منفاس درينكر

منفاس درينكر، هو شكل من أشكال أجهزة التنفس الطبية الاصطناعية التي ظهرت قديماً، حيث يسمح للشخص بالتنفس عند عدم قدرته على التحكم في عملية التنفس بشكل طبيعي، ويتم ذلك من خلال استخدام جهاز التنفس الصناعي سلبي الضغط، الذي يعرف في بعض الأحيان أيضاً باسم الرئة الحديدية.

يذكر أنه في تلك الفترة في عام 1927 لم ينجح أي شيء في المحافظة على الحالات التي تعاني من عدم انتظام التنفس بعد انتشار وباء شلل الأطفال، حيث ابتكر فيليب شارب ولويس آغاسيز شو في جامعة هارفارد نسخة من جهاز التنفس الصناعي الذي يمكن أن يحافظ على التنفس بشكل مصطنع حتى يتمكن الشخص من التنفس بشكل مستقل عادة بعد أسبوع أو أسبوعين.

كما تم تشغيل الماكينة بمحرك كهربائي مع اثنين من المكانس الكهربائية، وتعمل المضخة على تغيير الضغط داخل صندوق معدني مستطيل محكم الإغلاق، للبدء في عملية سحب الهواء إلى داخل وخارج الرئتين.

بدايات استخدام منفاس درينكر

• نشر الدكتور فيليب درينكر وطبيب الأطفال الدكتور تشارلز في عام 1929، مقالاً بعنوان "استخدام جهاز جديد للإدارة المطولة من التنفس الاصطناعي، بالتطبيق على حالة مميتة من التهاب سنجابية النخاع، التي استخدم عليها الجهاز سريرياً، وحققت نجاحاً ف تجربة جهاز التنفس الصناعي سلبي الضغط المعروف باسم الرئة الحديدية.
• وفي هذا السياق سعى الباحثون إلى توفير تجربته لجميع المرضى الذين يعانون من شلل الأطفال الأمامي، ليكون فرصة لاستعادة التنفس الطبيعي بمساعدة التنفس الاصطناعي لعدة ساعات أو عدة أيام، مهما اقتضت الضرورة.
• توصلت دراسات الباحثين إلى أن الطرق اليدوية للإنعاش الاصطناعي كانت غير فعالة في توفير التبادل الضروري للأوكسجين، ولا يمكن استخدامها لفترات طويلة من الزمن، كما كانت أجهزة الإنعاش الاصطناعية السابقة مثل الـpulmotor حلولاً ضعيفة؛ لأن إمداداتها الهوائية كانت قوية جدًا وتسببت في تلف الأعضاء الأخرى.
• حدد الباحثان "شاركر وماكهن" العديد من الأهداف الرئيسية في تصميم جهاز التنفس الصناعي، منها أن يطول عمل الجهاز لأطول فترة ممكنة، وأن يكون مناسباً مع مختلف الأعمار والأحجام، والقدرة على تنظيم معدل وعمق التنفس، بالإضافة إلى القدرة على توفير التنفس الاصطناعي السليم دون الإضرار بالمريض.
• حقق الجهاز نجاحاً بعد الاختبار الأول، وبعد العديد من الدراسات التي قام بها الباحثون، وهو ما دفع شركة Consolidated Gas لشراء جهاز التنفس الصناعي القابل للتشغيل بالكامل من جامعة هارفارد وتبرعت به إلى مستشفى بلفيو، وبعد فترة وجيزة من التبرع، تم إنقاذ عدد من الحالات التي كانت تعاني في التنفس.

كيف يعمل منفاس درينكر؟

• تم بناء جهاز التنفس الخاص بـ Drinker لاستيعاب مجموعة كاملة من المرضى، حيث من الممكن أن يحمل طفلاً صغيراً أو رجلاً كامل الطول، يصل طول الجهاز إلى 6 أقدام و 4 بوصات ويبلغ وزنه 225 رطلا.
• يمثل الجهاز حجرة مركزية على هيئة برميل أسطواني من المعدن، حيث يتم وضع المريض مسطحاً على ظهره ورأسه، مستلقياً على حامل خارج غطاء الخزان مع طوق مطاطي يوفر طوقًا حول رقبته.
• تم تصميم طوق المطاط لاستخدامه من أجل الحفاظ على بيئة الضغط، لكي تكون مريحة للمريض، ومن خلال هذا الترتيب الدقيق يجب على الأطباء فقط إخراج السرير لفحص المريض.
• تتحكم مضخات الجهاز في تدفق الهواء من خلال عمليات الخفض والرفع داخل الأسطوانة المعدنية، حيث يتم سحب الهواء من الخارج لمنطقة الصدر والأنف لملئ الرئتين في حالة الضغط المنخفض، والعكس في حالة ارتفاع الضغط لطرد الهواء خارج الرئتين.
• يتشابه جهاز التنفس الاصطناعي المعروف باسم منفاس درينكر مع عملية التنفس الطبيعية من حيث التلاعب بضغط الهواء بصورة دورية داخل القفص الصدري، مما يجعل الهواء يدخل ويخرج من الرئة، وهو شكل من أشكال العلاجات غير الغازية.

استخدامات أخرى لجهاز التنفس الصناعي درينكر

• لا يرتبط أي جهاز أكثر بشلل الأطفال من جهاز تنفس درينكر المعروف باسم الرئة الحديدية، حيث رأى الأطباء الذين عالجوا العديد من الحالات في المرحلة الحادة المبكرة من شلل الأطفال أن العديد من المرضى كانوا غير قادرين على التنفس بسبب انتشار الفيروس الذي عمل على توقف عضلات الصدر بنسبة كبيرة، حيث كان الموت متكرراً في هذه المرحلة، كما استمرت هذه الاستخدامات لفترة من الوقت خاصة بعد تطوير لقاحي Salk و Sabin.
• كما عولج معظم مرضى الرعاية التنفسية بتقنيات جديدة استغلت أنابيب الرغامي أو القصبة الهوائية الرغوية المحسنة، لكن بعض الناجين من أوبئة شلل الأطفال السابقة، بالإضافة إلى حالات طبية مكثفة أخرى قد استخدموا جهاز درينكر المعروف بالرئة الحديدية.
• وكانت إحدى الشركات قد أفادت في عام 1985 أنه ما زال هناك ما يقرب من 300 رئة حديدية تستخدم في مستشفيات البلاد، مثل مستشفى جامعة فيرجينيا، حيث تم استخدام الجهاز في وحدة العناية المركزة للحالات التي يحتاج فيها المرضى إلى المساعدة التنفسية بسبب الأمراض العصبية والعضلية.