تخطيط النبض

مخطط النبض هو أحد أشكال الأجهزة التي تم اختراعها قديماً لقياس الضغط في منتصف القرن التاسع عشر، وهو عبارة جهاز ميكانيكي يستخدم لقياس ضغط الدم، ويعتبر من أهم وأول الأجهزة التي استخدمت لقياس وتقدير معدل ضغط الدم، وتسجيل ذلك المعدل على الورق من خلال قلم مرفق مع هذه الأداة المعدنية.

مراحل تطوير وبدايات استخدام الجهاز

• تم تقديم أول آلة يمكن أن تنتج سجلاً ورقياً لقياس ضغط الدم في عام 1847، وسرعان ما أدى ذلك إلى التفكير في العديد من أجهزة قياس التنفس الأخرى.
• ويرجع الفضل في ذلك إلى المخترعة الفرنسية، الدكتورة "إيتيان جوليز ماري" التي ابتكرت جهاز قياس ضغط الدم، حيث كانت رائدة في قياس ضغط الدم وغيرها من الدراسات الفسيولوجية، بالإضافة إلى تفوقها في مجال التصوير السينمائي كمساعدة لبعض هذه الدراسات.
• تم تطوير الجهاز في منتصف القرن التاسع عشر وتحديداً في عام 1854 بواسطة عالم الفيزياء الألماني كارل فون فيوردت، وهو ما تبعه أيضاً تطوراً آخر في عام 1863، حيث قامت "ماري" بتحسين الجهاز بجعله محمولاً، كما شمل أداة متخصصة لوضعها فوق الشريان الكعبري الذي كان قادراً على تضخيم موجات النبض وتسجيلها على ورق بقلم مرفق.
• كما ابتكر صمويل فون باش في عام 1880 مقياس ضغط الدم، وفي أواخر عام 1880 غيّر الطبيب الاسكتلندي روبرت دودجون التصميم الأصلي للفرنسية "ماري" الذي كان أثقل وأصبح أكثر قابلية للحمل، حيث بدأ مرحلة جديدة في إظهار ضغط الدم بصرياً، وسرعان ما أصبحت وسائل مساعدة تشخيصية قيمة.
• كما تم تحسين مقياس ضغط الدم بواسطة سيبيوني ريفا روكي في تسعينيات القرن التاسع عشر، وفي عام 1901 قام هارفي ويليامز كوشينغ بتحسينه أكثر بالإضافة إلى استخدام هاينريش فون ركلنغ هاوزن صفعة أكثر اتساعاً لتصبح بذلك أول أداة دقيقة وعملية لقياس ضغط الدم.

محاولات أخرى لجهاز قياس ضغط بديل

• أحدث جهاز الطبيبة الفرنسية "ماري" لقياس نبضات الضغط على الورق ثورة في التشخيص الطبي في أوائل الستينيات من القرن التاسع عشر، وبما أنّ الدقة التي سجل بها هذا الجهاز كانت مثيرة للجدل منذ البداية قرر الباحث الشاب "إرنست ماخ" أن يفحص بدقة مقياس ضغط الدم الخاص بالفرنسية "ماري".
• أدى التحقيق إلى اختراع جهاز قياس ضغط بديل، يسمى "ماشيان" أو "مخطط ماخ" وقد نشأت نظرية ضغط الدم في "مخطط ماخ" من خلال نظام الفيزياء النظرية والتطبيقية، في حين أنّ الأداة التي اخترعتها "ماري" كانت متأصلة في نظام علم وظائف الأعضاء التجريبي، ولذلك فإنّ نوع هذه الأداة يعمل كجهاز بؤري لدراسة مقارنة لنهجين مبتذلين مناهضين لتصوير الدم.

آلية عمل جهاز تخطيط النبض

• كان الجهاز عبارة عن نظام من ذراع الرافعة ومقياس، حيث وضعت الأوزان لتحديد كمية الضغط الخارجي اللازم لوقف تدفق الدم في الشريان الكعبري، وعلى الرغم من أن الأداة كانت مرهقة وقياساتها غير دقيقة، إلا أن المفهوم الأساسي لمقياس ضغط الدم أدى في نهاية المطاف إلى صفات ضغط الدم المستخدمة اليوم.
• وكانت عملية قياس ضغط الدم تتم من خلال وضع مخطط قياس ضغط الدم على ساعد المريض مع شريط من القماش، ووضع لوحة عاجية على الشريان الشعاعي للمريض (الشريان الذي يوازي عظم نصف القطر في الذراع).
• كما يتم مع تحريك نبض المريض لهذه اللوحة، ثم نقل تلك الحركة إلى قلم مغموض بالحبر، ويبدأ القلم المتحرك في تتبع خط حبر الذي يمثل الحركة على قطعة من الورق، في حين أنه يتم سحب الورق للأمام من خلال آلية عمل الساعة، وبذلك أصبح جهاز تخطيط النبض Sphygmograph الأداة الأولى من نوعها التي تستخدم على نطاق واسع في الطب السريري.
• في الوقت الحالي يتم قياس ضغط الدم وتسجيله عن طريق مقياس ضغط الدم الرقمي الدقيق، ولكن الجهاز السابق ما هو إلا مثال على جهاز قياس ضغط الدم في القرون الماضية، وهو الذي أدى إلى الطريقة المعروفة والمتبعة حالياً لقياس ضغط الدم.