تشعر الأم الحامل بالكثير من القلق حول استخدام الأدوية خلال الحمل، بما في ذلك المضادات الحيوية، لما تسمعه من آثارٍ جانبية مقلقة لهذه الأدوية، من جانبٍ آخر فإنّ تجاهل علاج الالتهابات البكتيرية بسبب الخوف من استخدام المضادات الحيوية يُعرّض الأم وجنينها للعديد من المضاعفات والمخاطر. [1][2]
فهل المضادات الحيوية آمنة خلال الحمل؟ وما هي الأنواع التي يجب تجنبها خلال هذه الفترة الحساسة؟ تعرف على جميع التفاصيل حول المضادات الحيوية والحمل في هذا المقال.
محتويات المقال
المضادات الحيوية والحمل: هل هي آمنة؟
تعتمد درجة أمان المضادات الحيوية خلال الحمل على نوع المضاد المستخدم، إذ تستطيع الحامل استخدام أنواع معينةٍ من المضادات الحيوية دون غيرها، لما تُسببه الأنواع الأخرى من آثارٍ سلبية على الأم أو على جنينها، كما أن بعض المضادات الحيوية تُؤثر سلبًا على الجنين أو على الأم في فترة معينة من الحمل دون غيرها. [3][4]
ولتحديد درجة أمان استخدام الأدوية خلال فترة الحمل؛ صنفت إدارة الغذاء والدواء (FDA) الأدوية لفئات حسب المخاطر والمضاعفات المحتملة لاستخدامها خلال الحمل، وتشمل هذه الفئات الآتي: [5][6]
- الفئة A: تضمّ الأدوية والمضادات الحيوية الآمنة التي لم يترتب على استخدامها أي آثار جانبية خطيرة على صحة الجنين خلال الثلث الأول من الحمل وفقًا للدراسات والأبحاث التي أجريت على الحوامل، كما لا توجد دراسات تثبت أي مخاطر لها خلال مراحل الحمل اللاحقة .
- الفئة B: تتضمن الأدوية والمضادات الحيوية الآمنة نسبيًا، والتي لم تُظهر الدراسات التي أُجريت على الحيوانات وجود أي مخاطر لها على الجنين، مع عدم وجود دراسات كافية على البشر، أو أنّ الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أظهرت مخاطر معينة لم تظهر لدى النساء الحوامل.
- الفئة C: تشمل الأدوية التي يصفها الطبيب إذا كانت الفائدة المرجوة من استخدامها أكبر من مخاطرها، خاصةً أنّ الدراسات التي أجريت على الحيوانات أو على البشر لم تكشف مدى أمانها أو مخاطرها، أو أن بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أظهرت وجود مخاطر محتملة لها.
- الفئة D: تضم الأدوية التي تبيّن أن لها مخاطر محتملة على صحة الجنين، لكنها قد تكون ذا نفع للأم في حالاتٍ ضرورية، لذا فإنّ المضادات الحيوية في هذه الفئة تُصرف فقط في حال كانت الفائدة المرجوة للأمّ أكبر من المخاطر المحتملة على جنينها، وذلك وفقًا لما يراه الطبيب مناسبًا.
- الفئة X: تشمل جميع الأدوية والمضادات الحيوية التي يجب تجنب استخدامها خلال الحمل؛ لاحتمالية تسببها بتشوهات خَلقية للجنين.
دواعي استخدام المضادات الحيوية خلال الحمل
عادةً يتأثر جهاز المناعة بالتغيرات الجسدية والهرمونية التي تطرأ خلال فترة الحمل، مما يزيد من خطر إصابة الأم بالعدوى والالتهابات البكتيرية، والتي تستدعي استخدام المضادات الحيوية؛ لأن إهمال علاج العدوى يُعرض كلًا من الأم وجنينها لعددٍ من المخاطر الصحية كالولادة المبكرة وتلف أعضاء الجنين. [3][4]
ومن الأنواع الشائعة للعدوى والالتهابات البكتيرية التي قد تُصيب الحامل: [3][4]
- التهاب المسالك البولية.
- التهاب المشيمة والسلى.
- التهاب المرارة.
- التهاب الزائدة الدودية.
- التهاب المهبل البكتيري.
- الالتهابات الناجمة عن البيلة الجرثومية اللاعرَضية (بالإنجليزية: Asymptomatic Bacteriuria)، إذ تُصرف المضادات الحيوية كعلاجٍ وقائي في هذه الحالة.
- تعفن الدم الناجم عن المكورات العقدية من المجموعة (GBS)، إذ تُصرف المضادات الحيوية حينها كإجراء وقائي أيضًا لمنع انتقال العدوى للجنين خلال الولادة.
تعليمات لاستخدام المضادات الحيوية بشكلٍ آمن
تستدعي بعض الحالات الصحية استخدام المضادات الحيوية خلال الحمل؛ للحفاظ على صحة الأم والجنين، ومن الإجراءات التي يُمكن اتباعها لتجنّب أضرار المضاد الحيوي المحتملة خلال هذه الفترة: [3][4]
- التأكد من الإصابة بالعدوى
يُجري الطبيب عددًا من الفحوصات للتأكد من إصابة الحامل بعدوى بكتيرية تستدعي استخدام المضاد الحيوي.
- تجنّب المضادات الحيوية في الثلث الأول
يوصى بتجنب تناول المضادات الحيوية خلال الثلث الأول من الحمل قدر الإمكان؛ لأن تطوّر الجنين ونمو أعضائه يحدث بشكل أساسي في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، إلا إذا أوصى الطبيب بأخذ المضاد الحيويّ.
- صرف المضادات الحيوية المناسبة والآمنة
يحرص الطبيب عند صرف المضادات الحيوية على الالتزام بالإجراءات الآتية:
-
- صرف المضادات الحيوية التي تبين سلامة استخدامها خلال فترة الحمل.
- استخدام نوعٍ واحد من المضادات الحيوية للحامل، بدلًا من استخدام عدة أنواع في الوقت ذاته.
- استعمال أقلّ جرعة ممكنة من المضادات الحيوية دون التأثير على فعاليتها.
- تجنّب استعمال المضادات الحيوية ذات الفعالية الواسعة ضد أنواع مختلفة من البكتيريا، إلا في حالات خاصة.
- استعمال المضادات الحيوية لأقصر وقت ممكنٍ يُوصي به الطبيب.
- الالتزام بإرشادات الطبيب
يقع على عاتق الأم أو المسؤول عن تقديم الدواء لها الالتزام بالتعليمات والجرعات الموصى بها من قبل الطبيب، مع ضرورة إكمال الجرعات الموصوفة لتجنّب مقاومة المضادات الحيوية مستقبلًا، وما لها من تبعات وآثار جانبية عديدة.
- تجربة طرق أخرى لعلاج العدوى
أحيانًا يُقرر الطبيب أن الالتهاب بسيط ولا يستدعي استعمال المضادات الحيوية، وحينها يكتفي بصرف بعض العلاجات البسيطة، مثل: بخاخ الماء والملح للأنف، أو ربما يصف بعض الإجراءات المنزلية كأخذ حمامٍ فاتر، لكن هذا لا يعني أن تهمل الأم مراجعة الطبيب ومتابعة حالتها معه، خاصةً إذا لم تتحسن أعراضها.
مضادات حيوية آمنة خلال الحمل
يُحدد الطبيب نوع المضاد الحيوي المناسب، ومن أبرز أنواع المضادات الحيوية التي يلجأ إليها خلال الحمل:
البنسلين
تُعد أدوية البنسلين (بالإنجليزية: Penicillins) من أشهر المضادات الحيوية التي توصف خلال الحمل، ومن أمثلتها: الأموكسيسيلين، والأمبيسيلين. تُصرف هذه المضادات الحيوية الخيار الأول لعلاج العدوى البكتيرية لدى الحامل، فعلى الرغم من أنّ نسبة بسيطة منها قد تصل للجنين عبر المشيمة، إلا أنها لا تسبّب أية أضرار أو مضاعفات خطيرة. [8]
السيفالوسبورينات
تُعدّ معظم أدوية السيفالوسبورينات (بالإنجليزية: Cephalosporins) من المضادات الحيوية الآمنة خلال فترة الحمل، ومن الأمثلة عليها السيفالكسين (بالإنجليزية: Cephalexin).
ولكن يُوصى بتجنب استعمال دواء السيفترياكسون (بالإنجليزية: Ceftriaxone) خلال الفترة الأخيرة من الحمل؛ لأنه يُمكن أن يزيد خطر الإصابة باليرقان النووي، وهو حالة شديدة من اليرقان تُصيب حديثي الولادة، وتُغير لون الجلد والجزء الأبيض من العين للون الأصفر. [8]
مضادات حيوية أخرى
من ضمن المضادات الحيوية الآمنة التي يُمكن أن يصفها الطبيب للحامل: [7][8]
- الأزيثرومايسين (بالإنجليزية: Azithromycin)، والذي يُصنّف ضمن مجموعة من الأدوية تُعرف بالماكروليد (بالإنجليزية: Macrolide)، ويُعدّ المضاد الحيوي الآمن الوحيد من هذه المجموعة.
- الكلينداميسين (بالإنجليزية: Clindamycin)، يُعدّ آمنًا للاستخدام عن طريق الفم خلال الثلث الأول والثاني من الحمل، ولكن يُفضّل تجنّبه في الثلث الأخير، كما يُمنع استخدامه بشكلٍ موضعي عن طريق المهبل طوال فترة الحمل؛ لاحتمالية تسبّبه بالعدوى لدى الجنين.
مضادات حيوية غير آمنة خلال الحمل
تضم هذه المجموعة المضادات الحيوية التي يجب تجنّب استخدامها خلال الحمل؛ لاحتمال تسبّبها بمخاطر للأم وجنينها، ومن ضمنها ما يأتي: [7][8]
- التيتراسيكلين (بالإنجليزية: Tetracycline)
تُصرف مجموعة التيتراسيكلين لعلاج التهابات الجهاز التنفسي وعلاج حب الشباب، وهي من المضادات الحيوية التي يوصى بتجنّب استعمالها طوال فترة الحمل؛ لتسبّبها بتغير لون أسنان الطفل وعظامه للرمادي أو الأصفر بشكل دائم. ومن الأمثلة على هذه المضادات الحيوية:
-
- المينوسيكلين (بالإنجليزية: Minocycline).
- الأوكسي تتراسيكلين (بالإنجليزية: Oxytetracycline).
- الدوكسيسيكلين (بالإنجليزية: Doxycycline).
- الفلوروكينولونات (بالإنجليزية: Fluoroquinolones)
تُصرف المضادات الحيوية من عائلة الفلوروكينولونات عادةً لعلاج التهاب المسالك البولية، إلا أنها قد تتسبّب بتشوّهات خلقية في أعضاء مختلفة للجنين، مثل: العظام، والقلب، والكلى، والدماغ، ومن الأمثلة عليها:
-
- سيبروفلوكساسين (بالإنجليزية: Ciprofloxacin).
- ليفوفلوكساسين (بالإنجليزية: Levofloxacin).
- موكسيفلوكساسين (بالإنجليزية: Moxifloxacin).
- الميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole)
من الضروري تجنب استخدام دواء الميترونيدازول عن طريق المهبل طوال فترة الحمل؛ لاحتمالية تسبّبه بالاستسقاء الدماغي، وهي حالة تتجمّع فيها السوائل في الدماغ، ومع أنّ الطبيب يُمكن أن يصف دواء الميترونيدازول عن طريق الفم في الثلث الثاني والثالث من الحمل لعلاج بعض أنواع الالتهابات البكتيرية، إلا أنّ استخدامه في الثلث الأول من الحمل يزيد فرص حدوث الولادة المبكر لاحقًا.
- الستريبتوميسين (بالإنجليزية: Streptomycin)
يُستخدم الستريبتوميسين لعلاج مرض السل، إلا إنّ استعماله خلال فترة الحمل قد يتسبّب بفقدان السمع لدى الجنين.
نصيحة الطبي
من الضروري استشارة الطبيب حول استخدام المضادات الحيوية والحمل، ليُحدد نوع المضاد الحيوي المناسب لحالة الأم الحامل، كما يوصى بتجنّب استعمال أيّ أدوية أو علاجات عمومًا قبل استشارة الطبيب والتأكّد من سلامتها وأمانها.
يمكنك استشارة طبيب معتمد على منصة الطبي الآن أو في أيّ وقت لمعرفة المضاد الحيوي المناسب لحالتك الصحية خلال فترة الحمل.