مذاق غير مستساغ

قد يشعر البعض بوجود مذاق أو طعم غير طبيعي أو مرغوب في بعض الأحيان. ويُطلق على هذا الشعور اسم المذاق غير المستساغ (بالإنجليزية: Unpleasant Taste). ويصعب تحديد طبيعة المذاق غير المستساغ أو وصفه، إذ يختلف من شخص لآخر. وقد يوصف بأنه مذاق معدني، أو مر، أو حامض. وتعتمد طبيعة المذاق غير المستساغ على السبب الكامن وراء ظهور هذا المذاق غير المستساغ.

يُمكن لهذا المذاق أن يختفي بمجرد غسل الفم بالفرشاة والمعجون، أو حتى بالماء. وبعض الحالات الأخرى الناتجة عن وجود حالة مرضية أو استخدام أدوية معينة، لا يختفي فيها إلا في حال علاج المسبب الرئيسي الكامن وراء ظهوره. ومن الضروري التخلص من المذاق غير المستساغ، لأنّ وجوده لفترات طويلة يسدّ نفس صاحبها عن تناول الطعام، مما يسبب نقص في بعض العناصر الغذائية المهمة لجسم الإنسان.

ما هي أهم الأسباب المسؤولة عن ظهور الطّعم غير المستساغ؟

يُمكن تقسيم الأسباب المسؤولة وراء ظهور المذاق غير المستساغ اعتماداً على نوع المذاق إلى ما يأتي:

الأسباب المسؤولة عن ظهور الطعم المر 

قد يعاني البعض من وجود طعم مر في الفم نتيجة أحد الأسباب التالية: 

• جفاف الفم: قد يُصاب الإنسان بجفاف الفم نتيجة لمرض معين، نذكر منهم ما يأتي:
  • مرض جفاف الفم المزمن الناتج عن عدم إنتاج ما يكفي من اللعاب.
  • وجود مشكلة في الأنف وانسداده مما يجعل الإنسان يتنفس عن طريق الفم.
  • استخدام بعض الأدوية.
  • تناول التبغ.
• متلازمة الفم الحارق: وهي حالة مرضية ينتج عنها وجود حرقة في الفم، كشعور تناول الفلفل الحار. وفي بعض الأحيان، يكون مصاحباً لوجود طعم مر أو فاسد بالفم.
• مشاكل في الأسنان: يُساعد سوء نظافة الأسنان ووجود التهابات اللثة على ظهور الطعم المر غير المستساغ.
• الحمل: تشعر الحامل في الشهور الثلاثة الأولى من حملها بوجود طعم مر أو معدني في فمها، وذلك نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحدث. ويختفي هذا الشعور مع تقدم عمر الجنين.
• سن اليأس: ينتج عن انخفاض هرمون الاستروجين في الجسم الشعور بمذاق مر غير مستساغ في الفم.
• الارتجاع المعدي المريئي أو الارتجاع الحمضي: تظهر هذه الحالة المرضية نتيجة لارتخاء الصمام الفاصل بين المعدة والمريء. وعادةً ما تُسبّب هذه الحالة وجود طعم مر غير مستساغ في الفم، بالإضافة إلى الشعور بالحرقة في منطقة الصدر.
• القلاع الفموي: ويظهر نتيجة لوجود عدوى فطرية في الفم أو على اللسان. وينتج عن وجودها بقع بيضاء، ومذاق مر ومزعج في الفم. ويستمر هذا المذاق حتى علاج هذه العدوى.
• متلازمة الصنوبر: قد يشكو بعض الأشخاص بعد تناولهم للصنوبر بيوم إلى ثلاثة أيام من مذاق مر أو معدني في الفم، ويختفي خلال أسبوعين من تناوله.
• التوتر والقلق: يمكن للتوتر والقلق أن يُغير حاسة التذوق، أو يُسبب جفافاً في الفم، مما ينتج عند ذلك المذاق المر في الكثير من الأحيان.
• تلف الأعصاب: قد تُسبب بعض الإصابات في الدماغ، كالصرع، أو الأورام الدماغية، أو الخرف، تلفاً في الأعصاب التي تتحكم ببراعم التذوق، مما قد يُسبب الشعور بالمذاق المر.
• تناول بعض الأدوية: قد يسبب تناول بعض المضادات الحيوية، وأدوية القلب، والفيتامينات التي تحتوي على العناصر كالنحاس والحديد، والزنك الشّعور بمذاق مر في الفم.
• العلاجات المستخدمة للسرطان: يؤثر العلاج الكيماوي والإشعاعي في براعم التذوق مما ينتج عنها الشعور بمذاق غير مستساغ.

الأسباب المسؤولة عن ظهور الطعم الحامض 

ونذكر من هذه الأسباب ما يأتي: 

• الجفاف: فقد يتسّبب عدم شرب كميّات كافية من الماء يوميّاً بالشعور بالمذاق الحامض في الفم.
• التّدخين: بالإضافة للآثار الضّارة للتدخين على الجسم، فإنّه قد يُسبّب الشّعور بطعم حامض ومزعج في الفم.
• عدم الاهتمام بنظافة الأسنان: عدم تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون، أو عدم استخدام خيط الأسنان بشكل صحيح، قد ينتج عنه ظهور الطّعم الحامض السّيء للفم.
• وجود بعض الأمراض: فإصابة الشّخص بنزلات البرد، أو التهاب الجيوب الأنفيّة، ينتج عنه وجود المذاق الحامض.
• الأدوية وعلاجات السرطان: قد يتسبّب استخدام بعض المضادات الحيويّة، وبعض الأدوية المضادة للهيستامين، والعلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان، بظهور المذاق الحامض السيء للفم.
• الارتداد المعدي المريئي: تظهر هذه الحالة المرضيّة نتيجة لارتخاء الصّمام الفاصل بين المعدة والمريء، وعادةً ما تُسبّب هذه الحالة وجود طعم حامض غير مستساغ في الفم.
• التّقدّم في السّن: قد يظهر المذاق الحامض مع تقدّم العمر، نتيجة لتقلّص براعم التّذوّق، ونقصان حساسيتها.

الأسباب المسؤولة عن ظهور الطعم المعدني 

قد يشعر البعض بوجود طعم معدني في الفم، شبيه بطعم الدم، نتيجة أحد الأسباب التالية:

• سوء نظافة الفم: قد ينتج عن عدم تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون أو عدم استخدام خيط الأسنان بشكل صحيح التهابات اللثة والأسنان، وظهور الطعم المعدني السيء للفم. ويختفي هذا الطعم بمعالجة العدوى الموجودة في الفم.
• الأدوية: يُسبب استخدام بعض المضادات الحيوية، وبعض أدوية القلب، والأدوية النفسية، ومضادات الأكتئاب، والفيتامينات والمعادن التي تحتوي على الزنك أو النحاس أو الكروم، ومكملات الحديد والكالسيوم، والعلاج الكيميائي والإشعاعي لمرض السرطان مذاقاً معدنياً في الفم كأحد الآثار الجانبية.
• الالتهابات: ينتج عن الإصابة بنزلات البرد، والتهابات الجيوب الأنفية، والتهابات الجهاز التنفسي العلوية تغيّراً بحاسة الذوق، وظهور المذاق المعدني. ويختفي عادةً باختفاء العدوى.
• الحمل: يحدث تغيّر في حاسة الذوق خلال الفترات الأولى من الحمل، وقد يظهر المذاق المعدني غير المستساغ.
• الخرف: ينتج عن إصابة الخلايا الدّماغيّة وتدميرها تدهور لبراعم التذوق المرتبطة بالدماغ، مما ينتج عن ذلك احتمالية ظهور المذاق المعدني في الفم.

ما هي العلاجات المنزليّة للتقليل من المذاق غير المستساغ؟ 

يُمكن اتباع بعض الإجراءات المنزلية للتقليل من الشعور بالمذاق غير المستساغ، ويُذكر منها ما يأتي:

• العناية بالأسنان، وتنظيفهم بالفرشاة والمعجون وخيط الاسنان، واستخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا.
• مضغ العلكة الخالية من السكر للحفاظ على إنتاج اللعاب الكافي في الفم.
• تناول كميات كافية من الماء والسوائل يومياً.
• غسل الفم بكربونات الصوديوم المضافة إلى كوب من الماء.
• تجنب العوامل التي تساهم في ظهور الارتداد المعدي المريئي، كتناول الأطعمة الغنية بالدهون، أو الأطعمة الحارة.
• الإقلاع عن التدخين.
• التوقف عن تناول المشروبات الكحولية.