اضطراب التشنجات اللاإرادية أو اضطراب التشنج اللاإرادي عند الأطفال هو مرض يصيب جميع الفئات العمرية، لكنه أكثر شيوعاً بين الأطفال، ويتمثل بظهور حركات فجائية متكررة لا يمكن السيطرة عليها، كالقيام بحركات أو إصدار أصوت كالنحنحة أو الغمز بالعين نتيجة جركة الجفن اللاإرادية، أو الصراخ بطريقة غريبة، ولا تعتبر التشنجات اللإرادية مؤذية، وقد تختفي تلقائياً ولن تحتاج إلى علاج، بينما قد تحتاج بعض الحالات إلى علاج يركز على تغيير نمط الحياة والتخلص من الضغوطات النفسية، وفي بعض الحالات النادرة قد تتحول التشنجات اللاإرادية إلى اضطراب مزمن.
عادة ما يبدأ اضطراب التشنجات اللاإرادية في عمر 5 سنوات، وينتشر أكثر بين الذكور مقارنة بالإناث.
اسباب الاصابة باضطراب التشنجات اللاإرادية
من غير المعروف تماماً السبب المباشر للإصابة باضطراب التشنج اللاإرادي عند الأطفال، إلا أن بعض الدراسات الحديث تبين أن لطفرة جينية علاقة بتطور المرض، وقد تنتج التشنجات اللاإرادية كأثر جانبي لإصابات الرأس (بالإنجليزية: Head Injury)، أو السكتات، أو العدوى، أو إجراء عملية جراحية، أو التعرض لسم ما.
وقد يزيد التاريح العائلي بالإصابة باضطراب التشنجات اللاإرادية خطر الإصابة به عند الأطفال، ولا بد من الإشارة إلى دور الضعط العصبي والنفسي على الطفل الذي قد يؤدي إلى تطور التشنجات اللاإرداية، كالمضايقات في المدرسة أو الروضة، أو السخرية من الطفل من قبل زملائه، أو الوضع العائلي غير المستقر كالمشاكل بين الأبوين.
من الممكن أن تؤدي اضطرابات صحية أخرى إلى الإصابة باضطراب التشنجات اللاإرادية، كمتلازمة توريت (بالإنجليزية: Tourette Syndrome)، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، أو اضطرابات التعلم، أو الوسواس القهري.
تشخيص اضطراب التشنجات اللاإرادية
غالباً ما يعتمد الطبيب على العلامات والأعراض لتشخيص اضطراب التشنج اللاإرادي عند الأطفال، ولا بد من التأكد أن هذه الأعراض غير ناتجة عن حالة طبية أخرى أو استخدام دواء معين، وقد يطلب الطبيب إجراء فحوصات دم، وتصوير بالأشعة بالرنين المغناطئيسي للتأكد من ذلك.
للمزيد: التشنجات عند الأطفال
اعراض اضطراب التشنجات اللاإرادية
يمكن أن تقسم أعراض اضطراب التشنج اللاإرادي عند الأطفال إلى ما يلي:
- أعراض حركية: تتمثل بحركة الرأس والكتفين المتكررة، أو الرمش المتكرر، أو الطرق المتكرر على سطح ما، أو فرقعة الأصابع، أو أشياء وأشخاص آخرين بشكل غريب وتمرر، أو فتل الشعر خلال النوم، أو الصرير على الأسنان عند الغصب والتوتر.
- أعراض صوتية: كالعسال المتكرر الغريب، والتنحنح، والهمهمة، أو تكرار الكلمات والجمل.
عادة ما يسبق أي عرض من أعراض التشنجات اللاإرادية رغبة ملحة ومزعجة بالحركة أو إصدار صوت ما، وعلى الرغم من أن المريض قد يقدر على كبح هذه التشنجات اللاإرادية، إلا أن ذلك يتطلب قدراً كبيراً من الطاقة وقد يسبب توتراً وضغطاً نفسياً.
اقرأ أيضاً: الاسعافات الاوليه لنوبات الصرع او التشنجات
علاج اضطراب التشنجات اللاإرادية
يشفى المريض من اضطراب التشنج اللاإرادي عند الأطفال دون علاج في كتير من الحالات، إلا أن بعض الحالات الشديدة قد تحتاج إلى تدخل، ويختلف أسلوب العلاج باختلاف شدة الاضطراب وأعراضه. يمكن العلاج بثلاث طرق مختلفة موضحة فيما يأتي:
- العلاج السلوكي: كالعلاج بالتعرض ومنع الاستجابة (بالإنجليزية: Exposure and Response Prevention)، أو التدريب على عكس العادة (بالإنجليزية: Habit Reversal Therapy).
- العلاج بالأدوية: التي تعمل على التخفيف من تكرار نوابات التشنجات الاإرادية، ولا تعمل على علاج الأعراض تماماً ومن أهمها مضادات الاختلاج، ومرخيات العضلات، والأدوية التي تتفاعل مع الدوبامين.
- التحفيز العميق للدماغ (بالإنجليزية: Deep Brain Stimulation): وهو خيار يتم اللجوء إليه في حال لم يستجيب المريض للعلاجات الأخرى.
- تغيير نمط الحياة: بتجنب التعرض للتوتر والابتعاد عن مسببات الضغط النفسي، والحصول على قسط كاف ومريح من النوم.
وعلى أهل الطفل الذي يعاني من اضطراب التشنجات اللاإرادية أن يعلموا المدرسة بوضع طفلهم، مع المحاولة المستمرة لدعمه نفسياً ورفع ثقة الطفل بنفسه.
للمزيد: الصحة النفسية للطفل خلال عامه الأول