في نظرة جديدة للدراسات الطبية  تبين أنه على الرغم من وجود بعض الدراسات القليلة التي حظيت بتغطية إعلامية وأمل العديد من المرضى الذين ينتظرون العلاج ، إلا أنه ليس هناك دليل واضح على أن سبب مرض التصلب اللويحي ، يعود إلى حالة الأوعية الدموية .

ويقول الباحثون أنه لا ينبغي إخضاع المرضى الذين يعانون من التصلب اللويحي لعملية جراحية وذلك لفتح الأوردة التي تربط الدماغ والحبل الشوكي بالقلب.


وقالت الدكتورة بريدجيت باغيرت والتي قد نُشرت نتائج دراساتها في دورية  أرشيف طب الأعصاب  لوكالة رويترز:  "إنها فكرة رائعة جداً، وهي فكرة وجود حل سريع لتحسين العمليات الجراحية" .

وأضافت  قائلة: "إن هذا  الأمر يُعتبر خاطئاً للقيام به إذا لم يتم  اعتبار المشكلة وكأنها  مشكلة حقيقية."

 

يحدث التصلب عادة عندما تبدأ الطبقة الواقية حول الألياف العصبية بالتلف، حيث يبطؤ التواصل من الدماغ إلى بقية الجسم، ويُعتقد أنه عادة ما يتم اعتباره على أنه اضطراب في الجهاز المناعي وليس له علاج. 


ومع ذلك،  ففي عام 2009، قد قام باحثون إيطاليون برئاسة الدكتور باولو زامبوني بالربط بين الإصابة  بمرض التصلب اللويحي وحالة الأوعية الدموية ألا وهي حالة تُدعى القصور الوريدي المزمن في النخاع الشوكي أو (CCSVI). ومفاد هذه الحالة أن يكون الوريد الذي يحمل الدم من الدماغ والحبل الشوكي إلى القلب ضيقاً جيداً. مما يتسبب ذلك في تسرب بعض الدم مرة أخرى في أنسجة الدماغ.

ووجد زامبوني وزملائه  أن هذا قد يؤدي إلى حدوث التهابات، مما يؤدي في النهاية  إلى  حدوث مشاكل في التوازن والعضلات حسب ما نجده عند مرضى التصلب اللويحي. وفي الواقع ، فقد اقترحت  الدراسات الأولية التي أجراها الفريق الايطالي أن حالة القصور الوريدي المزمن في النخاع الشوكي( CCSVI)هو أمر شائع جدا  بين مرضى التصلب اللويحي وحالة نادرة بين أولئك الذين لا يعانون من المرض.

 

ووفقاً لتقرير جديد فقد تم نشر  ثلاث دراسات مستقلة ، منذ عدم العثور على صلة واضحة بين المرض وحالة الأوعية الدموية .

وقالت الدكتورة بريدجيت باغيرت من مؤسسة عيادة أوتشسنر في نيو أورليانز  لرويترز هيلث:  "في الواقع،هذا يثير الكثير من الشك حول ما إذا كان القصور الوريدي المزمن في النخاع الشوكي  ((CCSVI هو موجود فعلاً، ناهيك عن ما إذا كان هو سبب  الإصابة بالتصلب اللويحي أم لا".

وبعد نشر النتائج الأولية لزامبوني ، بدأ مرضى التصلب اللويحي الذين يأملون بالعلاج بالمطالبة بالخضوع لإجراءات  فتح الأوعية الدموية ، حيث أصبح قلة من الاطباء معروفين جيداً في مجتمع التصلب اللويحي لكونهم مستعدون للقيام بمثل تلك العمليات.

ولتحديد فيما إذا كان الشخص لديه حالة القصور الوريدي المزمن في النخاع الشوكي( CCSVI )، يتم أخذ صورة للشرايين باستخدام الموجات فوق الصوتية أو أي نوع آخر من الفحص . فإذا  تبين أن الأوعية الدموية ضيقة للغاية ، فإنه يمكن للطبيب فتحها وذلك  بنفخ بالون صغير في الأوردة.

وعادة ما تستخدم تلك  الطريقة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية ، وإن تلك الإجراءات عادة ما تُحدث مضاعفات خطيرة، بما في ذلك النزيف والعدوى.

لكنه قال الباحثون أنه من الصعب على الأطباء معرفة ما يبحثون عنه عند إجراء فحص الأوعية الدموية،وعما إذا كان أي شيء يبدو غريباً قد يلعب دوراً في ظهور أعراض مرض التصلب اللويحي.

وقال تيموثي كويتزي ، رئيس قسم البحوث في الجمعية الوطنية  للتصلب المتعدد في نيويورك "ما زال هناك قدراً كبيراً من  المعلومات لا نعرفها حول  دور القصور الوريدي المزمن في النخاع الشوكي (CCSVI) بالإصابة بمرض التصلب اللويحي" .

وقال لوكالة رويترز: "ليس هناك شك في أنه كان هناك التباس كبير وتساؤلات حول بعض الدراسات التي كانت 100 في المئة (لصالح الارتباط)  بين القصور الوريدي المزمن في النخاع الشوكي والتصلب اللويحي، والبعض الآخر لم يظهر أي ارتباطً" .

وقالت الدكتورة باغيرت  أن هناك جدل أيضاً حول الأساليب المستخدمة في الدراسات الإيطالية الأصلية ، والتي قد تكون سمحت بإمكانية التحيز الذي تسلل إلى هذه النتائج.

وبسبب التضارب في التقارير السابقة ، فقد أنفقت الجمعية الوطنية للتصلب اللويحي أكثر من 2 مليون دولار لتمويل  البحوث القائلة بأنه غالباً ما تظهر أموراً غير طبيعية في الأوعية الدموية  لدى الأشخاص المصابين بالمرض.

وقال كويتزي، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة :"يعود حل أمور هذه المسألة إلى الكثير من الناس" .

وأضاف أن التكهنات حول الأسباب المحتملة لمرض التصلب اللويحي  -- والتي تشمل النظريات حول الأمراض المعدية وفيتامين د –  ليست أمراً جديداً.

وطالما  أن مرضى التصلب اللويحي على دراية تامة بإيجابيات وسلبيات خضوعهم لإجراءات فتح أوعيتهم الدموية ،فإن كويتزي لا يعارض في مضيهم قدماً نحو العلاج في الوقت الراهن.

لكنها قالت الدكتورة ايلين ماردر، وهي مؤلفة أخرى للدراسة  في المركز الطبي لجامعة تكساس ساوث وسترن في دالاس ،"البيانات لدي  لا تؤيد هذه الفكرة".

 

حيث قالت لوكالة رويترز هيلث:" لا أعتقد أن القصور الوريدي المزمن في النخاع الشوكي( CCSVI )، هو سبب الإصابة بمرض التصلب الللويحي".

 

وأضافت:" إننا ننصح مرضانا بعدم الخضوع  لمثل هذه الفحوصات أو القيام بأية توصيات مبنية على أساس هذا النوع من الفحوصات"

 

المصدر: foxnews