هي متلازمة اكتئابية محددة تتمثل بحالة مزاج سوداوية ودرجة من الحزن العميق والأسى وفقدان الأمل، وعدم القدرة على الاستمتاع بالنشاطات المختلفة. وكان في السابق يطلق على هذه الحالة اسم الاكتئاب، لكن في الوقت الحالي أصبح يصنف ضمن الأنواع الفرعية للاكتئاب.
في عام 400 قبل الميلاد، افترض الفيلسوف اليوناني أبقراط أن جسم الإنسان يحتوي على أربع سوائل أساسية: الدم والكدرة السوداء والكدرة الصفراء والبلغم.
يصبح الإنسان مريضاً في حال اختل توزان أحد هذه السوائل في الجسم. وزيادة الكدرة السوداء يمكن أن يسبب شعور الشخص باليأس والخوف، ويسمي اليونانيين هذه الحالة بالمالنخوليا؛ وقد كان المصطلح الأول الذي تم اطلاقه على الاكتئاب وكان هو الطريقة الأولى التي خضعت للدراسة والتشخيص.
وخلال عصر النهضة، اعتبر الأوروبيين المالنخوليا على أنها علامة للعبقرية الإبداعية، والتي يتم تمجيدها من خلال الفنون والموضة والأعمال المكتوبة. لكن مع مرور القرن الثامن عشر، عاد المصطلح إلى أصوله الطبية.
خلال القرن التاسع عشر تم استخدام مصطلح الاكتئاب كمرادف للمالنخوليا وتم تطوير استخدام هذا المصطلح من قبل العالم سيجموند فرويد إلى ما يسمى بالاكتئاب المالنخولي.
في الوقت الحاضر، لم يعد يتم تصنيف المالنخوليا كمشكلة نفسية مستقلة، ولكن يتم تصنيفها كتحديد للاضطرابات الاكتئابية، وبدل من أن يتم تشخيص الشخص للمالنخوليا، يتم تشخيصه لاضطراب الاكتئاب الرئيسي مع خصائص مالنخولية.
وتم النص على أن الاكتئاب المالنخولي أكثر احتمالاً أن يحدث في الأشخاص الذين يتلقون رعاية المرضى الداخليين أو أولئك الذين يعانون من الاكتئاب الشديد، ويمكن أن يكون مصاحب للاكتئاب العاطفي الموسمي عند بعض الأشخاص، نظراً لأن أعراضه تكون أكثر وضوحاً عند انخفاض درجات الحرارة وقلة التعرض لأشعة الشمس.
يمكن لهذه الحالة أن تصاحب اكتئاب ما بعد الولادة أيضاً بالإضافة إلى مصاحبتها للذهان. ويخطئ البعض في تشخيص الاكتئاب المالنخولي عند كبار السن ليظنوا أنه نوع من الخرف.
حتى يتم تشخيص الشخص بالاكتئاب المالنخولي، يجب أن تظهر على الشخص واحدة أو أكثر من هذه العلامات: يقوم الاكتئاب المالنخولي بإحداث العديد من التغيرات البيولوجية في جسم الإنسان. فالأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يقضون فترات أطول في مرحلة حركة العين السريعة أثناء النوم ومدة أقصر في مرحلة النوم العميق، وهم يمتلكون مستويات أعلى من الكورتيزول والالتهاب المزمن والمشكلات الحركية النفسية. يمكن لهذه الحالة أن تؤثر على المعالجة الإدراكية والأداء الذهني أيضاً، مثل التأثير على الذاكرة والتعلم البصري وحل المشكلات
غالباً ما تكون هذه الحالة أكثر مقاومة للعلاج من أنواع الاكتئاب الأخرى. ويعد العلاج الدوائي والمُعَالَجَةٌ بالتَّخْلِيْجِ الكُهْرَبِيِّ من أكثر سبل العلاج فعالية. وينصح بعض الخبراء باستخدام العلاج النفسي كعلاج مكمل. ويمكن للعلاج الجماعي أو العلاج المعرفي السلوكي أن يساعد أيضاً، خاصة في حال كان يعاني الشخص من مشكلات نفسية أخرى مصاحبة. وغالباً ما يقوم أخصائيي الطب النفسي بمعالجة الاكتئاب المالنخولي باستخدام مضادات الاكتئاب.
https://www.goodtherapy.org/learn-about-therapy/issues/melancholia
https://www.healthline.com/health/depression/melancholic-depression#Suicide-prevention
https://www.britannica.com/science/melancholia-psychology
https://www.britannica.com/science/mental-disorder#ref406382
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.