أظهرت بيانات جديدة أن دواء فلوفوكسامين (بالإنجليزية: Fluvoxamine) المضاد للاكتئاب، يمكن أن يحول دون أن تصبح حالة الأشخاص المصابين بمرض فيروس كورونا الجديد خطيرة، مما يحد من دخول المستشفيات.
وتأتي هذه النتائج بعد الاستخدام الفعلي للدواء لعلاج العمال في مضمار سباق الخيل (بالإنجليزية: Golden Gate Fields) في بيركلي، كاليفورنيا.
حيث تم عرض الدواء على 113 من العاملين في المضمار، اختار 65 شخصاً منهم تناول الدواء، ورفضه 48 شخصاً. وقد تم إعطاؤهم الدواء لمدة 14 يوماً، بجرعة 50 ملليغرام، مرتين في اليوم.
وكان معظم المجموعة التي اختارت أخذ الدواء من الذكور واللاتينيين، وكان 30 ٪ منهم يعانون من مشاكل طبية مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
وقد لوحظ على العمال ما يلي:
- لم تسؤ حالة أي من الأشخاص الذين اختاروا تناول دواء فلوفوكسامين، واختفت أعراضهم في غضون أسبوعين.
- تم نقل 12.5 ٪ (ستة من أصل 48 شخصاً) ممن رفضوا الدواء إلى المستشفى، وتوفي واحد.
- أصيب اثنين من الأشخاص الذين رفضوا الدواء بأعراض شديدة، لدرجة أنه تم وضعهما على جهاز التنفس الصناعي للمساعدة في التنفس.
- ما زال يعاني 60 ٪ من الأشخاص الذين رفضوا الدواء من مجموعة متنوعة من الأعراض، بما في ذلك ضيق التنفس، وآلام العضلات، وألم المفاصل بعد أسبوعين من تشخيصهم.
وقد قاد هذه التجربة لدواء الفلوفوكسامين طبيب مضمار السباق، ديفيد سيفتيل، وعالم الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة مينيسوتا في مينيابوليس، ديفيد بولوير. وذلك بعد إصابة مئات العمال بفيروس كورونا الجديد (بالإنجليزية: Coronavirus) في يوم عيد الشكر.
دراسة اخرى تدعم استخدام دواء فلوفوكسامين
وكان رجل الأعمال التكنولوجي، ستيف كيرش، الذي يدعم صندوق العلاج المبكر الخاص بالأبحاث حول الأدوية الموجودة الحالية، والتي يمكن إعادة توجيهها لعلاج عدوى فيروس كورونا، قد قدم عرضاً تقديمياً عن استخدام فلوفوكسامين.
وقد شارك كيرش من خلال العرض التقديمي النتائج من تجربة عشوائية مدعومة من قبل الصندوق، ضمت 168 شخصاً. وكانت نتائجها، حسبما أفاد باحثون في نوفمبر في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، كالتالي:
- لم يصب أي من 80 مريضاً تم تشخيصهم حديثاً بمرض فيروس كورونا، والذين تم إعطاؤهم فلوفوكسامين لمدة أسبوعين بأعراض شديدة أو خطيرة.
- ساءت حالة 6 من بين 72 مريضاً (8.3 ٪) ممن تناولوا الدواء الوهمي، واحتاجوا إلى دخول المستشفى.
كما يتم الآن إجراء تجارب عشوائية في كوريا، والبرازيل، والمجر حول استخدام فلوفوكسامين كعلاج محتمل لمرضى كوفيد-19 المصابين بأعراض خفيفة إلى متوسطة.
وعلى أية حال، فإن هذه البيانات ينبغي التحقق منها عبر إجراء تجارب سريرية أكبر.
ومع ذلك، يقول بعض الخبراء أن هذه البيانات (بالإضافة إلى بيانات المراقبة الخلوية، والحيوانية، والبشرية) تشير إلى أنه يمكن النظر في إعطاء عقار فلوفوكسامين لمدة أسبوعين، للمرضى المعرضين لخطر المعاناة من أعراض كوفيد-19 الشديدة. وهو دواء موافق عليه بالفعل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لكن لا يجوز استخدامه إلا بوصفة طبية.
ما هي آلية عمل دواء فلوفوكسامين؟
يشير علم الكيمياء الحيوية للدواء إلى أنه قد يكون قادراً على تنظيم الاستجابات الخلوية للتوتر والعدوى. والدواء هو مثبط انتقائي لاسترداد السيروتونين (بالإنجليزية: Selective Serotonin Reuptake Inhibitor, SSRI)، يوصف عادة لعلاج اضطراب الوسواس القهري.
وتعمل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية على زيادة مستويات الناقل الكيميائي السيروتونين في الدماغ. كما تعمل هذه الأدوية، وأبرزها فلوفوكسامين، أيضاً على تنشيط بروتين يسمى مستقبلات سيجما 1، والذي يمنع إنتاج الناقلات الكيميائية التي تؤدي إلى تفاقم التفاعلات الالتهابية.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت التجارب المخبرية أن خفض مستويات مستقبلات سيجما -1 في الخلايا المستنبتة يخفض معدلات الإصابة بالفيروس التاجي الذي يسبب مرض الكورونا.
كما يمنع دواء فلوفوكسامين أيضاً تنشيط الصفائح الدموية ومكونات الدم المهمة للتخثر، مما يفسر كيف يمكن للفلوفوكسامين أن يمنع النشاط المناعي الخارج عن السيطرة ويمنع تجلط الدم، وكلاهما من السمات الرئيسية للأعراض الكورونا الشديدة.