يعاني الكثير من الآباء من رفض الطفل للطعام، وتعلقهم الشديد بتناول أنواع محددة ومحصورة فقط من الأطعمة، ويسمى الطفل عندها الطفل الانتقائي (بالإنجليزية: Picky Eater) وهو في الواقع أمر شائع ويميل لكونه طبيعياً عند الكثير من الأطفال، إذ يقدر بأن 50% من الآباء يعتبرون أبناءهم وخصوصاً دون سن الخامسة انتقائيين في اختيار طعامهم، وهو أمر محبط في كثير من الأحيان، وقد يشكل تحدياً بالنسبة للأم فيما يتعلق بالطبخ وإعداد الطعام.
محتويات المقال
أسباب رفض الطفل للطعام
من الممكن تلخيص أسباب رفض الطفل للطعام، وانتقائية الأطفال في اختيار الطعام فيما يأتي:
- تفضيل الطعم الحلو: يولد معظم الأطفال بتفضيل فطري متأصل فيهم للطعم الحلو على الطعم المر واللاذع، كما يولد شخص من كل أربع أشخاص بجين يجعلهم أكثر حساسية تجاه الطعم المر واللاذع، وقد يفسر ذلك رفض بعض الأطفال للقرنبيط والبروكلي على سبيل المثال.
- عدم الشعور بالجوع: تقل سرعة نمو الأطفال بعد عمر السنتين، لذا قد تقل شهيتهم ورغبتهم في تناول الطعام بين الحين والآخر، وقد لا يستدعي الأمر القلق طالما أن وزن الطفل وطوله مناسبين لعمره، كما أنه غالباً ما يرفض الأطفال الوجبة الرئيسية إذا تناولوا وجبة خفيفة قبلها بوقت قصير.
- الشعور بالاستقلالية وإثبات الشخصية: من الطبيعي جداً أثناء فترة نمو الطفل أن تكون لديه رغبة بإظهار شخصيته واستقلاليته، وقد يكون رفض الطفل للطعام أحد الطرق للتعبير عن ذلك.
- المشاكل صحية: على الرغم من ندرة ذلك، إلا أن انتقائية الطفل ورفض الطعام قد تكون ناتجة عن بعض المشاكل الصحية مثل: الحساسية تجاه طعام معين، أو الاضطرابات الأخرى كاضطراب المعالجة الحسية أو ما يعرف بخلل التكامل الحسي، أو التهاب اللثة.
- التسنين: لعل التسنين هو أحد أهم أسباب رفض الطفل للطعام، إذ يتسبب التسنين بألم شديد في اللثة يشعر الطفل بعدم الارتياح عند لمس الطعام للثته.
للمزيد: وزن الطفل الطبيعي
7 طرق للتغلب على رفض الطفل للطعام
يمكن التعامل مع مشكلة رفض الطفل للطعام والانتقائية باتباع ما يأتي:
- حضري الطعام وقدميه بطريقة مميزة، إذ يمكن لتقديم الطعام بطريقة مميزة أن تثير اهتمام الطفل لتجربته، مثل تقطيع الخضار والفواكه بشكل مميز على شكل نجمة على سبيل المثال وغيره، ويمكن تقديم الطعام الذي قد يرفضه الطفل أول مرة مع أطعمة أخرى يرغبها ويحبها.
- كوني خير قدوة لطفلك، إذ تتأثر خيارات الأطفال كثيراً بخيارات أمه وعائلته، فغالباً ما يقبل معظم الأطفال أصناف الأطعمة الجديدة، عندما يرون جميع أفراد العائلة يتناولون نفس الصنف، ولذلك يمكنك البدء بتحسين خيارات طعامك أمام طفلك مثل زيادة تناول الخضار والفواكه والأطعمة الصحية، لتشجيعه على تناولها.
- ابدأي بتقديم كميات صغيرة، فعند تقديم طعام جديد يجب الحرص على البدء بكمية وحصة صغيرة منه، إذ غالباً ما يشعر الطفل بالارتباك عند تقديم كمية كبيرة من طعام جديد مرة واحدة له، مما يدفعه لرفضه، لذلك يجب التدرج في حجم الحصة التي تقدم للطفل من الأصناف الغذائية الجديدة، وزيادتها تدريجياً حتى الوصول للحصة المطلوبة.
- كافئي طفلك بالطريقة الصحيحة، إذ غالباً ما تلجأ معظم الأمهات بإعطاء طفلها حلوى كمكافئة لتناوله وتقبله طعاماً جديداً، ولكن قد يؤدي ذلك لتناوله سعرات حرارية زائدة عن حاجته، واعتياده على الحلويات والسكاكر، لذلك حاولي مكافأة طفلك بأشياء أخرى بعيدة عن الطعام مثل إخباره بأنك فخورة به على سبيل المثال، أو تقديم هدية له، أو زيادة وقته المخصص للعب.
- شاركي الطفل في تحضير الطعام، إذ تعتبر هذه الطريقة إحدى أكثر الطرق الناجحة لزيادة اهتمام الطفل بالطعام، فيمكن أن تسمحي بمشاركته في التسوق واختيار أصناف جديدة وصحية، بالإضافة إلى إعطائه مهام بسيطة ومناسبة لعمره أثناء تحضير الطعام كتوزيع الأطباق، وغسل الخضار والفواكه، وغيرها، وغالباً ما يميل الأطفال الذين يشاركون في تحضير الطعام أكثر لتناول الخضراوات والحصول على السعرات الحرارية التي تكفيهم.
- تحلي بالصبر، فهو مفتاح التعامل مع الأطفال في كامل مراحلهم العمرية، وخصوصاً عند تقديم الأصناف المختلفة من الطعام، فغالباً ما يزيد الضغط على الأطفال بتجربة صنف جديد وتناوله انتقائيتهم وعنادهم، ومن المهم جداً معرفة أن مشكلة انتقاء الطعام مشكلة شائعة جداً بين معظم الأطفال، وتختفي وحدها مع مرور الوقت وتقدمهم في العمر.
- ابعدي جميع الملهيات عن طفلك أثناء تناول الطعام، إذ يجب تعويد الطفل على احترام وقت الطعام والتركيز أثناء تناوله، لذلك من المهم إطفاء التلفاز وأي أجهزة إلكترونية، وإبعاد أي كتب، أو ألعاب، أو أي غرض قد يلهي الطفل، مع الحرص على ارتياح الطفل في جلسته حول طاولة الطعام، بحيث تكون الطاولة بنفس مستوى معدته، ويمكن الاستعانة بكراسي الأطفال العالية المخصصة لتناول الطعام لرفعه.
- في حالات التسنين عند الرضع التي تؤدي إلى رفض الطفل للطعام فينصح بتقديم شرائح فواكه باردة للطفل، وأطعمة لينة وطرية على لثة الطفل أثناء فترة التسنين.
للمزيد: كيف نتعامل مع فقدان الشهية عند الأطفال؟
مشاكل ناتجة عن رفض الطفل للطعام
على الرغم من عدم وجود أدلة كافية تشير إلى ارتباط انتقائية الطعام ورفض الطفل للطعام بتطور مشاكل صحية عند الطفل على المدى الطويل، إلا أن هذه المشكلة قد تبقى معه حتى بعد مرور السنوات وتقدمه في العمر، وقد تكبر معه وتدفعه لحصر الأطعمة التي يقبل ويرغب في تناولها، الأمر الذي قد يشكل عندها مشكلة جادة تؤثر على نمو الطفل، لعدم حصول جسمه على العناصر الغذائية الكافية لينمو ويتطور بشكل سليم.
فقد تتطور وتتفاقم مشكلة انتقائية الأطفال للطعام، وتؤثر على صحة الطفل، ونموه، وتواصله الاجتماعي، وعلاقته بوالديه، وغالباً ما يشعر الآباء بالذنب تجاه عدم تناول أطفالهم للطعام، كما وقد يشعر الأطفال بأن لا أحد يصدق عدم تقبلهم للطعام، مما يشكل ثغرة في العلاقة بين الطرفين، وقد يُظهر بعض الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة بعض أعراض القلق، والاضطراب، والاكتئاب، إذ عادة ما يكون الأطفال الانتقائيون جداً في طعامهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف.
اقرأ أيضاً: إرشادات في تغذية الرضع والأطفال