عرّفت هيئة الرّقابة الدّوليّة المخدّرات من النّاحية القانونيّة بأنّها: (كل مادة خام أو محضّرة تحوي عناصر مهدّئة أو منبّهة أو مهلوسة إذا ما استخدمت لغير الأغراض الطّبّيّة فهي تؤثّر على الجهاز العصبي المركزي وتؤدّي إلى إحداث خلل كلّي أو جزئي في وظائفه الحيويّة، وتجعل المتعاطي يصاب بحالة الوهم والخيال بعيداً عن الواقع، وتؤدّي كذلك إلى إصابته إمّا بالإدمان أو التّعوّد). بحسب تقرير المخدّرات العالمي الصّادر عن مكتب الأمم المتّحدة المعني بالمخدّرات والجريمة: يوجد 5% من سكّان العالم البالغين -ربع بليـون نسـمة- تعاطـوا المخـدّرات مـرّة واحـدة علـى الأقـل في عــام واحد فقط وهو عام 2015.
الفرق بين الإدمان والتّعوّد
الإدمان يؤدّي لحدوث رغبة جامحة في تكرار الحصول على المادّة، وزيادة جرعتها، ويعتبر مرضاً مزمناً. بينما التّعوّد لا يؤدّي لحدوث رغبة قهريّة للحصول على المادّة أو زيادة جرعتها.
أنواع المخدّرات
- مخدّرات طبيعيّة: نبات الخشخاش، والقات، والكوكا.
- مخدّرات صناعيّة: الأفيون، والكوكايين، والمورفين، والهيروين.
- مخدّرات رقميّة: وهي مقاطع نغمات صوتيّة يتم شراؤها من مواقع مخصّصة على الإنترنت.
كيف تؤثّر المخدّرات على الدّماغ؟
هناك في الدّماغ ما يعرف ب "دائرة المكافأة"، تقوم المخدّرات بالتّأثير على هذه الدّائرة مسببةً النّشوة بالإضافة لإغراقها بالدّوبامين. كثرة هذا الدّوبامين الّذي أغرق دائرة المكافأة يؤدّي إلى تعزيز الرّغبة بالحصول على الأشياء الممتعة ولكن غير الصّحيّة مثل تناول المخدّرات، لأنّ دائرة المكافأة في الوضع الطّبيعي من مستويات الدّوبامين تكون أثرها على الرّغبة هي الحصول على الأشياء الممتعة ولكن الصّحّيّة منها كقضاء الوقت مع الأحبّة وتناول الأطعمة المفضّلة وغيرها. عندما يستمر الشّخص بتعاطي المخدّرات؛ ستحتاج دائرة المكافأة لكميّات أكبر من الجرعة لتتحسّس لها لإعطاء التّأثير المرغوب.
مخاطر تعاطي المخدّرات
- الإدمان.
- خطر الجرعات المميتة.
- احتماليّة خطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل: انتقال فيروس نقص المناعة البشريّة، أو التهاب الكبد من النّوع سي من خلال الحقن.
- مخاطر نفسيّة مثل الاكتئاب والقلق.
- تزيد خطر الإصابة بالأمراض؛ وذلك لأنّها تضعف الجهاز المناعي.
- تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب وتحدث أضراراً بالأوعية الدّمويّة.
- تغيّرات في الشّهية، وفقدان الوزن.
- الغثيان، وآلام البطن.
- تزيد خطر الإصابة بتلف الكبد.
- تؤدّي لمشاكل في الذّاكرة والتّركيز.
- تغييرات في السّلوك.
- تفكك الأسرة وضياعها.
- اللجوء لطرق غير مشروعة للحصول على المال كالسرقة، لتوفير ثمن الحصول على المخدّرات.
- نمو الثّدي لدى الرّجال.
هل يمكن علاج إدمان المخدّرات؟
نعم، من الممكن علاج الإدمان بنجاح. مع بقاء احتماليّة انتكاسة المريض بعد فترة ما. لضمان أفضل فرصة لنجاح العلاج ينصح الخبراء بالإضافة للعلاج الدّوائي بالعلاج السّلوكي المعرفي الّذي يتعلّم المدمن من خلاله استراتيجيّات وطرق التّغلّب على رغبته بالحصول على المخدّرات، وتعلّم ممارسة اتّخاذ القرار، وتعلّم مفهوم الرّفض وكيف أن يقول لا في وجه من يعرض عليه المخدّر.
لعلاج الإدمان على المرء أن يكون له رغبة في التّخلّص من الإدمان فالاعتراف بأنّ الإدمان أصبح مشكلة في حياة الفرد هو أوّل خطوة من خطوات العلاج، ثمّ البحث عن العلاج وهنا يبرز دور العائلة في مساندة الشّخص المدمن، والحصول على الدّعم العلاجي، وعلاج الانسحاب.
هناك العديد من برامج إعادة تأهيل مدمني المخدّرات في دول العالم، ينبغي للمدمن أو أفراد عائلته أن يساعدوه في الحصول على الدّعم منها والتّوجّه لها، لأنّ الكثيرين يعتقدوا بأنّ التّخلّص من إدمان المخدّرات يكون فقط بتوقّف المدمن عن تعاطي المخدّرات فيلجأوا للعلاج في البيت بوقفه فقط؛ وهذا ليس صحيحاً فهناك حاجة لإعادة التّأهيل، والتّعامل مع أعراض الانسحاب، وتصحيح بعض السّلوكيّات. يختلف علاج كل مدمن عن الآخر بحسب نوع المخدّرات الّتي كان يتناولها والجرعة والدّعم الأسري وأعراض الانسحاب.
علاج الانسحاب
تختلف أعراض الانسحاب باختلاف نوع المخدّرات الّتي كان يتعاطاها الشّخص، وتتراوح بين الأرق والتّعرّق والتّقيؤ والتّشنّجات والهلوسة وآلام العضلات والاكتئاب. يبدأ علاج الانسحاب بخفض الجرعة تدريجياً، ثمّ استبدال نوع المخدّرات مؤقّتاً بمواد أخرى ذات آثار جانبيّة أقل ضرراً. البعض يعالج من الانسحاب في عيادات الأطبّاء الخارجيّة، والبعض يحتاج دخول للمستشفى.