الورم الحبلي | Chordoma

إذا كان لديك سؤال يتعلق بنفس الموضوع تحدث مع طبيب

ما هو الورم الحبلي

يعرف الورم الحبلي (بالإنجليزية: Chordoma) على أنه نوع نادر من سرطانات العظام والأنسجة الخبيثة، والذي يصيب عظام قاعدة الجمجمة والعمود الفقري. يمثل الورم الحبلي ما قيمته 3% من جميع أورام العظام، وحوالي 20% من أورام العمود الفقري الأولية.

يعتبر الورم الحبلي من الأورام الخطيرة جداً والمميتة، وذلك نظراً لتكونها في أجزاء مهمة من جسم الإنسان، بما فيها جذع الدماغ والحبل الشوكي، حيث يمكن أن يتكون الورم الحبلي في أي مكان على طول العمود الفقري، أي من قاعدة جمجمة الرأس إلى عظام العجز أو العصعص. وفي حالات نادرة، يمكن أن يتكون الورم الحبلي في أكثر من مكان على العمود الفقري، علاوة على ذلك، قد ينتشر الورم الحبلي إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الرئتين، أو الكبد، أو العظام الأخرى، أو الغدد الليمفاوية.

وعلى الرغم من أنه نادر الحدوث، إلا أنه الأكثر شيوعاً من بين سرطانات العجز والعمود الفقري العنقي.

عادة ما ينمو الورم الحبلي ببطء، لذلك لا تظهر أي أعراض على المريض في البداية، لكن عندما يتطور مع مرور السنوات تظهر الأعراض على المريض، الأمر الذي يسمح بتشخيصه.

يسمى الورم الحبلي بهذا الاسم لأنه يبدأ من خلايا نسيج الحبل الظهري، وهو أساس العمود الفقري في جسم الإنسان، والذي يتكون منذ أن كان جنيناً. يختفي الحبل الظهري عندما يصل عمر الجنين إلى حوالي 8 أسابيع، إلا أن بعض خلاياه تبقى موجودة في عظام العمود الفقري وعظام قاعدة الجمجمة، وقد تتحول هذه الخلايا فيما بعد إلى ورم سرطاني.

تشمل الأنواع المختلفة من الورم الحبلي على ما يلي:

الورم الحبلي التقليدي: وهو النوع الأكثر شيوعاً من بين الأنواع الأخرى، ويتكون من نوع فريد من الخلايا، ويرتبط وجوده غالباً بوجود الجين العضدي.
الورم الحبلي غير المتمايز: وهو نوع نادر جداً، ويحدث بنسبة 5% أو أقل من بين جميع مرضى الورم الحبلي، ويتميز بأنه ينمو وينتشر بشكل أسرع من الأنواع الأخرى.
الورم الحبلي المتمايز: وهو النوع الأكثر شيوعاً لدى المرضى الأقل عمراً، وغالباً ما يتكون في عظام قاعدة الجمجمة.

اسباب الورم الحبلي

لا زالت الأسباب خلف تكون الورم الحبلي غير معروفة حتى الآن، إذ تحدث الغالبية العظمى من حالات الورم الحبلي بطريقة عشوائية، وليس كنتيجة مباشرة لصفات أو خصائص وراثية معينة. لكن مع الأبحاث المتكررة، وجدت الدراسات علاقة تربط بين بعض الأمراض والصفات الجينية والوراثية وبين وجود الورم الحبلي، مثل:

وجود الجين أحادي الحرف المعروف باسم سنيب (بالإنجليزية: Single-Letter Variation or SNP)، حيث وجد أن 95% من المصابين بالورم الحبلي لديهم خلل في هذا الجين. في المقابل، وجود خلل في جين سنيب لا يعني بالضرورة الإصابة بالورم الحبلي.
وجود تاريخ عائلي بالإصابة بالورم الحبلي، وذلك لاحتمالية توريث الجين العضدي، والذي يعتبر بدوره عامل محفز لوجود الورم الحبلي.
مرض التصلب الحدبي (بالإنجليزية: Tuberous Sclerosis)، إذ تم الإبلاغ عن العديد من الأورام الحبلية في الأطفال المصابين بورم التصلب الحدبي.

اعراض الورم الحبلي

تشمل أعراض الورم الحبلي على كل مما يلي:

صداع.
مشاكل في الرؤية مثل الرؤية المزدوجة.
ضعف في أعصاب وعضلات الظهر، أو الذراعين، أو الساقين.
نزيف من الأنف.
سيلان من الأنف.
مشاكل في الأمعاء أو المثانة.

كيف يتم تشخيص الورم الحبلي؟

يعتبر الورم الحبلي نادر الحدوث، إذ يتم تشخيص شخص واحد فقط من كل مليون في كل عام بالورم الحبلي. كما يتم تشخيص الورم الحبلي بالعادة في الخمسينيات والستينيات من العمر، ولكنه يمكن أن يتكون في أي عمر من حياة الشخص.

عادة ما تتكون الأورام الحبلية في قاعدة الجمجمة لدى الأشخاص الأصغر سناً، بينما تتكون في الحبل الشوكي لدى الأشخاص الأكبر.

يتم تشخيص الورم الحبلي من خلال الجراحة الاستكشافية، كما تساعد العديد من الفحوصات الأخرى على إثبات التشخيص، ومنها:

التصوير بالرنين المغناطيسي.
التصوير المقطعي المحوسب.
أخذ خزعة بالإبرة من المكان المتوقع إصابته بالورم الحبلي.

علاج الورم الحبلي

يعتبر علاج الورم الحبلي منذ بداية تشخيصه أمر مهم جداً، إذ يمكن أن ينتشر الورم الحبلي إلى أجزاء أخرى من الجسم، مسبباً الضغط على أجزاء الدماغ والحبل الشوكي، عدا عن قدرته على تدمير الخلايا العصبية والتسبب بإعاقة دائمة للجسم.

تعتبر جراحة استئصال الورم الخيار الأول والأفضل لعلاج الورم الحبلي، إذ تعتبر الخيار الأسرع والأفضل للشفاء. قد يطلب الطبيب العلاج الإشعاعي للتقليل من حجم الورم أو الحد من انتشاره لبقية أجزاء الجسم.

قد تتطلب بعض حالات الورم الحبلي الواقع في عظام الجمجمة جراحات خاصة أكثر دقة، إذ تشكل هذه الجراحة خطراً على الوظائف العصبية للدماغ، لذلك يحرص الجراحون على استخدام أدوات دقيقة للدخول من الأنف واستئصال الورم.

من جهة أخرى، يعتبر العلاج الكيميائي غير آمن وغير فعال في علاج الورم الحبلي.

نصائح للتعايش مع الورم الحبلي

من الضروري المتابعة مع الطبيب المختص لاستكمال عملية تشخيص وعلاج الورم الحبلي، وحتى بعد التعافي منه، إذ يجب زيارة الطبيب بشكل دوري، وإجراء صور الرنين المغناطيسي كل 3 أشهر ولمدة سنة كاملة، وذلك للتأكد من عدم تكون الورم الحبلي مرة أخرى.

مضاعفات الورم الحبلي

تشمل مضاعفات الورم الحبلي على كل مما يلي:

انتشاره إلى كل من الكبد، الرئتين، الغدد الليمفاوية، والعظام الأخرى.
إعادة تكوينه مرة أخرى حتى بعد التعافي منه، وتزداد احتمالية ذلك لدى المرضى الأصغر سناً.
الضغط على أجزاء الدماغ وإعاقة وظائفها.
تدمير خلايا الدماغ وخلايا الجهاز العصبي والتسبب بإعاقات دائمة للجسم.