لماذا يشعر المدخون بالراحة والسعادة بعد التدخين؟ وما سبب استمرارهم بالتدخين رغم معرفتهم بأضراره الخطيرة؟ السر يكمن في مادة النيكوتين، فما هي هذه المادة؟ وكيف تُؤثر على الجسم؟ وما علاقة النيكوتين بالإدمان؟ تعرف على النيكوتين وأضراره في هذا الدليل الشامل.
محتويات المقال
ما هو النيكوتين؟
النيكوتين (بالإنجليزية: Nicotine) مادة كيميائية توجد بشكل طبيعي في نبات التبغ، كما يُمكن أيضًا إنتاجها صناعيًا؛ فهو المكوّن الأساسي في جميع منتجات التبغ، من السجائر العادية والإلكترونية إلى الشيشة، كما يُوجد في بعض الأدوية، مثل لصقات النيكوتين. [1][2]
يعمل النيكوتين كمنبهٍ يُؤثر على الجهاز العصبي المركزي؛ إذ يزيد قدرتك على التركيز، ويُحفّز إفراز الدوبامين؛ لتشعر بمتعة مؤقتة، لكنه يُسبب الإدمان وغيرها من المخاطر الصحية. [1][2]
كيف يؤثر النيكوتين على الجسم؟
يُمتص النيكوتين بسرعة في الدم، فقد يصل إلى الدماغ خلال 10 ثوانٍ فقط عند استنشاقه عبر دخان السجائر، بينما قد يستغرق ساعة عند استخدام لصقة النيكوتين الطبية مثلًا. [1]
ويرتبط النيكوتين في الدماغ بمستقبلات الأسيتيل كولين الموجودة على الخلايا العصبية، مما يُسبب الآثار الآتية في الجسم: [1][2][4]
- يتحسّن مزاجك، ويخف توترك وشعورك بالألم؛ لأنَّه يزيد إفراز الإندروفين.
- تشعر بالسعادة والمتعة بسبب زيادة الدوبامين.
- تضعف شهيتك ويرتفع السكر في الدم؛ لأنّ النيكوتين يمنع إفراز الإنسولين.
- يُحفّز النيكوتين الغدة الكظرية لإفراز الأدرينالين، مما يُسبب:
- زيادة عدد ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم؛ بسبب تضيّق الأوعية الدموية.
- التنفس بسرعة.
- تزيد قدرتك على التركيز، وتذكر الأشياء والحفظ بشكلٍ مؤقت؛ خاصةً أنّه يُحفز إفراز مواد، مثل:
- جلوتامات (بالإنجليزية: Glutamate).
- حمض جاما -أمينوبيوتيريك (بالإنجليزية: Gamma-aminobutyric acid).
كيف يتخلص الجسم من النيكوتين؟
يتحلل النيكوتين في الكبد، ومن ثمَّ ينتقل إلى اللعاب، والدم، والشعر، قبل أن يتخلص منه الجسم عن طريق البول أو البراز، ويستغرق الجسم المدة الآتية للتخلص من النيكوتين: [3]
جزء الجسم | مدة بقاء النيكوتين |
اللعاب | يظل النيكوتين في اللعاب لمدة 1- 4 أيام |
الدم | 2- 4 أيام |
البول | 2- 4 أيام |
بصيلات الشعر | 90 يومًا |
مع ذلك، تختلف مدة بقاء النيكوتين في الجسم حسب بعض العوامل، أهمها: [3]
- نوع النيكوتين (سجائر أو لصقة النيكوتين وغيرها).
- عمرك ووزنك.
- عدد مرات استخدام النيكوتين.
- مستوى نشاطك البدني.
- كمية الماء التي تشربها.
أضرار النيكوتين
بعض أضرار النيكوتين تكون مؤقتة، وبعضها الآخر يكون دائمًا، ومنها: [2][4]
- أضرار النيكوتين على الدماغ والأعصاب:
-
- الصداع.
- الدوخة والدوار.
- اضطرابات النوم.
- أضرار النيكوتين على القلب والأوعية الدموية:
- عدم انتظام ضربات القلب، أو تسارعه.
- زيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
- تصلب الشرايين.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض الشريان التاجي.
- تضخم الأبهر وتمزقه.
- أضرار النيكوتين على الجهاز الهضمي:
- جفاف الفم.
- رائحة الفم الكريهة.
- الإسهال.
- التجشؤ.
- الغثيان.
- عسر الهضم.
- حرقة المعدة.
- القرحة الهضمية.
- أضرار النيكوتين على الجهاز التنفسي:
- السعال المستمر.
- ضيق في التنفس.
- تشنج القصبات الهوائية.
- الانسداد الرئوي المزمن.
- السرطان.
- أضرار النيكوتين على العضلات والعظام:
- آلام في المفاصل والعضلات.
- رعشات في الجسم.
- تأكل الأقراص التي تفصل بين فقرات الظهر، مما يزيد فرص الإصابة بالديسك.
- زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام.
النيكوتين والإدمان
يُسبب النيكوتين الإدمان بطريقة تُشبه المخدرات، فهو يُحفّز إفراز الدوبامين، وهو ناقلٌ عصبي يرتبط بالشعور بالمتعة والسعادة، لكن هذا التأثير مؤقت وسرعان ما يتلاشى، مما يدفعك للتدخين أو استخدام أي منتج يحتوي على النيكوتين مرة أخرى. [1]
ومع مرور الوقت، يعتاد الجسم على تأثير النيكوتين النفسي والجسدي، ونتيجةً لذلك ستحتاج لاستهلاك جرعات أكبر من النيكوتين في كل مرة؛ لتحصل على نفس التأثير، مما يجعل الإقلاع عن التدخين صعبًا، خاصةً أنّ التوقف المفاجئ عن النيكوتين يُسبب أعراض انسحاب النيكوتين، مثل: [1][3][5]
- الرغبة الشديدة في التدخين.
- الصداع.
- التعب.
- صعوبة التركيز.
- الأرق وصعوبة النوم.
- القلق والتوتر.
- جفاف الفم.
- الشعور بثقل في الصدر.
الإقلاع عن النيكوتين
تُساعد الطرق الآتية على الإقلاع عن التدخين والتخلص من إدمان النيكوتين:
استخدام بدائل النيكوتين
قد يُوصي الطبيب باستخدام بدائل النيكوتين؛ لتخفيف أعراض الانسحاب، مما يُسهّل الإقلاع عن التدخين تدريجيًا، وهذه البدائل تحتوي على جرعة صغيرة من النيكوتين، لكنها لا تحتوي على المواد الضارة الأخرى الموجودة في التبغ، ومن الأمثلة عليها: [2][5]
- العلكة.
- اللصقات.
- البخاخ.
- أجهزة الاستنشاق.
العلاج الدوائي
قد يصف الطبيب بعض الأدوية؛ لتخفيف أعراض انسحاب النيكوتين والرغبة الشديدة في التدخين، مثل: [2][3]
- البوبيوبرون (بالإنجليزية: Bupropion).
- الفرنكلين (بالإنجليزية: Varenicline).
لكنها قد تُسبب الآثار الجانبية الآتية: [2][3]
- الصداع.
- الغثيان.
- التقلبات المزاجية.
- صعوبة النوم.
العلاج النفسي
يُمكن أن يقترح الطبيب العلاج النفسي؛ لمساعدتك على معرفة الأسباب التي تدفعك للتدخين، مثل التوتر والضغط النفسي، أو الرغبة بالهروب من الواقع، كما سيُعلّمك المهارات التي تحتاجها لترك هذه العادة للأبد. [2]
طرق أخرى للإقلاع عن التدخين
يُمكن أن تساعدك النصائح الآتية على التخلص من إدمان النيكوتين: [4][5]
- انضم لمجموعات الدعم؛ لتستفيد من خبرات الأشخاص الذين مروا بنفس التجربة.
- أخبر عائلتك وأصدقائك عن رغبتك في الإقلاع عن التدخين، ليُقدموا لك الدعم اللازم.
- تجنب الجلوس مع الأشخاص المدخنين؛ حتى لا تزيد رغبتك بالتدخين.
- غيّر عاداتك المرتبطة بالتدخين، على سبيل المثال إذا كنت معتادًا على شرب القهوة مع التدخين؛ فقلل من تناولها تدريجيًا، واستبدلها بمشروبات أخرى.
نصيحة الطبي
النيكوتين مادة كيميائية منبهة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، وقد تزيد قدرتك على التركيز وشعورك بالسعادة، ولكن لا تنخدع بتأثيره المؤقت، فهو يُسبب أضرارًا مثل الإدمان، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان وهشاشة العظام.
استشر الآن طبيبًا عبر موقع الطبي؛ ليُساعدك على الإقلاع عن التدخين والتغلب على إدمان النيكوتين.