ضعيف التحسيس (بالانجليزية: Hypoallergenic): هو مصطلح يطلق على المواد أو المستحضرات التي تدعي الشركات المصنعة لها أنّها تسبب تفاعلات حساسية أقل من غيرها، عند الأشخاص الذين يعانون من أنواع الحساسية المختلفة.
قد تقود عبارة "ضعيف التحسيس" العديد من الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، بالإضافة إلى الأشخاص السليمين إلى الإعتقاد بأنّ هذه المنتجات قد تكون ألطف على بشرتهم أو أجسامهم مقارنة بالمنتجات الأخرى، وعلى الرغم من أنّ هذه المنتجات قد تحتوي فعلاً على أعداد أقل من مهيجات الحساسية، وبالتالي فإنّها أقل عرضة لتهيّج تفاعلات حساسية، إلا أنّه لا يوجد معايير ومواصفات محددة يتم القياس بناءً عليها للتحقق من صحة هذه الإدعاءات.
تشير الشركات المصنعة إلى منتجاتها بعبارة "ضعيف التحسيس" بناءً على معايير خاصة بها، وتعني أنّ هذا المنتج ضعيف التحسيس بالشكل الذي تقصده الشركة المصنعة، حيث لا يوجد قوانين تجبر هذه الشركات على تقديم إثباتات تدعم صحة إدعاءاتهم بما يتعلق بضعف تحسيس منتجاتهم، الأمر الذي يزيد من القيمة السوقية لهذه المنتجات، إلا أنّ العديد من أطباء الجلدية يرون أنّ مصطلح "ضعيف التحسيس" ليس له قيمة كبيرة.
لا يعني وجود مصطلح "ضعيف التحسيس" على منتج ما أنّه لن يسبب أي تفاعلات حساسية عند جميع الأشخاص، حيث أنّ الأشخاص يختلفون في درجة حساسيتهم لمادة أو مهيج معين، إذ أنّ بعض الأشخاص قد لا يتأثرون أبداً عند تعرضهم لمادة معينة، بينما قد يعاني البعض من أعراض خفيفة مزعجة كالحكة، والبعض الآخر قد يعاني من أعراض شديدة قد تصل إلى تفاعلات الحساسية المفرطة (بالانجليزية: Anaphylaxis).
تسوق العديد من الشركات منتجاتها تحت مصطلح "خفيف التحسيس" لجذب الزبائن، حيث بدء استعمال هذا المصطلح في منتصف القرن الماضي لتسويق بعض أنواع المكياج، ثم انتشر هذا المصطلح بشكل كبير في عالم المستحضرات التجميلية، الأمر الذي يعتبره البعض مجرد حيلة لبيع المزيد من هذه المستحضرات.
تعتبر آلية حدوث تفاعلات الحساسية ذات طبيعة معقدة، وتختلف مسبباتها من شخص لأخر، كما قد تختلف طريقة تفاعل الجسم لنفس المهيج من شخص لآخر، لذلك يطلق مصطلح "ضعيف التحسيس" وليس "عديم التحسيس" على هذه المنتجات، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تضمن أي جهة أنّ منتجاً ما "ضعيف التحسيس" لن يسبب حدوث تفاعلات حساسية عند جميع الأشخاص، إلا أنّ هذه المنتجات هي أقل خطورة من غيرها من المنتجات التي تحتوي على مواد معروفة بتسببها بتفاعلات الحساسية عند العديد من الأشخاص.
تُسوق بعض الأطعمة على أنّها ضعيفة التحسيس، إلا أنّ جميع الأطعمة في الحقيقة هي ضعيفة التحسيس عند الأشخاص الذين لا يعانون من أي نوع من أنواع الحساسية تجاه بروتينات معينة في هذه الأطعمة، لذلك فإنّ الشخص الذي يعاني من حساسية تجاه نوع معين من الطعام سوف يعاني من أعراض هذه الحساسية بغض النظر عما إذا كان هذا النوع من الطعام مصنف كضعيف تحسيس أم لا.
اقرأ أيضاً: نصائح للوقاية من الحساسية عند اقتناء النباتات المنزلية
لا يُشير مصطلح "ضعيف التحسيس" في منتجات التنظيف إلى أنّ هذه المنتجات تم إزالة جميع المهيجات منها، إنما يشير ذلك إلى أنّ المواد الشائعة التي تسبب التحسس، مثل الصبغات والعطور، قد تمت إزالتها منها، إلا أنّ بعض مساحيق الغسيل التي تحتوي على إنزيمات معينة قد تسبب الحساسية عند بعض الأشخاص، حتى وإن كانت تحمل مصطلح "ضعيف التحسيس".
بالإضافة إلى مستحضرات التجميل، والأطعمة، والمنظفات، فإنّه يتم تسويق بعض الحيوانات الأليفة، مثل الكلاب والقطط، على أنّها ضعيفة التحسيس، حيث يُزعم أنّ هذه الحيوانات هي أقل تسبباً في حدوث تفاعلات الحساسية عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية الحيوانات.
تتضمن الحيوانات الأليفة التي يُدعى بأنها ضعيفة التحسيس بشكل أساسي فصائل من الكلاب التي لا يتساقط شعرها، أو يتساقط بشكل بسيط، إلا أنّها فكرة مغلوطة، حيث لا تقتصر المهيجات التي تنتجها الحيوانات الأليفة على الشعر، بل تشمل أيضاً المخاط، واللعاب، والبول، والقشور التي تتساقط من الجلد، كما أظهرت دراسة أنّ كمية المهيجات الموجودة في المنازل التي تعتني بالحيوانات "ضعيفة التحسيس" لا تختلف عن كميتها في المنازل التي تعتني بالحيوانات الأليفة الأخرى.
اقرأ أيضاً: نصائح للوقاية من الحساسية عند اقتناء الحيوانات الأليفة
إنّ معرفة مهيجات الحساسية هو أمر أساسي لتجنب ظهور أعراضها المزعجة، والتي قد تكون أحياناً خطيرة، بالإضافة إلى ضرورة قراءة المكونات الموجودة على ملصقات المنتجات المختلفة، حتى وإن كانت تحمل مصطلح "ضعيف التحسيس"، للتأكد من خلوها من المواد التي قد تسبب تفاعلات الحساسية للشخص.
إنّ معرفة المعنى الحقيقي لمصطلح "ضعيف التحسيس" يساعد على تجنب الوقوع في مصيدة هذا المصطلح، إذ أنّ العديد من المنتجات التي تسوق على أنّها ضعيفة التحسيس قد تسبب تفاعلات حساسية، حيث أظهرت دراسة أجريت على 254 من المنتجات المسوقة على أساس أنّها ضعيفة التحسيس المخصصة للأطفال، أنّ 93% من هذه المنتجات تحتوي على مادة واحدة على الأقل قادرة على تهيّج تفاعلات الحساسية.
Marjorie Hecht. Hypoallergenic: Is There Really Such a Thing. Retrieved on: 11/08/2019, from: https://www.healthline.com/health/allergies/hypoallergenic US home filter. What Hypoallergenic Really Means. Retrieved on: 11/08/2019, from: https://ushomefilter.com/what-hypoallergenic-really-means/ The Allergy Store. What Does Hypoallergenic Really Mean. Retrieved on: 11/08/2019, from: https://www.allergystore.com/news/what-does-hypoallergenic-really-mean.html
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.