إن نسبة الإصابة بزيادة الوزن والسمنة تزداد باستمرار في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يرتبط بازدياد نسبة الإصابة بالعديد من الأمراض، ومنها أمراض القلب، والسكري، والسكتات الدماغية، وحتى السرطان!
ونظراً لمعاناة الكثيرين من صعوبة الحصول على وزن ضمن المعدل الطبيعي والمحافظة عليه، فقد أوصى المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية باستخدام إبرة لتخفيف الوزن تحتوي على دواء السيماجلوتايد (بالإنجليزية: Semaglutide)، بحيث يتم استخدامها في المملكة المتحدة تحت إشراف خدمة الصحة الوطنية.
وبالرغم من موافقة مؤسسة الغذاء والدواء على هذا الدواء خلال العام الماضي، إلا الهيئات التنظيمية في المملكة المتحدة لم توافق بشكل كامل على هذا النوع من العلاج.
أما حول تفاصيل حقنة تخفيف الوزن هذه، فإن السيماجلوتايد هو دواء يحاكي هرمون الببتيد -1 المشابه للجلوكاجون، وهو هرمون يطلقه الجسم بعد تناول الطعام، وبالتالي فإن بعد أخذ إبرة تخفيف الوزن فإن الفرد سوف يشعر بالشبع، وبالتالي لن يجوع وسوف يأكل كمية أقل من الطعام.
وحول فعالية حقنة تخسيس الوزن التي تحتوي على دواء السيماجلوتايد، فقد تمت دراستها في دراسة حديثة أجريت عام 2021، حيث أن بعد تلقي عدد من البالغين كان لديهم مؤشر كتلة الجسم فوق 30 لجرعة من إبرة السيماجلوتايد مقدارها 2.4 ملغ، بالإضافة إلى إتباعهم نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وممارستهم للرياضة، وذلك لمدة 68 أسبوع.
كانت النتائج مذهلة. حيث فقد الأشخاص المشاركين والذين تلقوا دواء السيماجلوتايد ما يقارب 14.9% من وزنهم، في حين أن الأشخاص الذين تلقوا علاجاً وهمياً كانت نسبة الفقدان في أوزانهم تبلغ 2.4% فقط.
كما كانت إبرة تخسيس الوزن آمنة، بحيث أنها تسببت ببعض الآثار الجانبية الطفيفة، مثل الإسهال، وانتفاخ البطن، وعسر الهضم، ولكنها لم تدفع المشاركين لإيقاف هذا العلاج.
أما حول من يستطيع أخذ حقنة تخفيف الوزن، فيوصى باستخدامها لعدد محدد من الأشخاص المصابين بالسمنة، فقد أوصى المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية بأن يتم إعطاؤها للأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أكثر من 35، ويعانون من حالة صحية واحدة على الأقل مرتبطة بالسمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري من النوع 2، أو أمراض القلب التاجية. كما يمكن وصفها في حالات استثنائية لدى الأشخاص الذين مؤشر كتلة الجسم لديهم أقل من 35.
وجاءت فكرة تحديد إعطاء هذه الإبرة لفئة محددة من الأشخاص لأنه يمكن للكثيرين الحصول على وزن معتدل والحفاظ عليه، من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
ويجب التنويه إلى أن المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية اشترطت أن وصف هذا الدواء كجزء من برنامج إدارة الوزن، وليس لوحده، ولمدة سنتين كحد أقصى. كما من المحتمل أن تعود شهية الفرد من جديد بعد التوقف عن تناول الدواء، وبالتالي من الممكن أن يعود إلى تناول الكثير من الطعام كما هو الحال قبل أخذ الإبرة، مما يسبب عودة السمنة من جديد.
وإجابة لسؤال العديدن حول هل يمكن أن تكون إبرة تخفيف الوزن هذه بديلاً لعمليات التخسيس، فإنه إلى الآن من غير المعروف ما إذا كان تعد بديلاً فعالاً أم لا.