تتعدد أنواع الذبحة الصدرية ، وتختلف أعراض وطرق علاج كل نوع منها، وأحد أنواعها، والأكثر انتشارً الذبحة الصدرية المستقرة. سنناقش في هذا المقال أعراض الذبحة الصدرية المستقرة، وأسبابها، وطرق علاجها.
يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
محتويات المقال
ما هي الذبحة الصدرية المستقرة؟
الذبحة الصدرية المستقرة (بالإنجليزية: Stable Angina or Angina Pectoris)، هي أكثر أنواع الذبحة الصدرية انتشارً وشيوعًا، تسبب ألم في الصدر، نتيجة لعدم وصول الأكسجين والدم بكميات كافية إلى القلب، ويحدث غالبًا مع أي نشاط بدني، أو تهيج للعاطفة والمشاعر، مثل الغضب، أو عند التعرض للحرارة أو البرد الشديدين. [1,2]
عادةً ما تصيب الذبحة الصدرية المستقرة كبار السن المصابين بأمراض في القلب، خصوصًا مرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary Heart Disease). [2]
الذبحة الصدرية المستقرة وغير المستقرة
تختلف الذبحة الصدرية باختلاف أنواعها من حيث الأعراض، أو من حيث مدة استمرار الألم المصاحب لها، كالتالي: [1]
- تبدأ أعراض الذبحة الصدرية المستقرة عند وجود إحدى المحفزات، بينما أعراض الذبحة الصدرية غير المستقرة تبدأ حتى وقت الراحة.
- يستمر ألم الذبحة الصدرية المستقرة لمدة لا تزيد عن 15-30 دقيقة، بينما الألم المصاحب للذبحة الصدرية غير المستقرة يستمر لفترات أطول.
- يزول ألم الذبحة الصدرية المستقرة بالراحة، واستخدام الأدوية مثل النيتروجليسيرين، بينما الذبحة الصدرية غير المستقرة لا يزول الألم بالراحة والأدوية.
ما هي أسباب الذبحة الصدرية المستقرة؟
تنتج الذبحة الصدرية المستقرة عن عدم وصول كميات كافية من الدم والأكسجين إلى القلب، خصوصًا في فترات حاجة القلب المضاعفة للدم، مثل عند ممارسة التمارين الرياضية، أو البرد الشديد، أو عند تهيج العواطف، أو عند تناول وجبات كبيرة ودسمة. [1]
المسبب الأساسية والرئيسي للذبحة القلبية المستقرة هو الإصابة بمرض الشريان التاجي، الذي يتسبب بتضيق الشرايين التاجية، وبالتالي عند مرور تجلط دموي أو ترسبات دهنية في هذه الشرايين المتضيقة، فإنها تسد المجرى، مسببًا نقص في كمية الدم الواصل إلى القلب. [1,2,3]
أما عن الأسباب الأخرى المسببة للحال ة، فهي تشتمل على: [1]
- اضطرابات في ضربات القلب.
- فقر الدم .
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- أمراض صمام القلب.
- قصور القلب (بالإنجليزية: Heart Failure).
عوامل خطر الإصابة بالذبحة الصدرية المستقرة
تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالذبحة المستقرة، وتشتمل على: [1,2,4]
- الإصابة بمرض السكري .
- الإصابة بضغط الدم المرتفع.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار، وانخفاض نسبة الكوليسترول النافع.
- عدم ممارسة التمارين الرياضية.
- الوزن الزائد.
- التدخين.
- التقدم في السن.
- الجنس ، ويزداد خطر الإصابة بها لدى الذكور .
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض الشريان التاجي في عمر صغير، أي في عمر أقل من 45 عام للرجال، وأقل من 55 للنساء.
اقرأ أيضًا: السمنة وعلاقتها بامراض القلب
ما هي أعراض الذبحة الصدرية المستقرة؟
تتعدد أعراض الذبحة الصدرية المستقرة، ولكن أهمها ألم الصدر، والذي قد يوصف بأنه ألم، أو ضغط، يزداد عند وجود أي محفزات لعدة دقائق، ثم يخف الألم حتى يزول تمامًا ولمدة لا تزيد عن 15 دقيقة، لذلك يمكننا القول أن ألم الذبحة الصدرية المستقرة يكون متوقعًا عند وجود محفز معين، ويكون بنمط معين. [1,3,5]
وتشتمل أعراض الذبحة الصدرية المستقرة الأخرى على ما يلي: [1,2,5]
- امتداد الألم إلى الكتف، أو الفك، أو اليدين ، أو الظهر، أو البطن.
- عسر الهضم .
- التعب والإرهاق.
- ضيق في التنفس.
- ضعف ووهن.
- الدوخة أو الدوار.
- الغثيان، والقيء.
- التعرق الشديد، والبارد.
- الخفقان القلب.
اقرأ أيضًا: أعراض الذبحة الصدرية
كيف يتم تشخيص الذبحة الصدرية المستقرة؟
لتشخيص الذبحة الصدرية المستقرة، يسأل الطبيب المريض عن التاريخ المرضي، والتاريخ العائلي للإصابة بالذبحة الصدرية، كما يقوم بإجراء فحوصات طبية للمريض، تشتمل على: [1,4]
- فحص مستوى ضغط الدم.
- مستوى الكوليسترول في الدم.
- تصوير الأوعية التاجية، باستخدام الأشعة السينية، بحيث يرى الطبيب الأوعية الدموية، وقياس تدفق الدم إلى القلب.
- تخطيط كهربية القلب، لقياس النشاط الكهربائي إلى القلب، وتقييم نبض القلب.
- اختبار الإجهاد أو اختبار جهاز المشي.
- اختبار إجهاد الطب النووي.
- مخطط صدى القلب.
- فحص القلب بالأشعة المقطعية.
ما هو علاج الذبحة الصدرية المستقرة؟
يمكن علاج الذبحة الصدرية المستقرة باستخدام الأدوية، وتغيير نمط الحياة، كما قد يتم اللجوء إلى الجراحة في بعض الحالات المتقدمة لأمراض القلب.
علاج الذبحة الصدرية المستقرة بتغيير نمط الحياة
عند الإصابة بالذبحة المستقرة، ينصح المرضى ببعض التدابير التي ستساعد في علاج الذبحة الصدرية، والتقليل من فرصة الإصابة المتكررة بها، وتسمى بإعادة تأهيل القلب (بالإنجليزية: Cardiac Rehabilitation) وتشتمل على: [4,5]
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- اتباع نظام غذائي صحي ، بحيث ينصح بتناول الحبوب الكاملة، والفواكه، والخضار، والتقليل من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.
- الإقلاع عن التدخين.
- التقليل من القلق والتوتر، من خلال ممارسة تمارين اليوجا، وتمارين التنفس.
- السيطرة على الأمراض المزمنة، خصوصًا مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الدهنيات والكوليسترول ، حيث أنها في حال عدم السيطرة عليها، فإنها ستزيد من احتمالية الإصابة بأمراض في القلب.
علاج الذبحة الصدرية المستقرة بالأدوية
تستخدم بعض الأدوية لعلاج الذبحة الصدرية، ومن أهمها: [1,2,3,4,5]
- دواء النيتروغليسرين (بالإنجليزية: Nitroglycerin): يتوفر الدواء على شكل أقراص، وبخاخ، ويستخدم لتوسعة الأوعية الدموية بشكل فوري. يعرف الدواء بحبة تحت اللسان.
- مضادات التخثر، التي تقلل من خطر تشكل الجلطات في الشرايين، والتقليل من خطر الإصابة بجلطات القلب والدماغ. من الأمثلة على مضادات التخثر التي تستخدم في علاج الذبحة الصدرية المستقرة دواء الأسبرين، و الكلوبيدوجريل، والتيكاجريلول، والبراسوجريل.
- أدوية ارتفاع ضغط الدم، وتشمل حاصرات بيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم، و الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
- مجموعة الستاتين ، المستخدمة لعلاج ارتفاع الدهنيات.
- الرانولازين (بالإنجليزية: Ranolazine)، الذي يستخدم في حالات الذبحة الصدرية المزمنة.
يجدر الإشارة هنا إلى أهمية المداومة على العلاج، حتى يقرر الطبيب غير ذلك، حيث أن الإيقاف المفاجئ للأدوية قد يسبب تفاقم الوضع الصحي، وزيادة خطر الإصابة بالنوبات الذبحة الصدرية المتكررة. [1]
علاج الذبحة الصدرية المستقرة بالجراحة
قد تكفي الأدوية لعلاج الذبحة الصدرية المستقرة، ولكن في بعض الحالات المتقدمة، قد يحتاج المريض لإجراء عملية جراحية، مثل: [1,4,5]
- عملية الرأب الوعائي ووضع دعامة ، أو تسمى أيضًا بالتدخل التاجي عن طريق الجلد، لفتح الشرايين المسدودة أو الضيقة، وهي الجراحة الأكثر انتشارًا وشيوعًا لعلاج الحالة. يتم إجراء العلمية من خلال وضع بالون صغير داخل الشريان ، ويتم نفخ البالون لتوسيع الشريان، ثم يتم إدخال الدعامة ووضعها بشكل دائم في الشريان، لإبقائه مفتوحًا.
- جراحة القلب المفتوح، في حالات الإصابة بأمراض القلب التاجية، وذلك لإجراء عملية مجازة الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary Artery Bypass Graft).
اقرأ أيضًا: كيف يمكن علاج الذبحة الصدرية؟
كيف يمكن الوقاية من الذبحة الصدرية المستقرة؟
من أهم طرق الوقاية من الذبحة الصدرية المستقرة السيطرة على العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية المزمنة، مثل: [1,2,6]
- السيطرة على مستويات السكر في الدم.
- السيطرة على مستويات ضغط الدم.
- السيطرة على مستويات الكوليسترول.
- السيطرة على التوتر والقلق.
- فقدان الوزن الزائد.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، غني بالألياف، وقليل الدهون المشبعة والأملاح.
وللوقاية من نوبات الذبحة الصدرية المستقرة، ينصح بتجنب التعرض للجو البارد أو الحار جدًا.