التجاعيد، والشيب، وضعف الصحة البدنية والعقلية، كلها علامات على التشيخ أو التقدم في السن. والتشيخ هو الكبر، أو الهرم، أو التقدم في العمر والذي يصحبه عدد من العمليات البيولوجية، بمرور الوقت ينتج عنها تراجع في القدرات العقلية والبدنية. ولكن هل يستطيع العلم الحديث إيقاف التقدم بالسن وأن يعيد سنوات الشباب الذي مضى؟
لسوء الحظ لا يستطيع أحد إيقاف هذه الخطوات ولكن تحويل سنوات النضج تلك إلى أعوام أكثر صحة والاستمتاع أكثر بالحياة هو أمر يسير وممكن، وذلك عن طريق اتخاذ بعض الخطوات الإيجابية البسيطة.
للمزيد: التقدم في السن.. المشكلات والحلول
كيفية حساب العمر
يخبرنا العلماء بأنه يوجد طريقتين لحساب العمر، طريقة قائمة على التاريخ المثبت في التقويم وطريقة تعتمد على عمرك البيولوجى، وهي مقياس لمدى سرعة تشيخ أجهزة الجسم البشري، فهناك من يشيخون بمعدل 3 سنوات بيولوجية مقابل كل سنة بالتقويم وهؤلاء يبدون في الـ 60 من أعمارهم بينما هم في الـ 30، بينما البعض الآخر لا يبدو أنهم يكبرون بيولوجياً على الإطلاق، إذ يبدون في الـ 20 وحقيقة الأمر أنهم في أواخر الثلاثينيات.
يعتقد البعض أن هذا مجرد حظ وأنه من غير الممكن إيقاف عجلة الزمن وأن طبيعة الخلايا البشرية هي أن تكبر وتشيخ، ولكن يؤكد العلماء خطأ هذا الاعتقاد، إذ يرجع 20% فقط من مظاهر الهرم إلى الكود الجيني بالخلايا، بينما 80% عائد إلى نمط الحياة وطبيعة البيئة المحيطة بالإنسان.
نصائح للحفاظ على الشباب
يمكن إيقاف أو تأجيل علامات تقدم السن ببعض التصرفات البسيطة والتحكم بأسلوب الحياة التي نعيشها، نذكر بعض تلك الخطوات فيما يلي:
- الإقلاع عن التدخين، يعد التدخين أسوأ سلوك تجاه كل خلايا الجسم وعلى كل الأصعدة، فهو يقفز بالعمر سنوات إلى الأمام ويتراجع بالصحة إلى الخلف. يعد التدخين من أهم أسباب الإصابة بالسرطان، ويضعف البنية والأسنان، ويدمر خلايا البشرة والشعر مما يزيد عقوداً إضافية إلى شكل الإنسان.
- تجنب الكحوليات لما لها من آثار سيئة على الكبد والذي هو مصفى الجسم من السموم.
- الابتعاد عن الأنظمة الغذائية المتعددة والتي تجعل الجسم في حلقة متصلة من الزيادة والنقصان في الوزن مما يسبب تمدد الجلد وظهوره بمظهر هرم، والأفضل اتباع حمية معتدلة تحتوي على معظم المواد الغذائية من نشويات، وبروتينات، وفيتامينات، ومعادن، وألياف. للمزيد: عشرة اغذية تجعل بشرتك أكثر صحة وشبابية
- الإكثار من تناول زيت الزيتون، والمكسرات، والكربوهيدرات المركبة، والأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل كونها تحتوي على الأوميجا 3 والتي تساعد على حماية الخلايا من الشوارد الحرة، والحد من تناول اللحوم الحمراء والسكريات.
- المواظبة على ممارسة الرياضة البدنية ما لا يقل عن 3 ساعات أسبوعياً مثل: الجري، أو السباحة، أو صعود السلالم، أو المشي البسيط. اقرأ أيضاً: الرياضة التجميلية
- شرب كميات وفيرة من الماء بما لا يقل عن 3 لتر يومياً، فجفاف البشرة هو أكبر عوامل شيخوختها.
- حماية البشرة والجلد من الشمس بعدة طرق منها: ارتداء نظارات الشمس، ووضع كريم الحماية يومياً، وارتداء القبعات، واستعمال المظلة. يفضل تجنب الاستلقاء بالشمس للحصول على السمرة لما لها من أضرار.
- استعمال مستحضرات متنوعة للعناية بالبشرة مثل: غسول الصباح، ومرطب الصباح والمساء، والمقشر وغيرها من المنتجات والتي يفضل أن تحتوي على مضادات الأكسدة كالشاي الأخضر، وخلاصة بذور العنب، وفيتامين ج. من الصحي دائماً استعمال منتجات طبيعية كالعسل وزيت جوز الهند.
- النوم لساعات كافية، حينها يقوم الجسم بإصلاح الخلايا التالفة ويخلد المخ للراحة، مما يساعد على الحفاظ على الصحة العقلية.
- تنشيط المخ عن طريق ممارسة بعض الهوايات، والأنشطة العقلية كالقراءة والكتابة، وبعض ألعاب تحدي الذكاء.
- التأمل والتنزه في الطبيعة لاستحضار الأفكار الإيجابية، وتغيير النظرة السلبية إلى تلك الفترة من العمر، واعتبارها فترة نضوج وسعادة، كل ذلك يقلل من هرمونات التوتر التي تؤثر سلباً على أداء الخلايا.
- عدم الخوف من إجراء بعض التغييرات الجذرية بالحياة مثل تغيير مجال العمل، أو الزواج، أو السفر، فلم يتاخر الوقت أبداً.
المحافظة على أعمارنا البيولوجية شابة ليست بالأمر السهل، ولكنها تستحق التعب. فلماذا التقدم بالعمر مع المعاناة من الترهل والمرض، بينما في الإمكان تجنب كل ذلك لتمضي الحياة بكل صحة، وقوة، وامتلاء بالحيوية والنشاط.