أخبار الطبي-عمّان
تصنف حاسة الشم من الحواس الكيميائية التي ترتبط مع وظائف الجهاز الهضمي والسلوكي، وتوجد علاقة وظيفية متبادلة بين كل من حاسة الشم والذوق، حيث أن نكهة الاطعمة تتمثل برائحتها وطعمها. وقد يشعر الانسان المصاب بالزكام بطعم مغاير لطبيعة الاطعمة لان الزكام يثبط حاسة الشم، وان مستقبلات الشم والذوق هي مستقبلات كيميائية تتنبه بوساطة جزئيات بروتينية تقع على سطح اغشيتها والموجودة في مخاط الأنف أو في براعم الذوق باللسان وجدر الفم. وتعد حاستا الشم والذوق من الاحساسات التي لها علاقة في سلوكية الشخص وحياته فحاسة الشم لها روابط مع مراكز السلوك، فيتصرف الحيوان بحسب احساسه بالرائحة التي تنذره باقتراب العدو أو تقرب الذكر من الانثى وتثير الإحساس الجنسي لديهما أو ترشده إلى مصدر الغذاء. كما يستطيع الحيوان الاستفادة من حاسة الذوق في معرفة طبيعة الغذاء وصلاحيته وتذوقه وهذا ينعكس على سلوكياته وتصرفاته وانفعالاته.
تشير دراسة جديدة نُشرت في مجلة (Annals of Neurology) أنّ الناس الذين لديهم مشاكل في حاسة الشم قد يكونون في خطر متزايد للموت في وقت أقرب من أولئك الذين ليس لديهم مشكلة في حاسة الشم.
حلل الباحثون بيانات أكثر من 1,100 من البالغين في مدينة نيويورك الذين كان متوسط أعمارهم 80 عاماً.خضع المشاركون لاختبار حاولوا فيه تحديد 40 من الروائح المختلفة . والمشارك الذي سجل أقل من 18 نقطة من أصل 40 كان يصنف بفقدان حاسة الشم، أو عدم القدرة على الشم.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين حصلوا على درجات في نطاق منخفض (صفر إلى 20 نقطة) كانوا ما يقارب من أربع مرات أكثر عرضة للوفاة خلال فترة أربع سنوات مقارنة بالفئة التي حصلت على درجات علية (31-40 نقطة). توفي حوالي 45 % من المشاركين ذوي الدرجات في النطاق المنخفض خلال فترة الدراسة، مقارنة مع 18% من الفئة التي حصلت على درجات عالية.
بقيت النتائج ثابتة حتى بعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل قد تؤثر على مخاطر الموت: مثل السن وتعاطي الكحول، وإصابات الرأس، والتدخين أو الإصابة بالخرف.
يميل الناس لأداء أسوأ في اختبارات الرائحة مع تقدمهم في السن، وقد تم ربط الضعف في حاسة الشم مع مرض الزهايمر ومرض الباركنسون. ولكن تشير دراسة جديدة أن الخرف والحالات الطبية الأخرى، في حد ذاتها، ليست كافية لتفسير الصلة بين مشاكل الشم وزيادة خطر الموت.
وأشار الباحثون إلى أن فقدان حاسة الشم قد يضع الناس في خطر التعرض لأخطار معينة، مثل تناول أغذية فاسدة أو عدم القدرة على شم رائحة تسرب الغاز أو الحريق.
وقال الباحثون لا تزال هناك حاجة لدراسات اكبر تبحث في ما إذا كانت العوامل الأخرى قد يفسر هذا الارتباط.
للمزيد: