في العالم مثالي، لا تحتاج البشرة للتنظيف حيث أنها تقوم فسيولوجياً بالتنظيف الذاتي وتتخلص من الطبقات السطحية الميتة ومعها ما علق بها من أوساخ ودهون ورواسب. ولكن في الحياة العصرية، حيث التلوث، والغبار، والكيماويات، تعاني البشرة من إبطاء أو حتى توقف لعملية التنظيف الذاتي، لذا وحتى في أفضل الظروف ينصح بتنظيف بشرة الوجه للحفاظ على نظارتها وشبابها.
نتناول في هذا المقال الحديث حول كل ما يخص عملية التنظيف للبشرة (الفيشل) في عيادة طبيب الجلدية، وماذا يختلف تنظيف البشرة العميق المائي هيدرافيشل عن تنظيف البشرة الاعتيادي.
ما هي عملية تنظيف البشرة؟
تهدف عملية تنظيف البشرة إلى إزالة الأوساخ والدهون المتراكمة في مناطق متعددة في الوجه، ويعمل على إزالة الطبقة الميتة بين الخلايا السطحية التي لا تزال ملتصقة بالبشرة وكذلك تنظيف المسام المسدودة وخلق أفضل الظروف لتتنفس البشرة بدون أي عائق.
تستغرق جلسة الفيشل في العيادة الجلدية أكثر من ساعة لإجراء جميع خطوات التنظيف وشمولها لجميع أجزاء الوجه، وذلك لإعطاء كل جزء وكل عامل من عوامل التنظيف المدة الكافية ليقوم بعمله في تخليص البشرة من كل العوامل الضارة التي تعيق قيامها بوظائفها الحيوية وتؤدي إلى تعبها وشيخوختها، وأي تسريع للمراحل لا يعطي النتيجة المطلوبة وقد يكون له أثر عكسي في بعض الأحيان.
اقرأ أيضاً: انواع البشرة وطرق العناية بها
طريقة تنظيف البشرة في عيادة الجلدية
تتضمن عملية تنطيف البشرة عدة خطوات، ألا وهي:
التحضير لتنظيف البشرة
يتم التحضير لإجراء جلسة الفيشل في عيادة الجلدية من خلال الخطوات التالية:
- ينظف الوجه من الغبار والأوساخ بالغسل العادي وللسيدات يجب أن يتم إزالة آثار المكياج العالقة بالغسيل بواسطة كريمات التنظيف الخاص لذلك حسب نوع البشرة.
- يتم التقشير بأحماض الفاكهة ويوضع بعد ذلك زيت مركز ومطهر ومرطب مثل زيت البرتقال أو زيت النعناع.
- إن التغذية السليمة والإكثار من شرب الماء مهم جداً قبل عملية تنظيف البشرة بعدة أيام لتسهيل ازالة الرؤوس السوداء وترطيب البشرة.
- ينصح باستعمال واقي جيد للحماية من أشعة الشمس الضارة بمواصفات مناسبة للبشرة ونوعها.
عملية تنظيف البشرة
خلال عملية تنظيف البشرة عند طبيب الجلدية يتم:
- عمل مساج مع الضغط على مكان الدهون بالطريقة الصحيحة لإخراجها من المسامات، بعد ذلك يعرض الوجه إلى بخار الأوزون بعد حماية العينين بواق، والأوزون هو الأكسجين الفعال الذي نحتاجه لتعقيم البكتيريا الضارة.
- إزالة الزوان والدهون باستعمال عدة طرق وأدوات خاصة علماً بأن الطريقة اليدوية ألطف وأفضل من الأدوات المعدنية إذا تم إتقان عملها.
- وضع ماسك خاص يحتوي على مادة ضد البكتيريا لتجنب الالتهابات وخصوصا لمن يعاني من البثور.
- تعريض البشرة للأشعة تحت الحمراء التي تخفف الاحمرار والتهيج الذي يحدث نتيجة الضغط لازالة الزوان.
- تغطية المسام بماسك قابض للتقليل من توسع المسامات بعد تفريغها من الدهون.
- إجراء مساج بكريم خاص حسب نوع البشرة مع ضغط على مناطق معينة من الوجه والعنق وما تحت العنق.
- وضع أدوية ومستحضرات خاصة بكل شخص حسب نوع بشرته وطبيعة المشاكل الجلدية التي تعاني منها البشرة.
- وضع مستحضرات لمن يعاني من تصبغ أو تلون أو سواد حول العينين أو تجاعيد على الجبهة أو حول العينين أو الفم.
اقرأ أيضاً: انسداد المسام: أسباب وطرق الوقاية
أيضاً قد تتضمن عملية الفيشل في عيادة الجلدية:
- عمل تنظيف للظهر أو الكتفين إذا ما لزم ذلك وخصوصاً لمن يشكو من حب الشباب والدهون الزائدة في هذه المناطق.
- بالنسبة لمن لا يعاني من أية مشاكل في البشرة فان المساج الجيد يحسن التصريف اللمفاوي والذي يساعد على التخلص من السموم التوكسينية الموجودة في خلايا البشرة.
ارشادات ما بعد عملية تنظيف البشرة
فيما يلي عدد من النصائح ما بعد تنظيف البشرة عند طبيب الجلدية:
- ينصح أن تبقى البشرة خالية من أي مكياج أو كريمات لمدة ساعتين بعد عملية الفيشل أي تنظيف البشرة.
- هنالك من يخاف تنظيف البشرة لأنهم يظنون أن التنظيف هو تخريب وكشط لها.
- يزعمون أنه بعد التنظيف تنتفخ البشرة وتظهر عليها الحبوب وتصبح متهيجة.
- هذا قد يكون صحيحاً إذا تمت العملية بأيدي غير خبيرة حيث أن عملية تنظيف الوجه (الفيشل) اذا عملت بالطريقة الطبية الصحيحة فلا داعي للخوف ابداً.
- بعضهم يعتقد أنها تقتصر على الفتيات ولكن من الناحية العلمية يمكن اجراؤها للشباب والشابات وخصوصاً في فترة سن المراهقة والبلوغ ما بين 15- 18 سنة، حيث تزداد الهرمونات في هذا السن مما يوجب تنظيف البشرة بالطريقة الصحيحة حتى لا يقع الشباب في مشكلة الحبوب (حب الشباب).
- بعض الامهات يعتقدن أن فتاة عمرها 15 عاماً صغيرة على تنظيف البشرة وهذا يعتمد على طبيعة بشرتها.
هل عملية تنظيف البشرة ضرورية؟
هناك من يعتقد أن هذه العملية هي فقط ازالة البثور ذات الرؤوس السوداء أو البيضاء التي تحولت إلى سوداء بسبب الأكسدة، لكن هذا فقط جزء من العملية التي تترافق مع عمليات مساج للوجه مما يساعد على التخفيف من توتر البشرة وإراحتها ويؤثر ايجابياً على صحتها ومظهرها ونضارتها.
ينشط تقشير البشرة الدورة الدموية وبالتالي يعمل على تحسين لونها ويجعل ملمسها أكثر نعومة، كما تقوم هذه العملية على وقاية بشرة الوجه من الشيخوخة المبكرة حيث لا تمنع التجاعيد بل تؤدي إلى تأخير ظهورها والتخفيف منها.
اقرأ أيضاً: علاج التجاعيد وعلامات تقدم السن بالطرق الطبيعية
متى يجب إجراء عملية تنظيف البشرة؟
إن أي بشرة طبيعية أو عادية من الضروري تنظيفها على الأقل مرتين في العام في آخر فصل الصيف والشتاء. من الاعتقادات الخاطئة أن من ينظف بشرته ولو لمرة واحدة فهو بذلك يعودها على التنظيف ويكون ملزماً وبشكل مستمر على تنظيفها دورياً وهذا غير صحيح.
يمكن تنظيف البشرة لمرة واحدة فقط اذا كانت بشرة مخملية ولا تحتاج الى تكرار ذلك. في حين أن المرضى الذين يتميزون ببشرة مختلطة هم أكثر من غيرهم بحاجة إلى التنظيف وبحاجة الى عناية خاصة لاعادة التوازن الى البشرة، وتوحيد حالة الجلد على الأنف والخدين وتنظيفها من الدهون لهؤلاء لا يكفي مرتين في العام بل هم بحاجة الى تكرار مثل هذه العملية مرات عدة حسب الحالة.
الطرق الخاطئة لتنظيف البشرة في المنزل
يوجد العديد من الأخطاء التي قد يرتكبها الشخص بهدف تنظيف البشرة في المنزل، من هذه الأخطاء:
- استعمال البخار فوق الطنجرة.
- استعمال الأظافر لإزالة الزوان.
- محاولة العبث بالحبوب للتخلص منها وخصوصاً بعد الخروج من الحمام.
تنظيف بشرة الوجه يجب أن يتم في عيادة طبيب الجلدية وتحت أيدي خبيرة ماهرة وفي جو نظيف وباستعمال أدوات نظيفة، وباستعمال مستحضرات جيدة لسد مسامات بشرة الوجه المتفتحة وباستعمال مواد قابضة للتقليل من توسعها وتحسين ملمسها.
اقرأ أيضاً: عشرة أخطاء شائعة حول العناية بالجلد
تنظيف البشرة العميق المائي (هيدرافيشل)
تتضمن عملية تنظيف البشرة العميق المائي (هيدرافيشل) عدة خطوات علاجية للوجه تتم خلال جلسة واحدة في عيادة طبيب الجلدية وباستخدام آلة خاصة تسمى جهاز تنظيف البشرة العميق، حيث يعمل هذا الجهاز على تقشير البشرة وازالة جميع الأوساخ والرواسب ومن ثم وضع العديد من أنواع السيروم والكريمات المجددة للبشرة.