أفادت دراسة سريرية جديدة أن جرعة من البكتيريا النافعة (بالإنجليزية: Normal Flora) يمكن أن تمنح المرأة القدرة على التخلص من عدوى مهبلية شائعة ومزعجة.

وقد أفاد الباحثون أن النساء اللواتي قد تم إعطاؤهن  Lactin-V - وهي تحميلة مهبلية تجريبية تحتوي على بكتيريا حية - كن أكثر عرضة لإنهاء النوبات المتكررة من داء المهبل الجرثومي أو التهاب المهبل البكتيري (بالإنجليزية: Bacterial Vaginosis) من النساء اللواتي تم معالجتهن بدواء وهمي (بالإنجليزية: Placebo). 

وأوضح الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور كريغ كوهين - أستاذ أمراض النساء والعلوم التناسلية في جامعة كاليفورنيا - أن ما يقومون به بشكل أساسي هو القضاء على البكتيريا السيئة ثم استبدالها البكتيريا النافعة والسماح لها بالنمو مع إبقاء جزء من البكتيريا السيئة كجزء من التوازن الطبيعي.

وأوضح كوهين أن كل مهبل مستعمر بسلالات مختلفة من البكتيريا، ويحدث التهاب المهبل عندما تطغى البكتيريا "السيئة" على البكتيريا "النافعة" الطبيعية.

اقرأ أيضاً: النبيت الطبيعي أو البكتيريا النافعة في جسم الإنسان

وقد قام الباحثون بضم 228 امرأة ممن تم تشخيصهن بالتهاب المهبل البكتيري إلى الدراسة، وتم إعطاء كل واحدة منهن كورس من جل ميترونيدازول لمدة خمسة أيام، ثم تم تعيين ثلثي هؤلاء النساء لتلقي Lactin-V لمدة 11 أسبوعًا.

 Lactin-V هو مسحوق تستعمله النساء ذاتيًا، ويحتوي هذا المسحوق على بكتيريا من نوع Lactobacillus crispatus والتي هي سلالة من البكتيريا تتواجد بشكل طبيعي في المهبل وتنتج هذه البكتيريا حمض اللاكتيك (بالإنجليزية: Lactic Acid) الذي يثبط نمو البكتيريا السيئة.

وقد أظهرت النتائج أنه بحلول نهاية الأشهر الثلاثة الأولى، عانت 30% من النساء في مجموعة Lactin-V من تكرار الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري مقارنة بـ 45% من النساء في المجموعة الثانية.

وقد تم تعقب النساء لمدة تبلغ ستة أشهر، ولوحظ أن النساء اللواتي تم إعطاؤهن Lactin-V استمررن في التحسن.

وقال كوهين: "وجدنا أيضًا أن ما يقرب من 80% من النساء اللاتي كن في المجموعة التي أعطيتLactin-V وجد في مهبلهن مستعمرات من بكتيريا Lactobacillus crispatus، وهي السلالة الفعلية التي اختبرناها"، وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في 14 أيار في مجلة نيو إنجلاند الطبية.

 ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها فإن أعراض التهاب المهبل البكتيري تشمل ما يلي:

  •  إفرازات مهبلية بيضاء أو رمادية رقيقة.
  •  حكة أو حرق في المهبل.
  • رائحة قوية تشبه رائحة السمك.

اقرأ أيضاً: رائحة الفرج أو المهبل الكريهة

كما يزيد التهاب المهبل البكتيري من خطر الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة بين الأطفال حديثي الولادة، بالإضافة إلى زيادة خطر إصابة المرأة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والأمراض الأخرى المنقولة جنسياً، وذلك بحسب مراكز السيطرة على الأمراض.

وقد لاحظ باحثون أن التهاب المهبل البكتيري هو الحالة المهبلية الأكثر شيوعًا لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 44 عامًا ، ويؤثر على حوالي 30% من النساء في سن الإنجاب في الولايات المتحدة.

وقالت الدكتورة تارانا شيرازيان، مديرة صحة المرأة العالمية في كلية الصحة العامة بجامعة نيويورك، إن العلاج القياسي لهذه الحالة هو علاج العدوى بكورس مدته ستة أشهر من جل مضاد حيوي موضعي يسمى ميترونيدازول.

لكن كما يرى كوهين وفريقه، فإن هناك مشكلة في هذا العلاج القياسي؛ لأنه بمجرد الانتهاء من العلاج بالمضاد الحيوي فإنه لا يوجد شيء يمنع البكتيريا السيئة من اجتياح الميكروبات المهبلية مرة أخرى.

وقال الباحثون إنه بسبب ذلك فإن 75% من النساء يعانين من الإصابة بعدوى متكررة في غضون ثلاثة أشهر من العلاج على الرغم من التزامهن بالعلاج. 

ويبدو العلاج بالبكتيريا المافعة واعدًا، نظرًا لأنه استغرق ثلاثة أشهر بدلاً من العلاج القياسي لمدة ستة أشهر.

حيث أنه في الوقت الحالي تقوم النساء بوضع جل المضاد الحيوي يومياً لمدة سبعة أيام، ثم مرتين أسبوعيًا لمدة ستة أشهر لعلاج التهاب المهبل البكتيري المتكرر، في المقابل فإن العلاج بالبكتيريا النافعةلا يستغرق كل ذلك الوقتا وهو أمر مفيد؛ حيث أنه الصعب الاستمرار في العلاج لمدة ستة أشهر والمحافظة عليه.

وقال كوهين إن الباحثين يناقشون المضي قدما في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية مع الشركة المصنعة لل Lactin-V في ولاية أوسلو ومقرها كاليفورنيا، إلا أنه لا يوجد حاليًا جدول زمني للوصول إلى العلاج الجديد في السوق، حيث أن توفر المنتج يحتاج إلى خوض عملية الموافقة على الدواء من قبل إدارة الغذاء والدواء.