يعد اضطراب حساسية اللاكتوز من الاضطرابات الشائعة التي تسبب مجموعة من الأعراض المزعجة، وتنتج حساسية اللاكتوز عن عدم قدرة الجسم على هضم وتكسير سكر اللاكتوز، السكر المتواجد في الحليب ومنتجات الألبان.
بشكل عام، يكون الجسم قادرًا على هضم الحليب ومنتجات الألبان الأخرى بفضل وجود إنزيم في الأمعاء يسمى اللاكتاز، وهو الإنزيم المسؤول عن تكسير اللاكتوز أثناء عملية الهضم. ولكن في حال نقص إنزيم اللاكتيز، فلا يقوم الجسم بهضم سكر اللاكتوز، بل ويتخمر داخل الأمعاء، ومسببًا أعراض حساسية اللاكتوز. [1]
تعرف من خلال هذا المقال على أنواع تحليل حساسية اللاكتوز، وطرق إجرائها، ونتائج هذه التحاليل.
محتويات المقال
أنواع تحليل حساسية اللاكتوز
يوجد 3 أنواع من التحاليل التي يمكن استخدامها لتشخيص حساسية اللاكتوز، وتشمل ما يلي:
اختبار تنفس الهيدروجين
يعد اختبار تنفس الهيدروجين (بالإنجليزية: Hydrogen Breath Test) من أبرز تحاليل حساسية اللاكتوز وأكثرها شيوعًا. ولإجراء هذا التحليل، يستوجب على المريض الصيام لمدة لا تقل عن 8-12 ساعة. [1]
أما عن كيفية إجراء هذا النوع من لتحليل حساسية اللاكتوز، فيتم بالخطوات التالية: [1]
- قبل إجراء الاختبار، يطلب الطبيب من المريض التنفس في جهاز يشبه البالون، للحصول على قراءة أولية لكمية الهيدروجين في التنفس بعد الصيام.
- بعد ذلك، سيطلب الطبيب من المريض تناول محلول يحتوي على اللاكتوز المخفف في الماء.
- سيطلب الطبيب من المريض أن يتنفس في الجهاز مرة أخرى كل 15 دقيقة، ولعدة مرات لمدة قد تصل إلى 3 ساعات، لقياس كمية الهيدروجين في النفس.
تشير زيادة مستويات الهيدروجين في التنفس بأكثر من 12 جزءًا لكل مليون عن القراءة الأولية التي تم أخذها قبل إجراء التحليل إلى عدم قدرة الجسم على هضم اللاكتوز بشكل صحيح أو امتصاصه بشكل مناسب. [1]
اقرأ أيضًا: أعراض حساسية اللاكتوز
تحليل حساسية اللاكتوز الفموي
يعتمد تحليل حساسية اللاكتوز الفموية على مستوى الجلوكوز في الدم بعد تناول إحدى مصادر اللاكتوز، حيث يتم تكسير سكر اللاكتوز إلى الجلوكوز والجالاكتوز. يتم إجراء هذا النوع لتحليل حساسية اللاكتوز بالخطوات التالية: [1,2]
- سحب عينة دم قبل إجراء الاختبار، للحصول على قيمة أولية لمستويات الجلوكوز في الدم.
- شرب 50 غم من اللاكتوز المخفف في 200 مل من الماء.
- سحب عينة دم بعد تناول جرعة اللاكتوز بنصف ساعة، ثم عينة أخرى بعد مرور ساعة، ثم بعد مرور ساعتين.
في حال عدم ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بعد إجراء التحليل إلى أكثر من 20 ملغ/ ديسيليتر، فإن ذلك يدل على الإصابة بحساسية اللاكتوز.
تحليل حموضة البراز
يعد تحليل حموضة البراز (بالإنجليزية: Stool Acidity Test) هو تحليل حساسية اللاكتوز الأكثر شيوعًا للرضع، بحيث يقوم الطبيب بأخذ عينة من البراز لمعرفة ما إذا كان اللاكتوز يتم هضمه بشكل صحيح في الجهاز الهضمي. [1]
من الطبيعي أن تكون حموضة البراز معتدلة، ولكن في حال ارتفاع حموضة البراز بعد تناول اللاكتوز، نتيجة لارتفاع مستوى الحمض اللبني، فإن ذلك يشير إلى وجود مشكلة في امتصاص الكربوهيدرات، ولكنها ليست محددة بشكل خاص للاكتوز. [1,3]
لذا، غالبًا ما يتم إجراء هذا تحليل حموضة البراز جنبًا إلى جنب مع إزالة مشتقات الحليب والألبان من النظام الغذائي، لتحديد المسبب الرئيسي لحموضة البراز، ولتأكيد تشخيص حساسية اللاكتوز. [3]
اقرأ أيضًا: حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال
متى يتم إجراء تحليل حساسية اللاكتوز؟
يوصى بإجراء تحليل حساسية اللاكتوز في حال ظهور أعراض عدم تحمل اللاكتوز، خصوصًا بعد تناول مشتقات الحليب والألبان، والتي تشمل: [1,4]
- الغثيان.
- آلام البطن.
- الإسهال.
- الغازات.
- الانتفاخ.
كيفية التحضير لتحليل حساسية اللاكتوز
قبل إجراء تحليل حساسية اللاكتوز، من المهم اتباع النصائح التالية: [1,4]
- الصيام عن الطعام والشراب، وحتى العلكة لمدة لا تقل عن 8-12 ساعة.
- تجنب التدخين لمدة لا تقل عن 8 ساعات.
- تجنب ممارسة التمارين الشاقة لمدة لا تقل عن 8 ساعات.
- إخبار الطبيب عن جميع الأدوية، والمكملات الغذائية، والأعشاب التي يتناولها المريض.
- إخبار الطبيب عن جميع الحالات الصحية التي يعاني منها المريض، أهمها مرض السكري، أو متلازمة سوء الامتصاص للعناصر الغذائية.
أيضًا، يوجد بعض الأدوية التي يستوجب الامتناع عن تناولها لمدة شهر قبل إجراء تحليل حساسية اللاكتوز، وتشمل:
- المضادات الحيوية.
- الملينات.
- مضادات الحموضة.
ماذا بعد تشخيص حساسية اللاكتوز؟
لا تعد حساسية اللاكتوز أمرًا يستدعي القلق، حيث أن جميع المصابين بالحالة يمكنهم الوقاية من أعراض حساسية اللاكتوز من خلال تجنب مصادر اللاكتوز المحتملة، وأهمها الحليب الذي يتواجد في جميع أنواع حليب الثدييات، ومن الممكن أيضًا تناول مكملات غذائية تحتوي على أنزيم اللاكتيز لتعويض النقص منه، ما يخفف من احتمالية الإصابة بالأعراض. [3,4]
ولكن قد يسبب الامتناع عن تناول مصادر الحليب نقص الكالسيوم وفيتامين د، ما قد يؤدي إلى ضعف العظام وهشاشتها، لذلك من المهم الحصول على هذه العناصر الغذائية من مصادر أخرى، مثل: [3]
- الخضروات الورقية.
- اللوز.
- السردين المعلب.
- عصير البرتقال المدعم بالفيتامين D.
اقرأ أيضًا: الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز
نصيحة الطبي
تحليل حساسية اللاكتوز هو اختبار يتم إجراؤه لتقييم قدرة الجسم على هضم وامتصاص اللاكتوز، وهو السكر الذي يوجد في منتجات الحليب. يمكن استخدام عدة اختبارات لتشخيص حساسية اللاكتوز، مع اختبار التنفس بالهيدروجين واختبار الجلوكوز في الدم واختبار حموضة البراز كأمثلة شائعة. من المهم إجراء إحدى هذه الفحوصات في حال الإصابة بأعراض حساسية اللاكتوز، للحصول على التشخيص الصحيح، وطرق علاج الحالة بفعالية عالية.