العَدْوَى غير المُباشرة

العَدْوَى غير المُباشرة أو الخَمَج غير المُباشر، هو انتقالُ الجراثيم المُسبِّبة للأمراض من الشّخص المُصاب عبر وسيطٍ يُبقيها قادرةً على انتقال المرض لشخصٍ آخر.

وسائل انتشار العَدوى بطُرقٍ غير مُباشرةٍ:

هُناكَ العديدُ من الوسائل التي تنتقلُ عبرَها العَدوى وتشمل:

الأدوات المُعدية:

هي أشياءٌ يُمكن أن تصبحَ مُلوَّثةً بالعوامل المُعدية وتكون بمثابةِ آليةٍ للنّقل بين المُضيفين، لذا فإنّ العديدَ من الأشياء التي يستخدمُها أكثرُ من شخصٍ يُمكن أن تَتسبَّبَ في نقل العَدوى مثل: أدوات الطّعام والمَفاتيح ومَقابض الأبواب وأزرار المَصاعِد والقُضبان اليدويّة والهواتف وأدوات الكِتابة ولوحات المفاتيح والألعاب وغيرها، حتّى السّماعة يُمكن أن تكونَ بمثابة مُعدِّاتٍ مُعديةٍ إذا لم يتمُّ تطهيرها بالطُّرق السّليمة.

انتقال العَدوى عن طريق الرّذاذ:

• يُمكن أن تنتشرَ العديدُ من الأمراض عن طريقِ الرّذاذ التّنفسي الذي يتمُّ دفعهُ في الهواء عن طريق الكَلام أو العُطاس والسُّعال، ويحتوي الرّذاذ الجويّ النّاتج عن السُّعال والعُطاس على قطراتٍ من الرُّطوبة ذات أحجامٍ مُختلفةٍ مُلوّثةٍ بعوامل مُعديةٍ، حيث يُمكن دفعُ القَطرات حتى 6-12 قدمٍ حسْبَ حجمِ القَطرات وشِدّة السُّعال (قُوّة الطّرد)، ومِنَ المُحتمل أن تقعَ أكبرُ القُطيرات على الأرض بسرعةٍ كبيرةٍ، ومِنَ المُرجّح أن تدخلَ القُطيرات مُتوسِّطة الحَجم إلى البلعوم الأنفي لشخصٍ قريبٍ، ويُمكن أن تلتصقَ بالخلايا الظّهاريّة البلعوميّة حيثُ يُمكن أن تُسبِّبَ العَدوى.
• تميل الرّطوبة في الجُسيمات الصّغيرة إلى التّبخر بسرعةٍ، ممّا يُؤدِّي إلى تكوين ما يُسمّى نُويّات القُطيرات، وهي خفيفةٌ جِدًّا، ويُمكن أن تظلَّ محمولةً في الهواء لبعضِ الوقت، كما ويُمكنها أن تنتقلَ من غُرفةٍ إلى أُخرى أو عبرَ قنوات التّهوية، وبسببِ صِغَرِ حجمها ووزنها الخفيف (في حالة استنشاقها) يُمكن أن تتدفّقَ مع الهواء المُستنشَق عميقاً إلى الشُّعَب الدّقيقة في القناة التّنفسيّة، وربّما تَصِلُ إلى الحُويصلات الهوائيّة. ونتيجةً لذلك، فإنّ استنشاق القُطيرات الكبيرة أو المتوسِّطة يميل إلى إحداث عَدوى بالجهاز التّنفسي العُلوي، في حين أنّ استنشاق أصغر الجُسيمات (نُواة القَطرات) يُمكن أن يُسبِّبَ الالتهاب الرّئوي.
• تشملُ الأمراض التي تنتشرُ عادةً عن طريق استنشاق القَطرات المُتوسِّطة الحجم البكتيريا (مثل النّيسريّة السحائية [سبب التهاب السّحايا البكتيري] والمكوّرات العُقَديّة) والفيروسات (على سبيل المثال، العديد من الفيروسات التي تُسبِّب نزلات البرد والتهاب الحنجرة والقَصبات الهوائيّة وكذلكَ فيروسات الأنفلونزا). في المُقابل، ينتشرُ مرض السُّلّ (النّاجم عن بكتيريا المُتفطِّرة السّليّة بواسطة نُويّات الرّذاذ.
• ويُمكن أيضاً أن تُلوِّث قُطيرات الجهاز التّنفسي الكائنات الحيّة (المُعدّات المُعدية) عن طريق السُّعال أو العطس أو عن طريق التّحويل من الأيدي المُلوّثة بالعطس أو السُّعال، وبالتّالي يُمكن لشخصٍ حسّاسٍ اكتسابُ المرض عن طريقِ استنشاقِ الجُسيمات المَحمولة جَوّاً. بدلًا من ذلك، يُمكن للمرءِ أن يُصاب بالعَدوى عن طريق لمس شخصٍ أو جسمٍ مُلوّثٍ ثمَّ فَرْكُ عينيه أو السّماح للجُسيمات المُعدية بدخولٍ الأنف أو الفم.

وسائط شائعةٌ لانتقال العَدوى بطُرقٍ غير مُباشِرةٍ:

مِنَ المُحتمل أن تكونَ الوسائط التّالية سبباً رئيسيّاً في نقلِ العديدِ من الأمراض بشكلٍ غير مُباشرٍ، ومِنَ المُحتمل أن تُعرِّضَ الكثيرَ من النّاسِ للمخاطر في فترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ. وتشمل:

• الطّعام المُلوّث.
• مصادر المياه المُلوّثة.
• المُخدِّرات.
• مُنتجات الدّم.
• الأجهزة والمعدّات الطّبية.

أمراضٌ مرتبطةٌ بالماءِ:

تشملُ الأمراض المُتعلِّقة بالماء ما يلي:

• أمراض مثل البلهارسيا التي لديها جزءٌ من دورة حياتِها في الماء.
• أمراض مثل الملاريا ذات ناقلات دورة حياتها في الماء.
• الطُّفيليّات على سبيل المثال ، الجيارديا ، الكريبتوسبوريديا.
• البكتيريا على سبيل المثال ، الكوليرا ، الشيجلا ، كولاي.
• الفيروسات على سبيل المثال ، فيروس نوروالك ، التهاب الكبد .(A)

انتقال بُرازي شَفوي:

يُمكن أن يحدثَ انتقال البُراز الفَموي عندما يتمُّ ابتلاع البكتيريا أو الفيروسات في البُراز لشخصٍ آخر، ويُمكن أن يحدثَ كلّما كانَ هُناكَ:

• الصّرف الصّحي غير الكافي يُؤدِّي إلى تلويث إمدادات المياه ببُراز الإنسان.
• الأدوية المُلوَّثة أو الدّم أو مُنتجات الدّم أو الأجهزة الطّبية.
• تُعتبر الأدوية أو نقل الدّم أو مُنتجات الدّم (مثل عوامل التّجلُّط لمرضى الهيموفيليا) والأجهزة الطّبية جميعُها "مُركّبات مُشترَكة"، ويُمكن أن يَتسبَّبَ تلوُّث هذه المُنتجات الطّبية في تفشّي الأمراض الصّغيرة أو الكبيرة.

الأمراض الحيوانيّة المَنشأ:

تُعرّف الأمراض الحيوانيّة المصدر على أنّها أيُّ مرضٍ أو عَدوى تنتقلُ طبيعيّاً من حيوانات الفقاريّات إلى الَبشر، ويُمكن أن تكونَ الأمراض حيوانيّةَ المَنشأ ناجمةٌ عن البكتيريا أو الطُّفيليّات أو الفِطريّات أو الفيروسات.

يُمكن للأشخاص أن يُصابوا بالأمراض الحيوانيّة المصدر من الطّيور الحيّة والقوارض والزّواحف والبرمائيات والحشرات وغيرها من الحيوانات الأليفة والبريّة، والطّريقة الشّائعة لانتشار هذه الأمراض هي عن طريق لدغةِ البَعوض أو القراد أو تناوُل لحوم أو مُنتجات الألبان من الحيوان المُصاب مثل أنفلونزا (الطّيور والخنازير) ومرض جُنون البقر، وأمثلةٌ أُخرى تشمل:

• الطّاعون الدبلي: من الجُرذان أو كِلاب البريّة إلى البراغيث ومن ثُمَّ إلى الإنسان.
• مرض لايم: ينتقل من نوعٍ من القوارض يُسمّى (فئران الغِزلان) إلى القراد، ثُمَّ إلى البشر.
• فيروس غرب النّيل: من الطُّيور إلى البَعوض ثُمَّ إلى البشر.
• داءُ السَّلْمونيلاَت من الحيوانات الأليفة

عادةً ما يُنظر في إصابات السّالمونيلا المُكتسبَة من أكل البيض غير المَطبوخِ جيّداً أو الدّواجن المُلوَّثة. ومع ذلك، فإنّ العديدَ من أنواع السّالمونيلا توجدُ عادةً في البيئة، ويُمكن العُثور عليها في الجهاز الهضميّ للعديدِ من أنواعِ الحيوانات، بما في ذلك:

الزّواحف والبرمائيات - غالباً ما يتمُّ بها كحيواناتٍ أليفةٍ، ولكن يُمكن أن تحملَ بكتيريا السّالمونيلا، وكانت مسؤولةً عن العديدِ من حالات المرض البَشري، كما تمَّ ربطُ فاشيّات السّالمونيلا في البشر بأغذية الكِلاب الجافّة المُلوَّثة.

• ايبولا: ينتقلُ من خفافيش الفاكهة إلى المُعدِّات المُعدية أو الفواكه ثُمَّ إلى البشر أو أيِّ كائنٍ حيٍّ آخر.
• السّارس: يُعتقد أنّه نشاءٌ في الخفافيش الصّينيّة، ثُمَّ تمَّ نقل الفيروس إلى الزباد، (وهي ثديياتٌ صغيرةٌ تُشبه القِطط)، والتي يتمُّ صيدها أحياناً وتُؤكل في بعض أجزاءٍ من الصّين. وقد يكون الإنسان قد اكتسب أوّلاً سارس من الزباد من خلال التّعرض لدَمِهِ أو أعضاءه أثناء الذّبح أو إعداد الطّعام. ومع ذلك، ففي وقتٍ ما أصبح فيروس السّارس قادراً على الانتقال من إنسانٍ إلى إنسان عن طريق الإفرازات التّنفسيّة.