ربما يتسائل الجميع ما هو مستقبل هذا الوباء؟ وهل سيصبح عدوى موسمية مثل الإنفلونزا؟
إذ أصبح هناك بعض التفاؤل في التخلص من هذا الوباء بسبب توفر اللقاح، وتغير الفصول إذ هناك أمل بأن تنخفض الإصابات في الصيف تقريباً. وهناك توقعات أنه بحلول الربيع وصيف هذا العام ستنخفض أعداد الوفيات، وسيزداد معدل الشفاء. لكن هناك ما يقلل من هذا التفاؤل ويضع العقبة في الطريق وهي انخفاض احتمالية تحقيق مناعة القطيع، ويعود ذلك لعدة أسباب نذكر منها ما يلي:
- ليس كل الأفراد مؤهلين للحصول على اللقاح.
- رفض جزء من الأشخاص المؤهلين أخذ المطعوم.
- فقدان اللقاحات القدرة على توفير مناعة كاملة ضد العدوى.
- اللقاحات المتاحة حالياً أقل فعالية ضد السلالة الجديدة.
ما هي مناعة القطيع؟
يمكن تعريف مناعة القطيع بأنها بناء نظري تم استحداثه ليتلائم مع الأمراض المعدية، ويفترض هذا النموذج أن المجتمع الذي يواجه كل فرد فيه الوباء، سيستمر انتقال العدوى بين أفراد هذا المجتمع حتى يحصل الجميع على مناعة ضد هذا المرض، إما بالإصابة أو بالتطعيم أو كليهما.
لكن بالنظر إلى فيروس كورونا هناك اختلافات بسيطة كما يلي:
- نظراً لأن فيروس كورونا يمكن اعتباره موسمياً، فإن مستوى مناعة القطيع سيكون منخفض في الصيف، ومرتفع في الشتاء.
- تعتمد مناعة القطيع على مدى تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض، ويختلف حسب المدينة بعد رفع القيود وتفويضات التباعد الاجتماعي.
- قد يؤدي الاختلاط غير العشوائي إلى تعديلات في مستوى المناعة المطلوبة لوقف انتقال العدوى.
هل يمكن تحقيق مناعة القطيع ضد فيروس كورونا؟
هناك ثلاثة اعتبارات رئيسية ستجعل تحقيق مناعة القطيع ضد فيروس كورونا أمراً صعباً، وهذه الاعتبارات كما يلي:
- تأثير اللقاحات منخفض على الوقاية من العدوى بالسلالة الجديدة.
- لن يحصل عدد كافي من الأفراد على اللقاح، نظراً لأن اللقاحات غير مصرح بها حالياً للاستخدام في الأطفال، كما أنه ليس كل الأفراد على استعداد للتحصين.
- هناك قلق بشأن المدى الذي تحمي به العدوى السابقة من الإصابة مرة أخرى ببعض المتغيرات الجديدة، وذلك بسبب ظهور سلالات جديدة للفيروس.
للمزيد: هل سيصبح فيروس كورونا فيروس موسمي كفيروس الانفلونزا أو الرشح؟
ماذا لو أصبح كورونا عدوى موسمية؟
في حال استمرار ظهور سلالات جديدة، يمكن أن تصبح موجة الشتاء هي القاعدة، أو الفترة الأصعب، مما يتطلب التخطيط المسبق والنظر في مجموعة من الاستراتيجيات للتخفيف من العواقب على المجتمعات والأنظمة الصحية، وبهذا ينبغي النظر في خمس استراتيجيات ومناقشتها بقوة في الأشهر المقبلة، وتتضمن هذه الاستراتيجيات الآتي:
- تكثيف جهود التلقيح العالمية.
- رصد الوباء وظهور السلالات الجديدة وتسريع تعديل اللقاحات لتعزيز فعاليتها لهذه السلالات الناشئة في حال ثبت أنها تقلل بشكل كبير من حماية اللقاح.
- إدارة وتمويل المستشفيات في موسم الشتاء.
- تقليل انتقال العدوى في أشهر الذروة من خلال عمل صاحب العمل والمؤسسة التعليمية باتخاذ التدابير الوقائية مثل التباعد الاجتماعي، وطلب الكمامات للموظفين خلال أشهر انتقال الذروة، ونقل الاجتماعات أو الفصول التي يزيد عدد حضورها عن عدد معين إلى المنصات الرقمية.
- تعديل سلوك الأفراد المعرضين للخطر مثل التشديد على ارتداء الكمامة وتجنب التجمعات وتناول الطعام في الأماكن المغلقة والحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية وأي مكان يكون فيه خطر انتقال العدوى عالية.
الخلاصة
ليس من الواضح ما إذا كان وباء كورونا سيصبح عدوى موسمية مزمنة، وهناك احتمالات لظهور العديد من السلالات الجديدة، واحتمالية انخفاض فعالية اللقاح لكل سلالة، لكن على الأرجح فإن انتشار فيروس كورونا المستمر والتغيرات الموسمية حقيقي.
هناك الكثير لنتعلمه في الأشهر المقبلة حول المتغيرات واللقاحات والمناعة، وقد يتطلب فيروس كورونا الموسمي المتكرر إحداث تغييرات في النظام الصحي وتعديل ثقافي عميق لحياة الأفراد المعرضين لمخاطر عالية في أشهر الشتاء.
للمزيد: هل يصبح فيروس كورونا فيروساََ مستوطناََ مثل الانفلونزا؟