كشفت دراسات جديدة عن أن تشخيص الإصابة مرض السكري لدى العديد من مرضى فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) يمكن أن يكون أمراً مؤقتاً. حيث لوحظ عودة مستويات السكر في الدم إلى مستوياتها الطبيعية لدى ما يقارب نصف مرضى السكري الذين تم تشخيصهم حديثاً بعد مغادرتهم المستشفى، وتبقى ما يقارب 8% من هؤلاء المرضى بحاجة إلى أخذ الأنسولين بعد عام واحد من تشخيصهم.
وحول تفاصيل هذه الدراسة، فقد تم خلالها مراقبة 594 مريضاً من مرضى كورونا والذين كانت لديهم علامات مرض السكري عندما تم إدخالهم إلى أحد المستشفيات في ذروة الوباء في ربيع عام 2020.
وقد كان من بينهم 78 مريضاً لم يكن لهم تشخيص سابق لمرض السكري، حيث أن كثير منهم وجد لديهم مستويات أقل من السكر في الدم ولكن كان لديهم مرض الكورونا أكثر خطورة من أولئك الذين لديهم تشخيص سابق لمرض السكري.
فحول هؤلاء المرضى الذين شخصوا بمرض السكري أثناء إصابتهم بكورونا، فقد بينت الدراسة أن لديهم علامات التهابية أعلى ويحتاجون لدخول وحدات العناية المركز بشكل أكثر تكراراً مقارنة بمرضى كورونا الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري مسبقاً.
ومع ذلك، فقد عادت مستويات سكر الدم إلى طبيعتها في حوالي نصف مرضى السكري المرتبط بالإصابة بفيروس كورونا.
ومن هنا أشارت الدراسة إلى أن مرض السكري الذي تم تشخيصه حديثاً لدى مرضى كورونا يمكن أن يكون حالة مؤقتة ترتبط بالإجهاد الحاد الذي تسببه العدوى، وحول سبب ذلك، فيعتقد أن الإجهاد الالتهابي الذي يسببه فيروس كورونا الجديد، وما يسبب من مقاومة الإنسولين لدى المريض، يمكن أن يساهم وبشكل رئيسي بظهور مرض السكري لدى المرضى المصابين بالفيروس.
كما أن هؤلاء المرضى يمكن أن يحتاجون أخذ الأنسولين أو أدوية السكري الأخرى فقط لفترة قصيرة، وبالتالي من الضروري أن تتم متابعتهم عن كثب من قبل طبيب مختص لمعرفة ما إذا كانت حالتهم تتحسن أم لا.
كما أوضحت الدراسة أن مرضى كورونا الذين تم تشخيص إصابتهم حديثاً بمرض السكري كانوا معظمهم صغار السن، وغير بيض، ولا يخضعون لأي تأمين أو يتلقون الرعاية الطبية مقارنة بمرضى السكري الذين تم تشخيصهم سابقاً قبل مرض كورونا. لذلك، فمن المحتمل أيضاً أن الفيروس لا يسبب مرض السكري بشكل مباشر، وإنما يمكن أن تدفع الإصابة به المرضى المصابين بمرض السكري مسبقاً ولكنه غير المشخص إلى زيارة الطبيب لأول مرة.