أخبار الطبي.
نشرت دراسة فريدة من نوعها من قبل باحثون فنلنديون في عدد كانون الثاني من مجلة (علم النفس، والجمال، والإبداع، والفنون) أن الاستماع إلى الموسيقى الحزينة يمكن أن يسبب حزن حقيقي لدى المستمعين، وأن شخصيات الناس لها تأثير هام على الاستجابات العاطفية للموسيقى حزينة. وقد ناقش العلماء هذه المسألة منذ عقود ولكن لم يتمكنوا من تقديم دليل موثوق.
وقد قام المشاركون بالدراسة بالاستماع إما لموسيقى حزينة من اختيارهم، أو إلى موسيقى حزينة لم يستمعوا إليها من قبل. ثم قام الباحثون بقياس مشاعر المشاركين أثناء استماعهم للموسيقى الحزينة بأكبر قدر ممكن من الموضوعية باستخدام أساليب غير مباشرة لقياس الذاكرة والتحكيم، فوجدوا في حين أن جميع المشاركين الذين استمعوا الى موسيقى حزينة معروفة من اختيارهم شعروا بحزن حقيقي، فقط أولئك العاطفيين الذين استمعوا لموسيقى لم يسمعوها من قبل شعروا بالحزن.
وأوضحت أونا فوسكوسكي من المركز الفنلندي للتميز في أبحاث تخصصات الموسيقى من جامعة جيفاسكيلا في فنلندا أن الموسيقى الحزينة المألوفة غالبا ما تثير ذكريات حزينة لدى مستمعيها، مما يفسر جزئيا شعور جميع المشتركين بالحزن عند الاستماع اليها، في حين أن العاطفيين هم فقط من اختبروا الشعور بالحزن عند الاستماع لموسيقى حزينة غير مألوفة لأول مرة، مما يشير الى أن الأشخاص العاطفيين يمكن أن يكونوا بشكل عام أكثر حساسية وتأثرا بالمشاعر الناجمة عن الموسيقى. كما أن هذه النتائج تفسر لماذا بعض الناس أكثر تأثرا من غيرهم بالموسيقى مقارنة مع الآخرين.
على الرغم من أن العديد من المشاركين شعروا بالحزن الحقيقي عند الاستماع لموسيقى حزينة، الا أنهم وصفوها بأنها تجربة ممتعة. فبينما يرتبط الحزن عموما في حياتنا اليومية بالمشاعر السلبية، فان الحزن الناتج عن الموسيقى ليس كذلك. مما يبرز مسألة مثير للاهتمام وتستدعي إجراء المزيد من البحث لماذا عدد كبير من الناس يستمتع بالستماع للموسيقى الحزينة، بل ويستمتعون بشعور الحزن الناتج عنها!!
اقرأ أيضاً:
ارتباط الاستماع الى الموسيقى بالاكتئاب لدى المراهقين
هل يختبئ المرض وراء موسيقى بيتهوفن الشهيرة
الموسيقى الصاخبة تثقل عقل المراهقين
المصدر:Medical News Today