طاولة ميالة (في المعالجة الفيزيائية لامراض النخاع)

طاولة الميل هي طاولة مسطحة قابلة للإمالة بدرجات مختلفة حتى تصل إلى الوضع العمودي وتكون مزودة بدعامة للأقدام. صممت هذه الطاولة بحيث يستلقي عليها المريض ويتم ربطه بأشرطة لتثبيته في مكانه عند البدء بإمالة الطاولة خلال فحص يعرف بفحص طاولة الميل (Tilt Table Test).

فحص طاولة الميل هو أحد الفحوص الطبية البسيطة وغير المكلفة الذي يتم إجراؤه لمعرفة أسباب الإغماء أو الدوار في الأشخاص الذين يصابون بهذه المشاكل بشكل متكرر، وتحديد ما إذا كان السبب متعلقاً بضغط الدم أو بنبض القلب، من خلال قياس هذه العلامات الحيوية خلال اتخاذ الجسم لوضعيات مختلفة تتراوح بين الاستلقاء (الوضع الأفقي) والوقوف (الوضع العمودي) باستخدام طاولة الميل وإمالتها بدرجات مختلفة. يحاول الطبيب خلال هذا الفحص تحفيز الجسم على المرور بأعراض الدوار والإغماء لمراقبة تغيرات ضغط الدم والنبض وبالتالي تحديد أسبابها وما إذا كان هناك خلل في تنظيم الجهاز العصبي لضغط الدم خلال وضعية الوقوف مؤدياً إلى ما يعرف بـهبوط ضغط الدم الانتصابي (Orthostatic Hypotension).

يعتبرهبوط ضغط الدم الانتصابي من الأسباب الشائعة للإغماء ومن الممكن تشخيصه من خلال هذا الفحص. ينتج الهبوط في الضغط عند تغيير وضعية الجسم من الاستلقاء أو الجلوس إلى الوقوف، بسبب فشل الأعصاب المرتبطة بالأوعية الدموية في الأرجل في العمل على انقباض هذه الأوعية وإرسال الدم إلى القلب للتعويض عن تجمعه في الأرجل بفعل الجاذبية عند الوقوف. بالتالي، تصل كمية أقل من الأكسجين للدماغ فيشعر المريض بالدوار الذي قد يتبعه الإغماء، ومن أعراض هذا المرض أيضاً: الغثيان، الارتباك، الارتجاف، الضعف.

تحضير المريض للفحص

• قد يحتاج المريض إلى الامتناع عن الطعام والشراب في الساعتين السابقتين للفحص أو لمدة أطول، مع الاستمرار بتناول الأدوية المأخوذة عادةً ما لم يطلب الطبيب غير ذلك.
• يستلقي المريض على طاولة الميل المسطحة ويضع أقدامه على دعامة الأقدام ويتم تثبيت الجسم باستخدام الأربطة على الطاولة لضمان عدم تحركه خلال إمالتها.
• توضع الأقطاب الكهربائية الموصولة بجهاز تخطيط القلب الكهربائي (ECG) على الصدر والذراعين والأرجل لمراقبة معدل ضربات القلب.
• يوضع جهاز قياس ضغط الدم على الإصبع أو الذراع أو كليهما.
• يتم شبك خط وريدي في أحد أوردة الذراع لتزويد المريض بالأدوية الوريدية إذا كانت هناك حاجة لها في الجزء الثاني من الفحص بناءً على أعراض المريض.

بدء الفحص

• يستلقي المريض لمدة خمس دقائق (وأحياناً لمدة 15 دقيقة) على طاولة الميل بشكل أفقي ويتم خلال هذه الفترة تسجيل نبض القلب وضغط الدم.
  ينتقل المريض إلى الوضع العمودي ويبقى هكذا لفترة تتراوح بين الخمس دقائق والخمسة وأربعين دقيقة بناءً على سبب إجراء الفحص.
• يطلب من المريض عدم الحركة خلال الوجود في الوضع العمودي وإبلاغ الطبيب عن شعوره بالغثيان، أو الدوار، أو التعرق، أو عدم انتظام ضربات القلب. في هذه الحالة يلاحظ الفريق الطبي قراءات الضغط وإيقاع القلب قبل إعادة الطاولة إلى الوضع الأفقي. يتم إعادة المريض إلى الوضع الأفقي أيضاً إذا أشارات قراءات الضغط ومعدل ضربات القلب إلى احتمالية حدوث الإغماء أو إذا حدث الإغماء.
• إذا لم يشعر المريض بالإغماء أو الأعراض الأخرى بعد مرور 45 دقيقة من بدء الفحص، قد يعطى المريض دواء أيزوبروتيرينول في الوريد ليعمل على حث رد فعل الجهاز العصبي غير الطبيعي الذي يؤدي إلى الإغماء، مع البقاء في الوضع العمودي لمدة 15-20 دقيقة أخرى.
• يتم مراقبة إيقاع القلب وإشباع الأكسجين أيضاً خلال الفحص، وضربات القلب وضغط الدم خلال كل وضعية يتخذها الجسم لتقييم ردود فعل القلب والأوعية الدموية عند تغيير وضعية الجسم.
• يستمر تسجيل هذه القراءات لغاية حصول الإغماء الذي يعتبر النتيجة الإيجابية للفحص.
• يراقب الفريق الطبي الموجود أية أعراض قد تستدعي إيقاف الفحص.
• يستطيع المريض العودة إلى المنزل بعد الانتهاء الفحص.

تفسير نتائج الفحص

يعتبر الإغماء نتيجة إيجابية للفحص، أما الازدياد البسيط في معدل ضربات القلب والهبوط البسيط في ضغط الدم وعدم الشعور بأعراض الإغماء كلها نتائج سلبية. وبناءً على ما يحدث في الفحص يطلب الطبيب إجراءات تشخيصية أخرى لاستبعاد بعض أسباب الإغماء ليصل في النهاية إلى السبب الحقيقي.

مخاطر الفحص

لا يسبب فحص طاولة الميل الألم ويعتبر بشكل عام آمناً لكن كغيره من الفحوصات الطبية يؤدي إلى بعض المضاعفات وشعور المريض بأعراض يجب أن يبلغها للطبيب فوراً لمساعدته في التشخيص، وتشمل ما يلي:

• الغثيان والاستفراغ بعد الإغماء.
• الضعف العام الذي قد يستمر لعدة ساعات.
• انخفاض ضغط الدم لفترة طويلة بعد الانتهاء من الفحص.