حذر مسعفون ومختصون من أن حالات الإصابة بفيروس كورونا في مستشفيات لبنان تزداد بشكل كبير وأن المستشفيات لم تعد قادرة على تحمل هذه الأعداد الكبيرة، وذلك مع ارتفاع معدلات الإصابة بعد عطلة نهاية العام.
وقالت بترا خوري، رئيسة فريق العمل الوطني الخاص بـفيروس كورونا، أنه كان من المقرر أن يجتمع الفريق الوطني في وقت لاحق يوم السبت، ومن المتوقع أن تنصح بالإغلاق لمدة ثلاثة أسابيع.
حيث سجل لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه نحو ستة ملايين نسمة، 183,888 حالة إصابة بفيروس كورونا بينها 1466 حالة وفاة منذ فبراير شباط.
ولكن يوم الخميس، سجل لبنان رقما قياسيا يوميا بأكثر من 3,500 حالة جديدة.
حيث قال سليمان هارون -رئيس نقابة المستشفيات الخاصة- أن هذا الوضع يعتبر كارثياََ، حيث أن المستشفيات الخاصة الخمسين في البلاد التي تستقبل مرضى Covid-19 تكاد تكون ممتلئة.
وأضاف هارون أن لديهم إجمالي 850 سريرا، منها 300 في وحدات العناية المركزة.
وقال أيضاََ أن المرضى ينتظرون الآن في الطابور، حيث أنهم ينتظرون سريرا حرا.
للمزيد: تحذير من انهيار النظام الصحي نتيجة وباء كورونا في لبنان
ويجدر بالذكر أنه بعد فرض قيود أكثر صرامة في نوفمبر لمكافحة انتشار الوباء، خففت الحكومة القواعد قبل عطلة ديسمبر من خلال تأجيل حظر التجول الليلي إلى الساعة الثالثة صباحًا والسماح بإعادة فتح النوادي الليلية والحانات.
وقد أثارت هذه الخطوة انتقادات من المهنيين الصحيين الذين حذروا من أن نسبة إشغال الأسرة في وحدات العناية المركزة كانت منخفضة للغاية.
وقال خوري أن المشكلة هي أنه بمجرد دخول المريض إلى العناية المركزة ، فإنه يبقى هناك لمدة ثلاثة أسابيع.
وأضاف أن التجمعات والحفلات الخاصة في موسم العطلات في ديسمبر أدت إلى ارتفاع كبير في عدد الإصابات.
وبين أنه على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، قد ارتفع معدل إشغال وحدات العناية المركزة بنسبة 10%، مما دفع إشغال أسرة المستشفيات في بيروت إلى أكثر من 90% من طاقتها.
وقد صرح رئيس الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة لوكالة فرانس برس أن هناك عدة مستشفيات قد طلبت عدم نقل المرضى إليها.
وبدلاً من ذلك، كان الصليب الأحمر ينقل المرضى إلى مناطق البقاع في الشرق أو النبطية في الجنوب.
ويتوقع لبنان استلام أول شحنة من لقاحات فيروس كورونا في فبراير من شركة فايزر-بيونتيك.
إجراءات الحظر الشامل
قد أعلن لبنان مؤخراََ عن إغلاق كامل لمدة ثلاثة أسابيع، بما في ذلك حظر تجول ليلي، لوقف ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا الذي يهدد بإغراق المستشفيات في بلد يواجه بالفعل انهيارًا ماليًا.
وقال وزير الصحة في تصريف الأعمال حمد حسن إن الإغلاق سيبدأ يوم الخميس ويستمر حتى الأول من فبراير شباط ، مع مزيد من التفاصيل يوم الثلاثاء بشأن القطاعات التي سيتم استثناؤها.
حيث سيشمل الإغلاق حظر تجول من الساعة 6 مساءً حتى الخامسة صباحاََ.
وقال حسن للصحفيين بعد اجتماع للجنة الوزارية بشأن فيروس كورونا أنه من الواضح أن التحدي الوبائي قد وصل إلى مرحلة تهدد حياة اللبنانيين بشكل خطير لأن المستشفيات غير قادرة على توفير الأسرة الكافية لهم.
يأتي الإغلاق الجديد وسط مخاوف من ارتفاع معدلات البطالة والتضخم والفقر.
يواجه لبنان أزمة مالية مدمرة أدت إلى انهيار العملة ووقف البنوك وتجميد ودائع المدخرين، وقد تضاءلت الإمدادات الطبية مع ندرة تواجد النقود لديهم.
ويجد بالذكر أن وحدات العناية المركزة قد وصلت سابقًا إلى طاقتها الحرجة خلال الصيف مع انتشار الفيروس بعد انفجار هائل في أرصفة الميناء دمر مساحات شاسعة من بيروت وقتل 200 شخص وتدمير العديد من المستشفيات.
وقد كان الالتزام بالتباعد الاجتماعي والتدابير الوقائية الأخرى متساهلاً وهناك مخاوف الآن من ارتفاع كبير في الحالات بعد عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
وقال محمود حسون رئيس وحدة العناية المركزة في مستشفى رفيق الحريري أن هذه عبارة عن مشكلة كبيرة، حيث أنه في الأيام العشرة المقبلة سيكون الأمر صعبا للغاية ونتوقع زيادة معدلات الوفيات مع ارتفاع الإصابات.
للمزيد: الصحة العالمية تعتمد لقاح فايزر للاستخدام الطارئ عالمياََ