بينت دراسة جديدة نشرت في مجلة "Nature Genetics" أن العامل الوراثي قد يفسر فقدان بعض المرضى لحاستي الشم والتذوق بسبب كورونا، وعدم فقدان البعض الآخر لهما، إذ يعتقد القائمين على هذه الدراسة أن فقدان حاسة الشم قد تنتج عن تضرر جزء من الأنف يسمى الظهارة الشمية (بالإنجليزية: The Olfactory Epithelium).
يقول الدكتور جستن تيرنر وهو أستاذ مشارك في جامعة فاندربيلت "لا نعرف حتى الآن كيف يمكن لعدوى أن تسبب فقدان حاسة التذوق، ولكن تشير الأدلة الأولية إلى أن خلايا الظهارة الشمية في الأنف هي الأكثر تأثراً بفيروس كوفيد- 19، ومن المفترض أنه يؤدي إلى موت الأعصاب فيها، ولكننا لا نعرف متى وكيف يحدث ذلك بالضبط".
كانت هذه الدراسة جزءاً من دراسة أكبر لكوفيد- 19 قد أجريت على قرابة 70 ألف شخص قاموا بتعبئة استبيان بعد تشخيصهم بالإصابة بكوفيد- 19، وقد أفاد 68% منهم فقدان حاسة الشم أو التذوق.
قارن الفريق البحثي الاختلافات الجينية بين المجموعة التي فقدت حاستي الشم والتذوق وبين المجموعة التي لم تختبر هذا العرض، ووجدوا ارتباط موقع جيني بقرب جينات الشم، بفقدان الشم أو التذوق بسبب كورونا، وقد ساهم هذا الاختلاف الجيني بين المجموعتين بزيادة احتمالية فقدان الحاستين بنسبة 11%.
والمثير للاهتمام أن هذا البحث قد بين تعرض النساء لفقدان حاسة الشم أو التذوق بسبب كورونا أكثر من الرجال بنسبة 11%، كما أن ما نسبته 73% مما فقدوا الحاستين كانوا ضمن الفئة العمرية 26- 35 عاماً.
من غير المؤكد حتى الآن كيف تؤثر الجينات على فقدان حاستي الشم والتذوق بسبب كورونا ويحتاح الباحثون إلى معرفة المزيد عن ذلك، لتوظيف هذه النتائج في اقتراح علاج فعال لفقدان حاستي الشم والتذوق الذي قد يستمر لشهور بعد الشفاء من فيروس كوفيد- 19.