سرطان العظام من السرطانات النادرة، فهو يُشكل أقل من 1% من جميع حالات السرطانات، ومع أنّه قد يُصيب أي عظمة في الجسم، إلا أنّه يبدأ عادةً في عظام الفخذ أو الساق. ويختلف هذا السرطان عن سرطان العظم النقيلي، وهي السرطان الذي يبدأ في أعضاء أخرى من الجسم كالثدي أو الرئة، ثم انتقل إلى العظام. [1][8]
فكيف يُعالج هذا السرطان؟ وهل يشفي مرضى سرطان العظام؟ إليك الإجابة وأكثر في هذا المقال. [1][8]
محتويات المقال
طرق علاج سرطان العظام
يعتمد علاج سرطان العظم على عدة عوامل، مثل نوع السرطان، وموقعه ومرحلة السرطان، ولكن بشكلٍ عام يلجأ الطبيب إلى الطرق الآتية: [2][3]
العلاج الحراجي
يُعتبر العلاج الرئيسي لسرطان العظم، ويُركّز على استئصال وإزالة الخلايا السرطانية بالكامل؛ لمنع عودة الورم أو انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم. ولهذا السبب لا يكتفي الأطباء باستئصال الورم فقط، بل يقومون عادةً بإزالة جزءٍ من الأنسجة السليمة المحيطة به لضمان التخلص من أي خلايا سرطانية متبقية. [2][3]
ويُحدد الطبيب نوع الجراحة المناسب حسب حجم الورم وموقعه، ومدى انتشاره في الجسم، وهذا قد يتضمن: [2][3]
- استئصال الجزء المصاب من العظم، واستبداله بقطعة معدنية أو عظم مأخوذ من مناطق أخرى في الجسم.
- بتر الطرف المصاب في حال انتشر الورم إلى الأنسجة المحيطة بالفعل، أو كان حجمه كبيرًا ولم يتمكن الطبيب من استئصاله بالكامل.
وفي بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى عمليات ترميم أو تركيب أطراف صناعية بعد الجراحة، ليتمكّن من الحركة وممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي. [2][3]
العلاج الكيميائي
العلاج الكيماوي (بالإنجليزية: Chemotherapy) هي أدوية صممت لتدمير الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها، ويلجأ إليه الطبيب في حالات الساركوما العظمية (Osteosarcoma) وساركوما إيوينغ (Ewing Sarcoma)، ويمكن استخدامه في مراحل مختلفة من العلاج كالآتي: [4]
- قبل الجراحة للمساعدة على تقليص حجم الورم الخبيث وتسهيل استئصاله.
- بعد الجراحة أو العلاج الإشعاعي للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية في الجسم.
- كجزء من الرعاية التلطيفية لمنع انتشار نمو السرطان في المراحل المتقدمة والسيطرة على الأعراض المصاحبة له.
ومن الأمثلة على أدوية العلاج الكيماوي المستخدمة لعلاج سرطان العظام: [4][5]
- دوكسوروبيسين (بالإنجليزية: Doxorubicin).
- سيسبلاتين (بالإنجليزية: Cisplatin).
- إيتوبوسيد (بالإنجليزية: Etoposide).
- إيفوسفاميد (بالإنجليزية: Ifosfamide).
- سيكلوفوسفاميد (بالإنجليزية: Cyclophosphamide).
- ميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate).
- فينكريستين (بالإنجليزية: Vincristine).
العلاج الإشعاعي
يتضمن العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiotherapy) استخدام موجات عالية الطاقة تشبه الأشعة السينية لتدمير الخلايا السرطانية، مع ذلك لا يُستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج جميع أنواع سرطان العظام، بل عادةً يلجأ إليه الطبيب في الحالات الآتية: [3][6]
- ساركوما إيوينغ.
- عدم إمكانية إجراء الجراحة عند الإصابة بالساركوما العظمية أو الغضروفية.
- تقليل خطر عودة سرطان العظم مرة أخرى بعد الجراحة.
قد يُهمك: علاج السرطان بالأشعة: أنواعه واستخداماته.
العلاج الموجه
يعتبر العلاج الموجه من أحدث طرق علاج سرطان العظام، وهي أدوية تستهدف التغيرات التي تحدث داخل الخلايا السرطانية، وعادةً يقرر الطبيب اللجوء إليها في حالات سرطان العظام التي لا تستجيب بشكلٍ جيد للعلاج الكيماوي، مثل الورم الحبلي. [7]
ومن الأمثلة عليها مثبطات الكيناز (بالإنجليزية: Kinase Inhibitors)، والكينازات هي بروتينات موجودة داخل الخلايا أو على سطحها، وتعمل على نقل الإشارات التي تحفز الخلايا على النمو والانقسام. ويؤدي تثبيط نشاط الكينازات إلى إبطاء أو إيقاف نمو الورم السرطاني. [7]
وتعطى مثبطات الكيناز على شكل حبوب أو أقراص فموية مرة أو مرتين يوميًا، ومن الأمثلة عليها: [7]
- إيماتينيب (بالإنجليزية: Imatinib).
- داساتينيب (بالإنجليزية: Dasatinib).
- إرلوتينيب (Erlotinib).
- لاباتينيب (بالإنجليزية: Lapatinib).
- سورافينيب (بالإنجليزية: Sorafenib).
- ريجورافينيب (بالإنجليزية: Regorafenib).
- بازوبانيب (بالإنجليزية: Pazopanib).
العلاج المناعي
تحفّز هذه الأدوية جهاز المناعة، وتُساعده على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها، ومن الأمثلة على أدوية العلاج المناعي: [7]
- بيمبروليزوماب (Pembrolizumab).
- إنترفيرون ألفا 2ب (Interferon alfa-2b).
ولكن لا تناسب هذه الأدوية الجميع، إذ يلجأ إليها الطبيب لعلاج الحالات المتقدمة من سرطان العظام، أو عندما لا يستجيب المريض للعلاجات التقليدية، مثل الجراحة أو العلاج الكيماوي، كما تختلف فعالية العلاج المناعي من شخص لآخر؛ حيث تعتمد الاستجابة على نوع الورم وخصائص الخلايا السرطانية. [7]
هل يشفى مريض سرطان العظام؟
نعم، يُمكن للعديد من المرضى التعافي من هذا السرطان ومتابعة حياتهم بشكلٍ كامل، ولكن نسب الشفاء تُعبَّر عادةً بمعدلات البقاء على قيد الحياة لمدة معينة، وغالبًا ما تُستخدم فترة 5 سنوات كمؤشر. فعلى سبيل المثال، إذا قلنا إن نسبة الشفاء من سرطان العظام 70%، فهذا يعني أن 70 شخصًا من كل 100 مريض يبقون على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بعد التشخيص. [1][8]
ولكن هذا لا يعني أن هؤلاء المرضى لن يعيشوا أكثر من 5 سنوات، بل هو مجرد مقياس يستخدمه الأطباء لتقييم فعالية العلاج، ويرون أنه رقمٌ منطقي للتقدير. [1][8]
كم نسب الشفاء من سرطان العظام؟
تعتمد نسب الشفاء من هذا السرطان على نوع الورم، ومرحلته وموقعه في الجسم، بالإضافة إلى عمر المريض ومدى استجابته للعلاج، ويوضح الجدول الآتي نسب الشفاء حسب نوع سرطان العظام: [1][8]
نوع السرطان | نسب الشفاء من سرطان العظم |
الساركومة العظمية | 60-75% في الحالات التي لم ينتشر فيها السرطان |
ساركوما إيوينغ | 70% في الحالات المبكرة، لكنها تقل مع انتشار السرطان وتصبح 30% |
الساركومة الغضروفية | 80% في الحالات المبكرة |
الورم الحبلي | 65% |
مع ذلك، لا يمكن تحديد مدة حياة مريض سرطان العظام بدقة، حتى في المراحل المتقدمة من المرض، إذ إن هذه الأرقام لا تأخذ في الاعتبار العوامل الشخصية مثل حالة المريض ومدى التزامه بالعلاج. وفي كثير من الحالات، يتمكن مرضى سرطان العظام من العيش لسنوات طويلة بعد التشخيص وتلقي العلاج المناسب. [1][8]
نصيحة الطبي
يُحدد الطبيب العلاج المناسب حسب نوع الورم، وموقعه، ومرحلة سرطان العظام ومدى استجابته للعلاج، ومن الطرق التي يلجأ إليها الطبيب العلاج الجراحي، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الموجه والعلاج المناعي. ورغم يكون تشخيص الإصابة بسرطان العظام تجربة صعبة ومرهقة، إلا أنّ تلقي العلاج مبكرًا والتزامك بتعليمات الطبيب يزيد فرص الشفاء من سرطان العظام.
لا حاجة لمغادرة المنزل مع الطبي! احصل على استشارة طبية الآن، واطمئن على صحتك من منزلك بكل راحة وسرية تامة!