكون وضعية الجنين غير مناسبة لحدوث الولادة.
يُمكن أن تستدعي بعض حالات المخاض المطول الإجراءات الآتية: [8][7]
- اللجوء للطلق الصناعي.
- استخدام أدوات مُساعدة لاستكمال الولادة الطبيعية، مثل: جهاز الشفط، أو التوليد بالملقط.
- اللجوء للولادة القيصرية.
النزيف الشديد
قد تتعرّض الأم للنزيف خلال الولادة أو بعدها، ويُوصى بالتدخل الطبي الفوريّ لمعرفة سبب النزيف وعلاجه لمنع حدوث المضاعفات، ومن أسباب النزيف: [7][8]
- أسباب النزيف أثناء الولادة، تتضمّن الآتي:
- انفصال المشيمة المبكّر.
- التصاق المشيمة.
- تمزّق الرحم
- أسباب النزيف الشديد بعد الولادة، منها الآتي:
- إصابة الأم بأحد اضطرابات الدم.
- ارتخاء الرحم.
- تمزّق الرحم.
اقرأ أيضًا: أسباب وعلاج نزيف ما بعد الولادة
تمزق الأنسجة
في حالات نادرة، قد يحدث شقّ أو تمزّق في بعض أنسجة الجسم خلال الولادة الطبيعية، نتيجةً للدفع القوي أثناء الولادة، أو المرور بمراحل الولادة بشكلٍ سريع، ومن الأنسجة المتأثرة بالولادة: [2][6]
- المهبل، وأحيانًا يُمكن أن يمتد التمزق أو الشق في أنسجة المهبل إلى منطقة العجان (الخط الفاصل ما بين المهبل وفتحة الشرج)، ولكن عادة ما تتعافى الأنسجة بشكلٍ جيد دون ندوبٍ واضحة.
- عنق الرحم، ويُمكن أن تتعافى أنسجة عنق الرحم بعد فترة من الولادة.
- عضلات قاع الحوض، قد يسبّب تمزقها مضاعفات طويلة الأمد.
سلس البول أو البراز
ذكرت بعض الدراسات أنّ الولادة الطبيعية قد تزيد من فرص إصابة الأم بسلس البول، ربما بسبب بضعف عضلات قاع الحوض أو تعرضها للإصابة أثناء الولادة، حيث إنّ هذه العضلات مسؤولة عن دعم المثانة والأمعاء، وبالتالي فإن ضعفها يرتبط بالإصابة بسلس البول أو البراز. [6][9]
كما قد يحدث سلس البول أو البراز بعد الولادة الطبيعية نتيجةً للحالات الآتية: [6][9]
- تمزّق العجان أثناء الولادة الطبيعية.
- تضرر الأعصاب المرتبطة بالمثانة، أو عضلات قاع الحوض، أو المستقيم.
- تحرّك المثانة أو الإحليل من موقعهما الطبيعي.
- تضرر عضلة فتحة الشرج القابضة نتيجة استخدام أدوات مساعدة على الولادة، مثل: الملقط، وجهاز الشفط.
وغالبًا ما تحدث مشكلة سلس البول أو البراز بعد الولادة مباشرةً، لكنها قد تظهر بعد أشهر أو سنوات من الولادة! من الضروري مناقشة الطبيب حول العلاجات المناسبة لسلس البول أو سلس البراز، فقد يتضمّن ممارسة تمارين خاصة، أو إجراء تعديلات على نمط الحياة، أو العلاج الطبيعي. [6][9]
مخاطر الولادة الطبيعية على الجنين
نادرًا ما تتسبّب الولادة الطبيعية بأيّ مخاطر أو مضاعفات على صحة الجنين، خاصةً أنّ الطبيب يتصرف فور ظهور أيّ مشكلة أثناء الولادة؛ للحفاظ على سلامة الجنين قدر الإمكان، لكن بشكلٍ عام تتضمن المخاطر التي يُمكن أن يتعرض لها الجنين: [3]
اضطراب ضربات قلب الجنين
من المخاطر التي قد يتعرّض لها الجنين خلال الولادة الطبيعية اضطراب ضربات قلبه، ويتعامل الطاقم الطبي مع المشكلة بتغيير وضعية الأم، أو إيقاف تزويدها بالطلق الصناعي، وعادةً ما يكون ذلك كافيًا لتحسين تدفق الدم لجنينها واستعادة المعدل الطبيعي لضربات قلب الجنين. [7][8]
ولكن قد تستدعي بعض حالات اضطراب ضربات قلب الجنين إجراء شقٍ للعجان أو الخضوع لعملية قيصرية؛ لمساعدة الأم على الولادة في أسرع وقت. [7][8]
الاختناق أثناء الولادة
قد يُعاني الجنين أحيانًا من نقصٍ في مستويات الأكسجين خلال الولادة الطبيعية أو بعدها، مما يُسبب إصابة الجنين بصعوبة التنفس واحتمالية تعرضه لمضاعفات على المدى القصير أو الطويل، وذلك حسب درجة نقص الأكسجين الذي أصابه وسُرعة تدخل الطبيب لعلاجه، ومن ضمن المضاعفات والمخاطر المحتملة ما يأتي: [10]
- مخاطر على المدى القصير، تتضمّن الآتي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- مشاكل في الكلى.
- حموضة الدم.
- مشاكل في تخثّر الدم.
- مخاطر على المدى الطويل، تختلف شدّتها وفقًا لدرجة نقص الأكسجين، وتتضمّن الآتي:
- تضرر الدماغ.
- فقدان السمع أو فقدان النظر.
- إعاقات ذهنية.
- الشلل الدماغي.
تعرض الجنين للإصابات
في حالاتٍ قليلة يُمكن أن يتعرّض الجنين لإصابات خلال الولادة الطبيعية، خاصةً عند استعمال الأدوات المساعدة على الولادة، [3][7] فقد يظهر تورم أو كدمات على المولود، [15] ولكن غالبًا ما تكون بسيطة ويتعافى منها سريعًا. [3][7]
ومن العوامل التي تزيد فرص تعرض الجنين لإصابات أثناء الولادة: [3][7]
- حجم الجنين الكبير، وقد يتطلب عملية قيصرية.
- المخاض الطويل.
- وضعية الجنين التي تتسبّب في خروج رأسه من المهبل مع بقاء أحد كتفيه عالقًا في رحم الأم.
مخاطر الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية
تأمل بعض النساء اللواتي خضعن للولادة القيصرية سابقًا بتجربة الولادة الطبيعية، ولكن قد يُصاحب هذه الخطوة تحديات مرتبطة بعوامل عديدة، مثل: حالة الأحمال السابقة، وأسباب اللجوء للعملية القيصرية في الحمل السابق، وما إذا كانت قد جربت الولادة الطبيعية مسبقًا أم لا. [12][11]
تتضمّن تحديات ومخاطر الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية الآتي: [16][12][11]
- وجود حالة تستدعي الولادة القيصرية مرةً أخرى، فمثلًا لا تُجرى الولادة الطبيعية في بعض حالات المشيمة المنزاحة.
- إذا لم تنجح الولادة الطبيعية واضطر الطبيب للقيصرية مرة أخرى؛ فإنّ هذه القيصرية تكون مفاجئة، والقيصرية المفاجئة تزيد فرصة الإصابة بالعدوى والالتهابات.
- تمزق الرحم، وقد يحدث في حالات نادرة عند النساء اللواتي خضعن مسبقًا لعملية قيصرية ذات شقّ طولي، أو عند من استخدمن أدوية معينة بهدف تحفيز المخاض، أو من خضعن لعدّة عمليات قيصرية سابقًا.
مخاطر الولادة الطبيعية باستعمال أدوات مساعدة
يلجأ الطبيب لاستخدام أدوات معينة تُسهل الولادة الطبيعية في بعض الحالات، مثل: ارتفاع ضغط الدم عند الأم وعدم قدرتها على الدفع بشكل كافٍ، أو وضعية الجنين التي تتطلّب بعض المساعدة لولادته، أو اضطراب ضربات قلب الجنين. [14][13]
ينطوي على استعمال هذه الأدوات احتمالية التعرّض لبعض المضاعفات أو المخاطر، ومنها الآتي: [14][13]
- مخاطر على الأم، ومنها الآتي:
- تمزّق المهبل الشديد.
- سلس البول والبراز.
- ارتفاع خطر الإصابة بالجلطات.
- مخاطر على الجنين، تتضمّن الآتي:
- جروح في رأس أو وجه الطفل نتيجة استعمال الملقط، إلا إنها تزول خلال فترة قصيرة.
- رضوض في رأس الطفل نتيجة استعمال جهاز الشفط، ولكنها تتلاشى أيضًا مع الوقت.
- اليرقان، الذي يسبب اصفرار جلد الطفل والجزء الأبيض من عينيه، ولكن يعود لون الجلد والعينين إلى طبيعته خلال عدة أيام.
حالات تستدعي استشارة الطبيب
يُوصى بمراجعة الطبيب أو أقرب مركز طوارئ بعد الولادة في الحالات الآتية: [1]
- النزيف، ومن أبرز أعراضه ما يأتي:
- الدوخة.
- فقدان كميات كبيرة من الدم.
- تسارع أو اضطراب ضربات القلب.
- جلطة في الساق، حيث تظهر على المريضة الأعراض الآتية:
- تورّم الساق أو الإربة، والإربة هي المنطقة ما بين أعلى الفخذ وأسفل البطن.
- ألم في بطة الرجل، أو في الفخذ، أو خلف الركبة، أو في الإربة.
- تغيّر لون الساق أو الإربة للبنفسجي أو الأحمر.
- العدوى، وينجم عنها الآتي:
- ألم أثناء التبوّل.
- خروج دم مع البول.
- الحمّى.
- إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة.
- مضاعفات استعمال إبرة الظهر خلال الولادة، وتتضمّن الآتي:
- ازدياد شدّة الألم أو الاحمرار أو التورّم مكان الإبرة.
- تنميل أو ضعف أو خدران في الساق أو في الإربة.
اقرأ أيضًا: تعرفي على أضرار إبرة الظهر للولادة
نصيحة الطبي
يوصى بالمتابعة المستمرة مع الطبيب خلال فترة الحمل والالتزام بتعليماته للتقليل من احتمالية حدوث مخاطر الولادة الطبيعية، مع ضرورة استشارة الطبيب في حال ظهور أيّ أعراض بعد الولادة تُشير للإصابة بمشكلة صحية تستدعي التدخل الطبي الطارئ لتقييمها وصرف العلاج المناسب.
ويمكنك الآن استشارة طبيب معتمد على منصة الطبي في أيّ وقت ومن أيّ مكان.