يعد التهاب الحلق والأذن من الأمراض المعدية الشائعة وخاصة عند الأطفال ويصيبهم عادة مع نزلات البرد.
وقد يتساءل البعض هل التهاب الأذن يؤثر على الحلق، والإجابة هي نعم، في الغالب يكون ألم الأذن مصحوباً بالتهاب الحلق، حيث يرتبط أنبوب استاكيوس في الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الأنف والجزء العلوي من الحلق، وبالتالي يؤثر على الأنف والحلق. وفي حال كان الحلق ملتهب قد يشعر المريض بالألم في الأذن بسبب مسارات الأعصاب المشتركة. نتناول في هذا المقال الحديث عن أسباب وعلاج التهاب الحلق والأذن.
التهاب الاذن
يعتبر التهاب الأذن (بالإنجليزية: Otitis) عدوى فيروسية أو جرثومية في الأذن الوسطى، وهي المنطقة التي تقع خلف طبلة الأذن مباشرة، وتحدث غالباً بعد الإصابة بالزكام وتسبب العدوى التورم الذي يقطع الأنبوب الأذستي، وهو الممر الذي يربط الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الحلق.
وبالتالي يصل السائل المصاب داخل الأذن الوسطى ويسبب الضغط على أسطوانة الأذن مما يؤدي إلى الألم والانتفاخ. وتعد عدوى الأذن شائعة جداً بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين.
علاج التهاب الاذن
يمكن أن يتم وصف المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotic) لعلاج التهاب الأذن من قبل الطبيب. ويجب التأكد من أن الطفل يقوم بأخذ الجرعة كاملة وينهي مدة العلاج بشكل كامل. حتى لو شعر الطفل بتحسن خلال عدة أيام فيجب الالتزام بالمضاد الحيوي حتى تنتهي الجرعة المطلوبة.
في حال كان الطفل يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة فيمكن إعطائه الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) أو الأيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen). وتعمل هذه الأدوية على التحكم بالألم خلال ساعة إلى ساعتين.
التهاب الحلق
يعد التهاب الحلق أحد أعراض الأمراض مثل البرد، وقد يشعر الشخص المصاب بالتهاب الحلق بعدم القدرة على البلع والألم أثناء البلع، وقد يكون لون الحنجرة أحمر فاتح.
يحدث التهاب الحلق بسبب الفيروسات وعادة ما يستمر ألم التهاب الحلق الذي ينتج عن الالتهابات الفيروسية لمدة 3 إلى 4 أيام وقد يؤدي إلى التهاب اللوزتين، حيث تتورم اللوزتين في الجزء الخلفي من الحلق.
علاج التهاب الحلق
إن التهاب الحلق لا يحتاج لعلاج دوائي بالمضادات الحيوية حيث أنه سوف يزول دون تدخل طبي خلال 7 أيام. أما في حالة استمراره لأكثر من ذلك عندها يجب مراجعة الطبيب فوراً.
ويمكن إعطاء الأدوية المخففة للألم مثل الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) أو الأيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
علاج التهاب الحلق والاذن في المنزل
يمكن أن يتم علاج التهاب الحلق والأذن في المنزل من خلال الطرق التالية:
- مسكنات الألم دون وصفة طبية: يمكن استخدام المسكنات مثل الأسيتامينوفين والإيبوبروفين التي تخفف من ألم الحلق والأذن ومن أعراض نزلات البرد والانفلونزا، وتعتبر من الأدوية الآمنة والفعالة في علاج التهاب الحلق والأذن دون الرجوع للطبيب.
- مضادات الهيستامين: قد يكون الألم في الحلق والأذن بسبب الحساسية ويكون مصحوباً بأعراض مثل السيلان في الأنف، واحتقان الأنف، والعطس. وقد تسبب الحساسية تورماً في بطانة الأنف التي تمتد إلى أنبوب أوستاكي وتسبب الألم في الأذن. وتعمل مضادات الهيستامين على تخفيف الحساسية وتساهم في علاج التهاب الحلق والأذن.
- المحلول الملحي للأنف: قد تسبب التهابات الجهاز التنفسي العلوي زيادة في إنتاج المخاط ما يسبب ألم في الحلق والأذن، ويمكن استخدام المحلول الملحي وشطف الأنف لإزالة المخاط الزائد لتجنب حدوث الالتهابات.
- الكمادات الدافئة: يمكن أن تقلل الكمادات الدافئة من الالتهاب والألم في الأذن والحلق، وذلك من خلال وضعها على المناطق المصابة بالالتهاب لمدة 20 دقيقة.
- الكمادات الباردة: تساعد الكمادات الباردة في تخفيف ألم الحلق والأذن، ولكن يجب عدم وضع الثلج بشكل مباشر على المنطقة المصابة، ولكن القيام بلف الثلج في مناشف ورقية ويوضع على مكان الألم لمدة 20 دقيقة.
يجد بعض الناس أن الحرارة توفر راحة أكبر من البرودة، وبالنسبة للآخرين، فإن استخدام الكمادات الساخنة والباردة بالتناوب (20 دقيقة ساخنة، تليها 20 دقيقة باردة) يوفر أفضل تسكين للألم وعلاج التهاب الحلق والأذن.
اقرأ أيضاً: علاج التهاب الأذن بزيت الزيتون
علاج التهاب الاذن والحلق بالاعشاب
يمكن الاستعانة ببعض الأعشاب في علاج التهاب الأذن والحلق، وأبرزها:
- الثوم: يستخدم الثوم في علاج التهاب الحلق والأذن، وذلك لاحتوائه على خصائص مضادة للميكروبات، وبالتالي يمكنه محاربة العدوى، ولتخفيف التهابات الحلق والأذن، ينصح بتناول فص ثوم كل يوم.
- البصل: مثل الثوم، يمكن أن يساعد البصل في التخلص من العدوى وتقليل ألم الحلق والأذن، ولذلك ينصح بتناول البصل النيء عن طريق إضافته إلى السلطة للحصول على فوائده.
- المشروبات الدافئة: يمكن علاج التهاب الأذن والحلق بالأعشاب، إذ تساعد السوائل الدافئة على تخفيف وجع الزور والأذن الذي يحدث نتيجة لالتهاب الحلق، مثل تناول مشروب اليانسون والبابونج، وينصح بإضافة العسل الأبيض الذي يساعد في تهدئة الالتهاب.
اقرأ أيضاً: نزلات البرد والإنفلونزا خلال الحمل
علاج التهاب الحلق والاذن عند الاطفال
في حالة إصابة الطفل بألم والتهاب الحلق والأذن، فيجب أخذه إلى الطبيب لمعرفة الأسباب وعلاج التهاب الحلق والأذن المناسب وفقاً لعمر الطفل، والذي عادةً ما يكون بتناول بعض الأدوية مثل مضادات الفيروسات أو المضادات الحيوية لعلاج البكتيريا.
وبالإضافة إلى العلاج الطبي، يمكن علاج التهاب الحلق والأذن عند الأطفال ببعض الطرق الطبيعية مثل:
- الرضاعة الطبيعية: تعد الرضاعة الطبيعية من أفضل طرق علاج التهاب الحلق والأذن عند الأطفال الصغار، وذلك لأن حليب الثدي يحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن الهامة لتقوية المناعة لدى الطفل، بالإضافة إلى خصائص مضادة للميكروبات.
- السوائل الدافئة: ينصح بإعطاء الطفل الأكبر من عام سوائل دافئة لتخفيف التهاب الأذن والحلق مثل مشروبات اليانسون والبابونج وإضافة العسل الأبيض إليهما، وبالنسبة للطفل أقل من عام، فيجب مراجعة الطبيب للتأكد من إمكانية تناول الطفل لهذه الأعشاب والجرعات التي تناسبه.
اقرأ أيضاً: علاج التهاب الحلق بالأعشاب
طرق الوقاية من التهاب الحلق والاذن
ينصح باتباع الطرق التالية للوقاية من التهاب الحلق والأذن:
- تناول أطعمة صحية: ينصح بالإكثار من الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن الهامة لتعزيز المناعة، وفي مقدمتها الخضروات والفواكه بمختلف أنواعها، والتي تساهم في الوقاية وعلاج التهاب الحلق والأذن.
- الإكثار من شرب الماء: يساعد شرب الماء على تحسين وظائف مختلف أجزاء الجسم، ومنها الجهاز المناعي، ولذلك ينبغي الإكثار من شرب الماء على مدار اليوم.
- الاهتمام بغسل اليدين باستمرار: يعد غسل اليدين باستمرار من أفضل طرق الوقاية من التهاب الحلق والأذن الناتج عن انتقال العدوى إلى الجسم، ويجب غسل اليدين بطريقة صحيحة باستخدام الماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
- عدم مشاركة الأدوات الشخصية: ينبغي أن يكون لكل شخص أدواته الشخصية حتى في المنزل الواحد، سواء أدوات العناية الشخصية والمناشف، فضلاً عن أدوات تناول الطعام، فهذا يضمن عدم انتقال العدوى التي تسبب الم الحلق والأذن والتهابهم.