تتمحور الحرب البيولوجية أو حرب الجراثيم حول استعمال عوامل غير بشرية للتخلص من البشرية.
وتُعرَّف بأنَّها الحرب التي يتم الاعتماد فيها على المواد السامة والمعدية ذات الأصل البيولوجي مثل البكتيريا والفايروسات والفطريات في أذية أو قتل البشر، أو الحيوانات، أو النباتات. وتعد الحروب البيولوجية محظورة عالمياً من خلال المعاهدات المختلفة، بسبب صعوبة احتوائها، وتأثيرها على العالم أجمع، وذلك لعدم القدرة على توقع تصرف الكائنات الحية المستخدمة في هذه الحروب.
ولا تختلف الأسلحة البيولوجية عن الأسلحة الأخرى كالأسلحة الكيميائية أو الاشعاعية أو النووية في تأثيرها، إذ يعدوا جميعهم من أسلحة الدمار الشامل، ولكن يختلفون في أنَّ الأسلحة البيولوجية لا تؤثر في البينة التحتية للمجتمع، ولا تدمر المباني أو المعدات.
اقرأ أيضاً: البشرية و الارهاب
تختلف الأسلحة البيولوجية في نوع الكائن الحي أو السم المستخدم، وفتكها، وفترة حضانتها، وقدرتها على نشر العدوى، واستقرارها، والقدرة على علاجها أو الوقاية منها. وتقسم إلى خمس مجموعات كما يأتي:
وبالرغم من تنوع العوامل البيولوجية التي يمكن استخدامها للتسبب في المرض أو الموت، والتي قد تصل بدورها إلى أكثر من 1200 نوع، إلا أن القليل منها يمتلك الخصائص اللازمة لجعلها مناسبة للاستخدام في الحرب البيولوجية. وتتضمن هذه الخصائص سهولة الحصول عليها، وإخفائها، والتعامل معها، واستخدامها، وصعوبة اكتشافها أو الحماية منها. وعادةً ما تكون هذه العوامل تفتقر إلى الطعم، والرائحة، ويصعب رؤيتها، مما يُسهّل انتشارها.
ونذكر فيما يأتي بعضاً من الطرق التي يمكن نشر الأسلحة البيولوجية:
ويمكن العثور على الأسلحة البيولوجية إما في البيئة باستخدام أجهزة الكشف المتقدمة، أو بعد الكشف عن حالات مصابة من البشر أو الحيوانات من قبل الأطباء.
يجب البدء بالإجراءات الوقائية في أسرع وقت ممكن بعد التأكد من استخدام سلاح بيولوجي. وتتضمن استخدام ما يأتي:
ويمكننا تقسيم الحروب البيولوجية على مدار الأعوام الماضية لتتضمن التالي:
الحرب البيولوجية قبل القرن العشرين
تعد الحرب البيولوجية قبل القرن العشرين المرة الأولى التي يتم استخدام الحرب البيولوجية فيها.
وبدأت عام 1347 ميلادي عندما قام المغول بقذف الجثث المصابة بالطاعون فوق جدران البحر الأسود في ميناء كافا، والذي يقع الآن في منطقة فيودوسيا في أوكرانيا. وذُكِرَ في بعض الروايات أن السفن القادمة من المدن المحاصرة والمتجهة لإيطاليا كانت مصابة بوباء الطاعون، ومن هنا حصلت جائحة الموت الأسود التي اجتاحت مناطق أوروبا على أربع سنوات، وانتهت بقتل حوالي 25 مليون شخص، أي ما يمثل ثلث السكان تقريباً في ذلك الوقت.
وفي عام 1710 ميلادي، قام الجيش الروسي بقتال القوات السويدية المتحصنة في مدينة ريفال المعروفة حالياً باسم تاللين في إستونيا، عن طريق إلقاء الجثث الموبوءة بالطاعون على أسوار المدينة.
وفي عام 1763 ميلادي خلال ثورة بونياك، أعطت القوات البريطانية في فورت بيت المعروفة حالياً ببيتسبرغ بطانيات ملوثة بفايروس الجدري إلى الشعب الهندي، مما تسبب بدوره في وباء مدمر بين صفوف الشعوب الهندية.
الحرب البيولوجية أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية
خلال الحرب العالمية الأولى، قامت ألمانيا بشن برنامج سري لإصابة الخيول والأبقار التي تمتلكها جيوش الحلفاء بعدوى الرعام. فقد تسلل عملاء ألمانيين إلى الولايات المتحدة وأصابوا الحيوانات خلسة قبل شحنهم لدعم قوات الحلفاء عبر المحيط الأطلسي. كما حاولت ألمانيا نشر مرض الطاعون في سانت بطرسبرغ لإضعاف المقاومة الروسىية عام 1915 ميلادي.
وقد تسببت أحداث الحرب العالمية الأولى المدمرة بتوقيع معاهدة جنيفيا عام 1925 ميلادي التي تمنع استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية في الحروب.
وبالرغم من توقيع اليابان لهذه المعاهدة، إلا أنَّها قامت بتطوير أسلحة بيولوجية سرية باستخدام الطاعون الدملي، والجمرة الخبيثة، والتيفوس، والجدري، والحمى الصفراء، والتولاريما، والتهاب الكبد، والكوليرا، والغرغرينا الغازية، والرعام، وغيرها الكثير. واختبرتها على ما يُقارب 3000 شخص بمن فيهم أسرى الحرب من قوات الحلفاء، واستخدمت بعضاً من هذه الأسلحة ضد قوات الصين في الفترة الواقعة بين 1937 – 1945 ميلادي.
وعلى الرغم من أنه لم يسجل في التاريخ أي استخدام آخر للأسلحة البيولوجية في الحرب العالمية الثانية، إلا أن الدول استمرت بتطوير الأسلحة البيولوجية، وإجراء الأبحاث المختلفة.
الحرب البيولوجية خلال الحرب الباردة
وقد جاءت الحرب الباردة عقب الحرب العالمية الثانية، وقد شرع حينها كل من الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة بالإضافة إلى حلفائهم في التوسع في مجال بحث الأسلحة البيولوجية وتطويرها. ولكن أدى توقيع معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية عام 1972 ميلادي، وبدء العمل فيها عام 1975ميلادي إلى وقف هذه البرامج أو إبطائها. والتزمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بالاتفاقية، في حين خالف الاتحاد السوفييتي المعاهدة واستمروا بإجراء الأبحاث والدراسات، واعترفوا بذلك بعد تفكك الاتحاد السوفييتي.
Jasmin Collier. Bioterrorism: Should we be worried? Retrieved on the 1st of June 2020, from: https://www.medicalnewstoday.com/articles/321030#Biological-warfare:-The-early-days Barry R. Schneider. Biological weapon. Retrieved on the 1st of June 2020, from: https://www.britannica.com/technology/biological-weapon/Biological-weapons-in-history Edmond Hooker. Biological Warfare. Retrieved on the 1st of June 2020, from:
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.