يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والإيبينفرين، وبمرور الوقت، يؤدي ذلك إلى زيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب، وزيادة الوزن، واضطرابات النوم، ومن هنا تظهر أهمية الإجازة، حيث يحتاج الجميع إلى إجازة بين الحين والآخر نظراً للإرهاق الذي نتعرض له في الحياة وأثناء العمل لساعات طويلة، مما يسبب العديد من التحديات الصحية والعقلية، حيث تساعد الإجازات في الاسترخاء واستعادة النشاط البدني والعقلي، والقدرة على التفكير والتعامل مع الأمور الحياتية.
أثبت علماء علم النفس بأن قضاء بعض الوقت بعيداً عن الوظيفة والعمل يمكن أن يكون له فوائد صحية بدنية وعقلية، حيث تنخفض مستويات الضغط والتوتر عند الأشخاص الذين يأخذون إجازات بين حين وآخر، وينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب لديهم، كما يتميزون بامتلاك نظرة أجمل وأفضل لحياتهم، وحافز كبير لتحقيق الأهداف. [1]
محتويات المقال
فوائد الإجازة من العمل للإنسان
لا يمكن التقليل من أهمية الإجازة أبداً، حيث من حق الموظف الاستمتاع بإجازاته دون الشعور بالذنب، وتشمل فوائد أخذ إجازة من العمل ما يلي: [1,2,3]
- تحسين الصحة البدنية: يمكن أن يؤدي الإجهاد في العمل إلى الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، ومن هنا فإن من فوائد أخذ إجازة بين الحين والآخر التقليل من خطر الوفاة بسبب الإصابة بأمراض القلب التاجية أو النوبات القلبية.
- تحسين الصحة العقلية: تساعد الإجازة في تحسين وظائف الدماغ والحد من الأمراض العصبية والتوتر، فهي تحسن الأداء الذهني بشكل ملحوظ لدى العاملين، وتقلل من فرص الإصابة بالقلق والاكتئاب، مما يسمح للجسم والعقل بالتعافي بطرق لا يمكن أن يتعافى بها إذا كان لا يزال تحت ضغط العمل.
- زيادة الرفاهية الذاتية: يتمتع الأشخاص الذين يخصصون وقتاً للإجازات والرحلات بدرجة رفاهية مرتفعة مقارنة بأولئك الذين يعملون طوال الوقت دون الأخذ بعين الاعتبار حاجة أجسادهم للراحة والاستجمام، حيث تقل نسبة الشكاوي الجسدية، وتتحسن جودة النوم، ويزداد معدل الرضا عند الأشخاص الذين يأخذون إجازة لمدة ثلاثة أيام متواصلة بشكل دوري يصل إلى ثلاث إلى أربع مرات على مدار العام.
- زيادة الدافع العقلي ومعدل الإنتاج: يعود الأشخاص من الإجازات أكثر تركيزاً وإنتاجية، كما تتحسن لديهم الصحة العقلية والإدراك، فالإجهاد يسبب صعوبة في إنجاز المهام المطلوبة ويؤدي إلى حدوث ضعف في الذاكرة.
- تحسين العلاقات الأسرية: تساعد الإجازة في قضاء وقت ممتع مع الأحبة والأهل، مما يؤدي إلى الحفاظ على قوة العلاقات الأسرية والاجتماعية، كما أنها تساهم في تعزيز العلاقة الزوجية عند العمال المتزوجين الذين يعانون من قلة الوقت المتاح للتواصل مع شركاء حياتهم.
- التقليل من الشعور بالإرهاق: يساعد الحصول على إجازات بشكل دوري ومنتظم في تقليل الشعور بالإرهاق والإجهاد، كما يساعد على الاسترخاء والراحة، ويوفر فرصة لمعالجة الاحتياجات العقلية، والجسدية، والروحية.
- زيادة كفاءة جهاز المناعة: يؤدي الإجهاد إلى زيادة نشاط الغدة الكظرية، التي بدورها تقوم بإفراز هرمونات تضعف المناعة، فيصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والانفلونزا، أو حتى تهيج القولون العصبي، وبالتالي تتيح الإجازات أخذ فترة راحة تساعد جهاز المناعة في العودة إلى طبيعته.
اقرأ أيضاً: أطعمة وممارسات غذائية لتقليل هرمون التوتر في الجسم
أسباب حاجة الموظف للإجازة
من أكثر الموظفين تعرضاً للإجهاد والحاجة للإجازة هم الأطباء، نظراً للأعباء الثقيلة التي يحملونها والإرهاق الذي يتعرضون له، ولا يقتصر ذلك على الأطباء فقط، بل يحتاج الموظفون بشكل عام إلى الاستراحة من أعمالهم بين الحين والآخر، ومن أهم أسباب حاجة الموظفين للإجازة ما يلي: [3]
- طول ساعات العمل.
- قلة التواصل والدعم من مدير العمل.
- عدم وضوح المسؤوليات والمهام.
- الافتقار إلى العدل في المعاملة بين الموظفين.
اقرأ أيضاً: نصائح لتجنب الآلام التي يُسببها العمل
العلامات التي تدل على حاجة الموظف لأخذ إجازة من عمله
يمكن للأشخاص الذين يعانون من ضغوطات العمل دون استراحة أن يعرضون أنفسهم لخطر الإنهاك وعدم القدرة على التعامل مع متطلبات الحياة، مما يسبب لهم ضعف الإنتاجية، وكره العمل، وفيما يلي بعض العلامات الأكثر شيوعاً التي تدل على إصابة العامل بالإرهاق، وحاجته للإجازة: [3]
- النفور من الأنشطة المتعلقة بالعمل، والشعور بالإحباط والتشاؤم اتجاهها.
- الإصابة بصداع مستمر، وآلام المعدة، والمشاكل الهضمية.
- عدم القدرة على إنجاز المهام في العمل، وانخفاض الأداء والإنتاجية.
- الصعوبة في التركيز.
- الافتقار إلى الإبداع.
- الاكتئاب والشعور بمشاعر سلبية حول جميع جوانب الحياة.
اقرأ أيضاً: هل يمكن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟