وجدت دراسة أن مضغ العلكة (اللبان) التي تحتوي على مادة الزيليتول (بالإنجليزية: Xylitol) أثناء الحمل يمكن أن يقلل احتمالية حدوث الولادة المبكرة بنسبة 24%، وتم ربط هذا الانخفاض في الولادات المبكرة بتحسن صحة الفم نتيجة لاستخدام هذا النوع من العلكة، خصوصاً وأنه تم سابقاً ملاحظة أن معدلات الولادة المبكرة انخفضت نتيجة لانخفاض الإصابة بالتهاب دواعم السن (أحد أمراض اللثة) أثناء فترة الحمل.
لذا رجح عدد من الخبراء أنه يمكن أن تكون هذه الطريقة البسيطة وغير المكلفة فعالة في الوقاية من حدوث الولادة المبكرة، ولكن لا يزال هناك الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات وفي مختلف أنحاء العالم من أجل تأكيد تأثير مضغ العلكة على احتمالية حدوث الولادة المبكرة.
أما حول تفاصيل الدراسة، فقد تم إجراؤها في مدينة ملاوي، أحد المدن التي تعد معدلات الولادة المبكرة فيها مرتفعة والتي تصل إلى 20%، وخلالها تمت دراسة مدى فعالية العلكة التي تحتوي على مادة الزيليتول، وهي بريبيوتيك طبيعي تتواجد في الفواكه، والخضروات، والنخالة، في التقليل من حالات الولادة المبكرة.
وتمت دراسة هذه المادة على وجه التحديد، لعدة أسباب:
- إن بكتيريا الفم الضارة لا يمكنها استقلاب مادة الزيليتول.
- الاستخدام المنتظم لمادة الزيليتول يمكن أن يقلل من عدد بكتيريا الفم الضارة وبذات الوقت يمكن أن تزيد من عدد الميكروبات الجيدة في الفم.
- وجدت دراسة أجريت في عام 2006 أن الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم 4 سنوات كان لديهم عدد أقل من الإصابات بتسوس الأسنان والتهابات الأذن في حال كانت أمهاتهم تمضغ العلكة التي تحتوي على مادة الزيليتول وغيرها من المركبات الأخرى.
- لم تقم العلكة التي لا تحتوي على مادة الزيليتول بتحسين صحة الفم كما هو الحال في حالة العلكة التي تحتوي على مادة الزيليتول.
قبل البدء بإجراء الدراسة هذه، تم إجراء دراسة الأولية والتي استمرت لـ 3 سنوات، وذلك للتأكد إمكانية إجراء دراسة أكبر ولفترة أطول قدر الإمكان، ووجدت هذه الدراسة الأولية انخفاضاً في تسوس الأسنان والتهاب اللثة نتيجة استخدام الزيليتول، كما وجد خلالها أن المشاركين يفضلون استخدام العلكة بدلاً من المصاصات أو أقراص المص.
بدأت الدراسة بـ 10069 امرأة، ولكن بقي 96% منهن حتى نهايتها. كما قامت جميع المشاركات تقريباً (92%) بمضغ العلكة مرتين يومياً. أما حول تقييم صحة الفم فقد تم إجراؤه لـ 4029 مشاركة في بداية الدراسة، في حين تمت متابعة صحة الفم خلال الدراسة لـ 920 مشاركة.
ما يقارب 12.6% حالة إنجاب مبكرة قبل الأسبوع 37 حدثت لدى النساء اللواتين مضغن العلكة التي تحتوي على مادة الزيليتول، في حين أن 16.5% من النساء اللواتي لم يمضغن العلكة التي تحتوي على مادة الزيليتول قاموا بالإنجاب قبل 37 أسبوعاً.
والجدير بالذكر أن الانخفاض في الولادات المكبرة كان بارزاً في حالة الولادات المبكرة المتأخرة، أي ما بين الأسبوع 34 و 37 من الحمل، في حين لم يحدث انخفاض بارز في حالات الولادة ما قبل الأسبوع 34 من الحمل.
كما لاحظ الباحثون أيضاً انخفاض في عدد الأطفال حديثي الولادة الذين يقل وزنهم عن 2500 جرام بنسبة 30%، في حالة الأمهات اللواتي مضغن العلكة التي تحتوي على مادة الزيليتول، ويمكن أن يعود ذلك لانخفاض نسبة الولادات المبكرة في هذه الفئة.
ولكن إن من عيوب هذه الدراسة أنها كانت عشوائية من قبل المراكز الصحية، وبالتالي يمكن أن تكون هناك اختلافات بين السكان الذين يذهبون إلى مرافق صحية مختلفة. وأيضاً لم يقم الباحثون بتقييم عدد المرات التي يمضغ فيها المشاركون العلكة.
بشكل عام، من غير الواضح ما إذا كان مضغ العلكة التي تحتوي على مادة الزيليتول للنساء الحوامل في بلدان أخرى ستؤثر على معدلات الولادة المبكرة. كما أن هذا الحل يمكن أن يكون فعالاً فقط في المناطق التي ترتفع في معدلات الولادة المبكرة نتيجة لأمراض اللثة، حيث أن هناك العديد من عوامل الخطر والأسباب لحدوث الولادة المبكرة، ولا يعد هذه الحل السريع مناسباً لجميع الحالات.