تختلف طريقة علاج فرط نشاط الغدة الدرقية من مريض لآخر، فنجد بعضهم يتناولون الأدوية، وبعضهم الآخر يتلقى العلاج باليود المشع، كما يمكن أن يتم علاج زيادة هرمون الغدة الدرقية بإجراء عملية جراحية لاستئصال الغدة. [1]
يناقش المقال التالي كل ما يخص علاج نشاط الغدة الدرقية، بما في ذلك كيفية اختيار أفضل علاج للمريض، وعلاج زيادة نشاط الغدة الدرقية عند الحامل.
محتويات المقال
أفضل علاج لنشاط الغدة الدرقية
يعتمد اختيار أفضل علاج لفرط نشاط الغدة الدرقية على عدة عوامل، والتي تتضمن: [1،2]
- عمر المريض.
- سبب فرط نشاط الغدة الدرقية.
- شدة المرض.
- صحة المريض بشكل عام.
ولهذا، لا يمكن القول بأن علاج معين هو أفضل علاج لزيادة نشاط الغدة الدرقية، وإنما سيقوم الطبيب بأخذ جميع هذه العوامل بعين الاعتبار بهدف تحديد أفضل علاج مناسب لكل حالة على حدى. [1،2]
علاج نشاط الغدة الدرقية طبيًا
يتضمن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية طبيًا 3 خيارات رئيسية وهي استخدام الأدوية، أو العلاج باليود المشع، أو الجراحة، وفيما يلي نوضح تفاصيل كل طريقة من طرق علاج نشاط الغدة الدرقية:
علاج نشاط الغدة الدرقية بالأدوية
عادة ما يتضمن علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية وصف الأدوية التي تعمل على التقليل من نشاط هذه الغدة، كما يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد في التخفيف من أعراض المرض. [1،3]
وفيما يلي نذكر أدوية علاج فرط نشاط الغدة الدرقية:
- الأدوية المضادة للغدة الدرقية
تعمل الأدوية المضادة للغدة الدرقية على التقليل من إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وهذا بدوره يمكن أن يساعد على إدارة المرض والتقليل من أعراضه. ومن أشهر الأمثلة على الأدوية المضادة للغدة الدرقية هي الأدوية التابعة لمجموعة الثيوناميدات (بالإنجليزية: Thionamides)، والتي تشمل ما يلي: [2،3]
- الكاربيمازول.
- الميثيمازول.
- البروبيل ثيويوراسيل.
ومن الممكن أن يفضل الطبيب استخدام كل من الكاربيمازول والميثيمازول على البروبيل ثيويوراسيل، وذلك لأنهما يتسببان بآثار جانبية أقل مقارنة بالبروبيل ثيويوراسيل، كما أن الميثيمازول يمكن أن يعالج فرط نشاط الغدة الدرقية بسرعة أكبر من البروبيل ثيويوراسيل. [1،2]
ومع ذلك، يتم استخدام دواء البروبيل ثيويوراسيل لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ولدى المرضى الذين يعانون من عاصفة الغدة الدرقية، كما يمكن إعطاؤه للمرضى الذين يعانون من حساسية تجاه الكاربيمازول أو الميثيمازول. [1]
ويعد الهدف الرئيسي من استخدام الأدوية المضادة للغدة الدرقية هو استعادة وظائف الغدة الدرقية الطبيعية في غضون شهر أو شهرين من بدء العلاج، ومن ثم يمكن للمريض متابعة علاجه إما باستمرار تناوله لهذه الأدوية أو بخضوعه للعلاج باليود المشع أو الجراحة. [1]
يمكن أن يحتاج علاج نشاط الغدة الدرقية استمرار تناول المريض لأدويته لمدة عام أو عامين آخرين بهدف تهدئة المرض، خصوصًا لدى المرضى المصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية الخفيف. لكن، وفي الحالات الأخرى يمكن أن يحتاج المريض لتناول الأدوية المضادة للغدة الدرقية مدى الحياة. [1]
لكن، من الممكن أن تتسبب الأدوية المضادة للغدة الدرقية ببعض الآثار الجانبية، ومنها: [1،3]
- الحكة.
- الطفح الجلدي.
- ألم وتورم المفاصل.
- الغثيان.
- الحمى.
- تغيرات في حاسة التذوق.
- تساقط الشعر.
للمزيد: أدوية الغدة الدرقية النشطة
- حاصرات بيتا
يمكن أن يتضمن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية تناول المريض لأحد الأدوية التابعة لمجموعة حاصرات بيتا، ومنها: [2]
- البروبرانولول.
- الأتينولول.
- الميتوبرولول.
ويكون الهدف من استخدام هذه الأدوية هو التقليل من أثار زيادة هرمون الغدة الدرقية على كل من القلب والأوعية الدموية، فهي تساعد في التخفيف من تسارع دقات القلب، وضغط الدم، والخفقان، ورعشة اليدين، كما يمكن أن تعمل أيضًا على تقليل معدل التنفس، وتقليل فرط التعرق، وعدم تحمل الحرارة وتقليل الشعور بالعصبية والقلق. [1،2]
بالتالي، يمكن استخدام حاصرات بيتا جنبًا إلى جنب مع أي علاج آخر يستخدم في علاج نشاط الغدة الدرقية. [2]
علاج نشاط الغدة الدرقية باليود المشع
يعمل اليود المشع على إتلاف وتدمير خلايا الغدة الدرقية المسؤولة عن إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وبالتالي تقليل تركيزها في الدم. وعادة ما يتم استخدام اليود المشع لعلاج زيادة إفراز الغدة الدرقية الناجم عن الإصابة بمرض جريفز. [1،2]
عادة ما يتضمن علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية باليود المشع تلقي جرعة واحدة، والتي تكون على شكل كبسولة أو محلول فموي، والتي يتم امتصاصها بعد ذلك في مجرى الدم وتنتقل إلى خلايا الغدة الدرقية بسرعة، مما يتسبب بإتلاف وقتل هذه الخلايا، ونتيجة لذلك، سوف تتقلص الغدة الدرقية ويقل إفرازها للهرمونات. [1،2،4]
عادة ما يستغرق علاج فرط نشاط الغدة الدرقية باليود المشع مدة تتراوح ما بين 6 - 18 أسبوع، ولهذا يمكن أن يحتاج المريض لتناول أحد الأدوية المضادة للغدة الدرقية المذكورة سابقًا بهدف السيطرة على الأعراض لحين أن يتم تدمير خلايا الغدة الدرقية. أيضًا، يمكن أن يحتاج بعض المرضى لتلقي جرعة ثانية من اليود المشع للحصول على الاستجابة المرغوب بها. [1،4]
لكن، يعد اليود المشع خيارًا غير مناسب لعلاج نشاط الغدة الدرقية عند الحامل أو النساء المرضعات، كما يجب الحذر عند استخدامه لدى النساء أو الرجال في سن الإنجاب، حيث من المهم استخدام وسائل منع الحمل الفعالة لمدة 6 أشهر على الأقل بعد تلقي النساء لهذا العلاج ولمدة 4 أشهر بعد تلقي الرجال لهذا العلاج. [2،4]
أيضًا، يمكن أن يتسبب استخدام اليود المشع لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية بإصابة المريض بحالة معاكسة والتي تسمى بخمول الغدة الدرقية، وفي هذه الحالة سيحتاج المريض إلى تناول جرعة مناسبة من الأدوية البديلة لهرمونات الغدة الدرقية. [2،3]
علاج نشاط الغدة الدرقية بالجراحة
تعد الجراحة الخيار الأخير الذي يتم اللجوء إليه لعلاج زيادة هرمون الغدة الدرقية، حيث سيخضع المريض لعملية استئصال الغدة الدرقية إما بشكل كامل أو جزء منها. وعادة ما يفضل علاج فرط نشاط الغدة الدرقية بالجراحة في الحالات التالية: [1،2]
- عدم الاستجابة للعلاج بالأدوية المضادة للغدة الدرقية أو اليود المشع.
- المعاناة من حساسية تجاه الأدوية المضادة للغدة الدرقية ولا يرغب المريض بتلقي العلاج باليود المشع.
- الإصابة بتضخم شديد في الغدة الدرقية والذي يرافقه انسداد في مجرى التنفس وصعوبة البلع.
- المعاناة من مرض جريفز الشديد.
يمكن أن تعمل الجراحة على علاج زيادة إفراز الغدة الدرقية بشكل فعال جدًا، إلا أنها مكلفة، كما أنه ترتبط بعدد من المخاطر المحتملة، بما فيها التسبب بشكل غير مقصود بضرر في الغدد جارات الدرقية أو الأحبال الصوتية، كما يمكن أن يحتاج المريض لتناول الأدوية البديلة لهرمونات الغدة الدرقية مدى حياته. [1-3]
اقرأ أيضًا: هل يمكن الشفاء من فرط نشاط الغدة الدرقية؟
علاج نشاط الغدة الدرقية عند الحامل
لا تعد جميع خيارات علاج فرط نشاط الغدة الدرقية مناسبة للنساء الحوامل، حيث تعد الأدوية المضادة للغدة الدرقية هي الخيار الأفضل لعلاج نشاط الغدة الدرقية المتوسط إلى الشديد لدى الحوامل والذي يرافقه المعاناة من الأعراض. وعادة ما يبدأ العلاج باستخدام دواء البروبيل ثيويوراسيل خلال الثلث الأول من الحمل، ومن ثم التحول إلى دواء الميثيمازول في الثلث الثاني والثالث من الحمل أو البقاء على دواء البروبيل ثيويوراسيل. [1،3]
ونظرًا، لإمكانية عبور هذه الأدوية عبر المشمية وإمكانية تأثيرها على الجنين، فدائمًا ما سيقوم الطبيب بوصف أقل جرعة ممكنة من هذه الأدوية للسيطرة على المرض. [1]
كما يجب على الحامل الالتزام بتعليمات الطبيب حول كيفية تناول الأدوية وإجراء الفحوصات اللازمة بشكل دوري، بما فيها فحص وظائف الغدة الدرقية، ونبضات قلب الأم، وحجم الغدة الدرقية، ووزن الأم. كما يجب أيضًا مراقبة نمو الجنين ونبضه شهريًا أثناء تناول أدوية علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية. [1]
اقرأ أيضًا: علاج نشاط الغدة الدرقية بالأعشاب
علاج نشاط الغدة الدرقية عند الأطفال
قد لا يختلف علاج فرط نشاط الغدة الدرقية عند الأطفال عن علاجه عند الكبار البالغين، إلا أن أفضل الخيارات لعلاج زيادة هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال هي استخدام الأدوية المضادة للغدة الدرقية، خصوصًا دواء الميثيمازول، حيث أن له آثار جانبية أقل مقارنة بدواء البروبيل ثيويوراسيل، كما أنه يرتبط بمخاطر أقل مقارنة بـاليود المشع أو الجراحة. [1،3]
لكن، يجب تجنب استخدام اليود المشع لعلاج نشاط الغدة الدرقية للأطفال ما دون سن الخامسة. [1]
نهاية، يمكن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية باستخدام الأدوية، أو اليود المشع، أو الجراحة، ويعتمد اختيار أفضلها على عدة عوامل، ومنها شدة المرض ومدى استجابة المريض للعلاج. لكن، يجب الحذر عند علاج فرط الغدة الدرقية عند الحوامل أو الأطفال، فمن الممكن أن تكون بعض الخيارات غير مناسبة لهم.