يعتبر الصرع مجهول السبب، أحد أشكال مرض الصرع، و يشكل الصرع مجهول السبب أو ما يسمى أيضاً الصرع المعمم (بالإنجليزية: Idiopathic Generalized Epilepsy ) نسبة الثلث من جميع حالات الإصابة بالصرع، كما أنه يمكن أن يصيب الإناث والذكور من مختلف الأعراق والأجناس على حد سواء.
يعتبر الصرع المعمم متلازمة مزمنة مدى الحياة في أغلب الأحيان، وتبدأ معظم حالات الإصابة بمتلازمة الصرع مجهول السبب في مرحلة الطفولة، قبل سن العاشرة، ولكنها قد تبدأ في سن المراهقة أو حتى في سن متقدم عند البالغين.
اقرأ أيضاً مرض الصرع لدى الأطفال
يعتبر الصرع المعمم أو مجهول السبب حالة مرضية أساسية أولية بحد ذاتها وليست ثانوية، حيث أنه على عكس أنواع نوبات الصرع الأخرى، فإنه لا تعزى أسباب حدوث النوبات الصرعية المعممة إلى أسباب مرضية أخرى كالإصابة بالسكتة الدماغية أو وجود ورم في المخ أو غيرهم من الإصابات والاضطربات. وتمتاز نوبات الصرع مجهول السبب أنها تحدث في كل أجزاء الدماغ. يفترض بعض الباحثين أن الصرع المعمم ناتج عن حالة وراثية، ولكن هذه الحالة الوراثية المسببة له مجهولة حتى الآن. وبالرغم من هذه الافتراض إلا أنه ليس من الضرورة أن يكون في تاريخ عائلة المصاب بالصرع مجهول السبب حالات أخرى مصابة بهذا الشكل من أشكال الصرع.
هناك تقدم كبير في المجال الطبي التشخيصي والذي أثر إيجاباً في التعرف على أنواع مختلفة من أشكال الصرع وتحقيق التشخيص الدقيق، والذي يساعد بالتالي على وضع خطة علاجية أفضل للوقاية من النوبات أو السيطرة على شدتها وآثارها. يمكن تشخيص الصرع مجهول السبب من خلال إجراء التخطيط الكهربائي للدماغ ( بالإنجليزية: Electroencephalogram )، ويعد هذا الإجراء هو الاختبار الأكثر حساسية في تشخيص وتأكيد الإصابة بالصرع المعمم، كما أنه يجب إجراؤه خلال نوم وصحوة المريض. يشمل التشخيص الطبي التحقيق في أعراض المرض وتاريخه. نذكر فيما يلي العلامات والسمات السريرية المهمة عند نشخيص الصرع مجهول السبب:
يشمل علاج الصرع المعمم مجهول السبب استشارة الطبيب، والاستخدام المنتظم للعقاقير المضادة للصرع ( بالإنجليزية: Antiepileptic Drugs ). ويعد تقديم المشورة للمرضى أمر ضروري، وذلك لمساعدتهم في إيجاد نمط حياة طبيعي وتجنب تكرار النوبات وما يحفزها قدر المستطاع. كما أنه يجب أن يتم علاج الصرع مع مراعاة احترام الخصوصية الفردية لكل مريض. يعتبر العلاج الأحادي مع دواء فالبروات ( بالإنجليزية: Valproate ) الاختيار الأول في علاج نوبات الصرع المعمم، ويتفوق في فعاليته على جميع الأدوية الأخرى المضادة للصرع. بالرغم من ذلك، هناك بعض المرضى الذين لا يستطيعون تحمل دواء فالبروات. كذلك يعتبر فالبروات غير آمن للنساء الحوامل لتأثيراته الجانبية على الأجنة. في المقابل يعد دواء ليفيتيراسيتام ( بالإنجليزية: Levetiracetam ) هو العلاج البديل للنساء خلال الحمل لعلاج نوبات الصرع.
يعيش معظم المصابين بالصرع حياة طبيعية مع العلاج الصحيح والمشورة الطبية السليمة، وهناك بعض الأمور والنصائح التي يمكن للمريض اتخاذها والعمل بها ليستمتع بحياته دون قلق وخوف كبير من التعايش مع مرض الصرع، نذكر في ما يلي بعض النصائح: كن خبيراً بمرض الصرع الخاص بك يؤثر الصرع على الحياة اليومية بشكل مختلف بين الأشخاص المصابين به، وبالتالي فإن الخطوة الأولى لإدارة حالتك هي الحصول على فهم شامل لمتلازمة الصرع المصاب بها. يمكنك الاستفسار من الطبيب أو الصيدلي عن إجابات بعض الأسئلة التي سوف تساعدك على الفهم، ومن الأمثلة على هذه الأسئلة ما يلي: أنشئ سجل ملاحظات بمرض الصرع الخاص بك يمكن لتتبع الأنماط للنوبات الخاصة بك، ومراقبة البيئة المحيطة بك أثناء حدوث النوبات، ومعرفة الآثار الجانبية للدواء التي أثرت عليك مثل تحولات في المزاج أو أي أعراض أخرى أن يساعدك وطبيبك على تحديد خطة علاجية ووقائية أفضل في المستقبل. راقب محفزات نوبات الصرع لديك تختلف المحفزات التي تزيد من احتمالية تكرار حدوث نوبات الصرع من شخص لآخر. يمكن للمرضى تحديد هذه المحفزات بالربط بين الأحدث التي مرت في الوقت الذي يسبق حدوث النوبات، ثم العمل على تجنب هذه المحفزات. على سبيل المثال، يمكن أن تكون المحفزات أحد الأمور التالية: من الجدير بالذكر أن إدراك محفزات نوبات الصرع يمكن أن تساعد المرضى الذين يعيشون بمفردهم في الحفاظ على سلامتهم بشكل أفضل. قم ببعض التغييرات في نمط حياتك اليومية يمكن للاهتمام بالصحة العامة للشخص أن يكون ذا أثر إيجابي كبير في الحد من تكرار حدوث نوبات الصرع. كذلك نوعية الغذاء وأخذ قسط كاف من النوم لهما دور في الحد من نشاط النوبات. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تتناول دواء خاص بمرض الصرع فإن الاستمرار عليه كما وصفه لك الطبيب يمكن أن يساعدك على البقاء آمناً من النوبات. قم بتجهيز منزلك كبيئة آمنة لك هناك العديد من الطرق لجعل المنزل أكثر أماناً في حال حدوث نوبة صرع، نذكر بعض الطرق فيما يلي: احمل بطاقة تعريفية بمرضك عند الخروج، احمل بطاقة هوية طبية أو ارتد سواراً طبياً أو أي نوع من البطاقات أو القطع التعريفية تنص بوضوح على أنك مصاب بمرض الصرع، وتحتوي على قائمة الأدوية التي تتناولها، ومعلومات الاتصال في حالات الطوارئ. هذا مهم بشكل خاص في حال السفر. استخدم التكنولوجيا قم باستخدام أحد الأجهزة الذكية وتطبيقات الهاتف التي تساعدك على تنظيم ومراقبة مواعيد نومك وتمارينك الرياضية وغيرها من الأمور. كذلك يمكن الاستفادة من أجهزة الإنذار والاستدعاء لمساعدتك على وجه السرعة في طلب الطوارئ في حالة حدوث نوبة صرع وأنت لوحدك. اقرأ أيضاً الإسعافات الأولية لنوبات الصرع أو التشنجات
Amy Kao. Epilepsy. Handbook of Clinical Neurology. Volume 107, 2012, Pages 209-224 Catherine Lovering. 5 Steps to Take If You Live Alone with Epilepsy. Retrieved on the 10th of February, 2020, from: https://www.healthline.com/health/epilepsy/having-seizure-alone#5 Epilepsy.com. Idiopathic Generalized Epilepsies. Retrieved on the 10th of February, 2020, from: Henryford.com. 10 Life Hacks For Living With Epilepsy. Retrieved on the 10th of February, 2020, from: https://www.henryford.com/blog/2016/01/10-life-hacks-for-living-with-epilepsy Uwhealth.org. Primary Generalized Epilepsy (Idiopathic Generalized Epilepsy). Retrieved on the 10th of February, 2020, from:
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.