يهدف تحليل الايدز (بالإنجليزية: Analysis of HIV-AIDS)، للكشف عن الإصابة بفيروس الإيدز أو كما يعرف باسم فيروس نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزية: Acquired Immunodeficiency Syndrome or AIDS).
يعتبر مرض الإيدز من الأمراض المنقولة جنسياً التي يمكن أن تنتقل بين الأزواج بالرغم من عدم ظهور أعراض بعد أول فترة من الإصابة به، وقد تكون أعراض الإيدز الأولية عند الرجال والنساء على شكل أعراض مشابهة لأي عدوى فيروسية، مثل نزلات البرد والزكام، لذا يعمل تحليل الايدز على تحديد معرفة وجود الفيروس.
يزيد عدم الكشف المبكر عن الإيدز أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة لدى الأشخاص المصابين به وعدم علم الفرد بإصابته بهذا المرض من خطر نقل المرض إلى الأشخاص الآخرين، وما يزيد من هذا الخطر هو عدم ظهور اعراض الأيدز من أول يوم بعد الإصابة به.
لذلك، من المهم القيام بفحص تحليل الإيدز بعد القيام باتصال جنسي غير آمن عند وجود الشك بإصابة الطرف الآخر، مما يساعد في تشخيص الإصابات الجديدة ومعرفة الأشخاص المصابين من قبل، كما يساعد ذلك في تحقيق الراحة والطمأنينة للأشخاص الذين يصيبهم الشك بإصابتهم بالفيروس بعد الاتصال الجنسي.
يعتمد فحص الايدز في الكشف عن الإصابة من خلال عدة طرق، مثل:
تتعدد أنواع تحاليل الايدز التي تستخدم للكشف عن الإصابة، وفيما يلي شرح موجز عن كل نوع:
يعتمد تحليل الايدز باستخدام تحليل الأجسام المضادة أو كما يعرف باسم فحص الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة المكتسبة على الكشف عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم بشكل مخصص ضد فيروس الإيدز نتيجة الإصابة به.
يستجيب جهاز المناعة عند الكشف عن وجود فيروس داخل الجسم بإنتاج أجسام مضادة مخصصة ترتبط بالبروتينات الموجودة على سطح الفيروس، والتي تكون فريدة من نوعها، لمحاولة تحطيم الفيروس داخل الخلايا المناعية.
إلا أن هذه الأجسام المضادة لا تستطيع القضاء على الفيروس، بسبب طريقة عمل فيروس الإيدز المميزة، ولكن يستخدم الكشف عن وجودها داخل مجرى الدم كأحد أنواع تحليل الايدز ومؤشر على الإصابة بالمرض.
يشابه تحليل الأجسام المضادة وبروتين الفيروس (بالإنجليزية: Ab-Ag) تحليل الأجسام المضادة التقليدي، حيث يتم سحب عينة دم من المريض في كلا الحالتين، إلا أن تحليل الأجسام المضادة وبروتين الفيروس يتميز بما يلي:
يعتمد تحليل الايدز باستخدام تحليل المعيار الكمي لفيروس نقص المناعة المكتسبة على الكشف عن الحمض النووي والمادة الوراثية للفيروس في مجرى الدم بعد أخذ عينة منه.
يحدد فحص الايدز باستخدام تحليل الحمل الفيروسي (بالإنجليزية: Viral Load Test) كمية الفيروس الموجودة في دم المريض، ويجرى عادة لحديثي الولادة من أمهات مصابات بفيروس الإيدز.
يمكن لتحليل الحمل الفيروسي الكشف عن الإصابة بالفيروس خلال الأربعة أسابيع الأولى بعد التعرض للمسبب، وهي فترة تسبق تكون الأجسام المضادة في الدم، وهو مكلف ولا يجرى عادة لكشف المرض.
يعتمد تحليل اللطخة الغربية (بالإنجليزية: Western Blot) على خلط عينة من بلازما دم المريض مع بروتينات أجسام مضادة مصنعة قادرة على الارتباط بالفيروس للكشف عن وجوده.
تظهر النتيجة في اختبار الايدز باستخدام تحليل اللطخة الغربية على شكل أشرطة (بالإنجليزية: Bands). إذا كانت النتيجة إيجابية تظهر أشرطة تدل على ارتباط الأجسام المضادة بالفيروس وتؤكد على وجوده.
يشير تحليل الايدز السريع إلى إحدى الحالتين:
يمكن وضع عينة من الدم للمريض على شريحة متخصصة في المنزل، ثم إرسالها إلى المختبر عبر البريد دون اسم، مما يضمن خصوصية المريض وسرية العملية، وهو ما يسمى الجهاز المنزلي لفحص الإيدز.
تصل دقة تحليل الأجسام المضادة للايدز إلى نسبة 99%، مما يحدد نسبة الخطأ في تحليل الإيدز أقل من 1%، بشرط القيام بالفحص بعد مدة مناسبة من التعرض للمسبب وفقاً لنوع الفحص.
تكون الفترة التي يجب القيام فيها بالفحص بعد التعرض للمسبب بين 23 - 90 يوم، مما يناقض الشائع بأن فحص الإيدز بعد شهرين قطعي في جميع الحالات.
اقرأ أيضاً: الإيدز: معتقدات خاطئة ومضللة
تعتمد فترة فحص الايدز في المختبر على نوع الفحص المستخدم، حيث تتراوح بين عدة أيام لعدة أسابيع في الأنواع التقليدية، مثل اختبار الأجسام المضادة، وقد يحتاج حوالي 20 دقيقة فقط في الأنواع الحديثة مثل تحليل الإيدز السريع.
يتساءل الكثير من الأشخاص عن الوقت الذي يجب إجراء فحص الإيدز فيه بعد اشتباه الإصابة أو متى يظهر مرض الإيدز بتحليل الدم خاصة بعد التعرض لموقف قد يكون سبب الإصابة بالإيدز.
وبالرغم من اعتماد كل نوع من التحاليل على مدة معينة بعد التعرض للمسبب للكشف عن الإصابة، إلا أن تحليل الأجسام المضادة هو الأكثر شيوعاً، ويحتاج فترة لا تقل عن 3 -4 أسابيع من دخول الفيروس ليصبح من الممكن الكشف عن الإصابة.
يمكن إجراء تحليل حمل الفيروس بعد أسبوع واحد من الإصابة عند الأشخاص الأكثر عرضة للخطر والذين تظهر عندهم أعراض، مثل الأشخاص الذين تعرضوا لاعتداء جنسي أو إصابة فرد من طاقم الفريق الطبي بإبرة ملوثة.
يمكن الكشف عن 95% من الإصابات بعد 4 أسابيع من التعرض للمسبب، إلا أنه يطلب من المريض تحليل تأكيدي بعد مرور 3 أشهر من إجراء الفحص الأول للإيدز إذا كانت النتيجة سلبية.
لا تظهر الإصابة بالإيدز في تحليل الدم العادي المسمى تعداد الدم (بالإنجليزية: Complete Blood Count, CBC)، بسبب عدم حساسيته لفيروس الإيدز.
يعتمد هذا الفحص على تعداد خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والهيموغلوبين وقيم أخرى، التي يمكن أن تزيد أو تنقص لعدة أسباب. كما يمكن أن يكون متخصصة لفحص مؤشرات الأمراض المزمنة الشائعة، مثل غلوكوز الدم أو الكوليسترول، ولا يكشف الاضطرابات الأخرى مثل الإصابة بالإيدز.
لا يكشف فحص ما قبل الزواج الايدز، حيث يعتمد على فحص خلايا الدم الحمراء في معظم الأحيان وهو فحص غير متخصص للكشف عن الإصابة بالإيدز، إلا أن بعض الدول تشترط القيام بتحاليل الايدز للتأكد من خلو الزوجين منه قبل الزواج.
تم اعتماد فحص البول للكشف عن فيروس الإيدز باستخدام طريقة الكشف عن الأجسام المضادة. ويجب إجراء هذا التحليل في مختبر متخصص على يد أخصائي. حيث يتم فحص العينة مرتين؛ إذا أعطت نتيجة إيجابية يجب إجراء تحليل دم للتأكد، إذ أن نتيجة فحص البول لا تكون دقيقة دائماً.
يمكن أن ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق سوائل الجسم المحددة، مثل الدم، والسائل المنوي والسائل الذي يسبق خروجه، وسوائل المستقيم، والسوائل المهبلية، وحليب الثدي.
وحتى تنتقل العدوى من الشخص الحامل للفيروس، يجب أن يحدث تلامس بين السوائل الحاملة للفيروس من الشخص المصاب مع غشاء مخاطي أو أنسجة تالفة أو أن يتم حقنها مباشرة في مجرى الدم للشخص السليم، مثل انتقال الفيروس عن طريق نقل الدم، أو استخدام إبرة ملوثة أو حقنة ملوثة من شخص مصاب لشخص آخر سليم.
تتواجد الأغشية المخاطية داخل المستقيم، والمهبل، والقضيب، والفم، مما يجعل الاتصال الجنسي غير الآمن من أهم أسباب الإصابة بالفيروس، ويستدعي القيام بفحص تحليل الإيدز بعد القيام به، للتأكد من عدم انتقال الإصابة.
من أسباب ودواعي القيام بفحص تحليل الايدز:
ومن أصحاب السلوكيات الجنسية غير الآمنة التي يلزمهم تحاليل الايدز بعدها:
للمزيد: مخاطر الجنس الشرجي
لا يوجد معدل طبيعي لفحص تحليل الإيدز حيث أن نتيجة تحليل الإيدز إما أن تكون إيجابية (بالإنجليزية: Positive) سلبية (بالإنجليزية: Negative).
تعني النتيجة الإيجابية لتحليل الايدز أن الشخص حامل للعدوى أو مصاب بفيروس الإيدز.
تعني النتيجة السلبية لتحليل الايدز عدم وجود الفيروس أو الأجسام المضادة في دم المريض، وهذا يعني الخلو من فيروس الإيدز.
تعتمد الأرقام التي تظهر في تحليل الايدز على نوعه، إلا أن الأرقام التي تظهر تحدد كمية الأجسام المضادة أو كمية الفيروسات في العينة المستخدمة لمقارنتها مع النسب التي تظهر عند الأشخاص غير المصابين، ولتجنب نسبة الخطأ الممكن في فحص الإيدز.
لا تتأثر تحاليل الايدز بالعوامل التي قد تؤثر على الفحوصات الأخرى، مثل الالتهابات، والأدوية، ومعظم اللقاحات، وزيادة الوزن وتناول أو شرب أي شيء قبل الاختبار، واستخدام الكحول أو العقاقير الترويحية أو غسول الفم، والوقت من اليوم الذي يتم قيام الفحص فيه.
تتميز أنواع تحليل الايدز بدقتها العالية بالرغم من جميع الظروف، وخاصة عند القيام بفحص ثاني بعد فترة كافية من التعرض للمسبب.
على سبيل المثال، تكون نتيجة الاختبار دقيقة حتى لو كان المريض مصاباً بالأنفلونزا أو البرد أو يستخدم أي نوع من الأدوية، ولا يحتاج المريض إلى الصيام قبل الاختبار، ولا يؤثر الطعام والشراب على النتائج.
للمزيد: علاج الايدز والتعايش معه
(1) Sandra Gonzalez Gompf. HIV Testing. Retrieved on the 15th of September, 2021, from: https://www.medicinenet.com/hiv_testing/article.htm (2) I-base website. How soon can I take an HIV test?. Retrieved on the 15th of September, 2021, from: http://i-base.info/guides/testing/how-soon-can-i-take-a-test (3) Familydoctor.org. HIV. Retrieved on the 15th of September, 2021, from: https://familydoctor.org/condition/hiv/ (4) Thebody website. Can a Regular Blood Test Detect HIV?. Retrieved on the 15th of September, 2021, from: https://www.thebody.com/article/can-a-regular-blood-test-detect-hiv (5) Medicinenet.com. Urine HIV Test Approved. Retrieved on the 15th of September, 2021, from: https://www.medicinenet.com/hiv_urine_test/views.htm (6) Centers of Disease Control and Prevention. HIV basics. Retrieved on the 15th of September, 2021, from: https://www.cdc.gov/hiv/basics/transmission.html (7) Jonathan E. Kaplan. Which HIV Tests Are Most Accurate?. Retrieved on the 15th of September, 2021, from:
تحمل آيات شهادة البكالوريوس في الصيدلة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وتكمل حالياً دراسة الماجستير في تخصص الصيدلة التكنولوجية، و تعمل الآن كصيدلاني مسؤول في صيدلية مجتمع، تتمحور اهتماماتها حول كتابة الابحاث و المقالات العلمية الطبية خاصة تلك التي في مجال الأدوية والأشكال الدوائية و الصناعة الدوائية.