تتواجد في الصيدليات أنواع عديدة من المكملات الغذائية لمرضى خشونة المفاصل، ومن الممكن أن يتساءل العديد من الأفراد حول أي من هذه المكملات الغذائية يعد كأفضل خيار لعلاج الحالة لديه؟ وما هي المكونات التي يجب البحث عنها عند شراء مكمل غذائي لخشونة المفاصل؟
كل ذلك نجيب عنه في المقال التالي الذي يتحدث وبشكل خاص حول كل ما يخص مكملات خشونة المفاصل.
محتويات المقال
يعد التهاب المفاصل التنكسي (بالإنجليزية: Osteoarthritis) من أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا، والذي يحدث نتيجة لتضرر وانهيار الغضروف وهو عبارة عن مادة مطاطية صلبة تغطي أطراف العظام المتواجدة في مختلف مفاصل الجسم، ووظيفته الأساسية هي تقليل الاحتكاك في المفاصل وامتصاص الصدمات التي يمكن أن تتعرض لها المفاصل. [1]
وبالتالي، يمكن أن يتسبب انهيار هذه المادة الهلامية لدى المرضى المصابين بالتهاب المفاصل التكنسي بالعديد من الأعراض المزعجة، بما فيها: [1،2]
- آلام المفاصل.
- تصلب المفاصل وفقدان مرونتها.
- انتفاخ المفاصل.
وغالبًا ما تحدث هذه الأعراض في الوركين، والركبتين، والعمود الفقري، بالإضافة إلى مفاصل الأصابع، بما في ذلك المفصل الموجود عند قاعدة الإبهام والمفصل الموجود عند قاعدة إصبع القدم الكبير. [1]
بالإضافة إلى تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، يمكن للمرضى التهاب المفاصل أيضًا تناول عدد من المكملات الغذائية، ومن الأمثلة عليها مكمل الجينوفيل أدفانس (بالإنجليزية: Genuphil Advance Sachets)، من أجل تحسين حالتهم الصحية وتخفيف الأعراض لديهم. [1،3]
لكن، من المهم دائمًا استشارة الطبيب قبل تناول مكملات علاجية لالتهاب وخشونة المفاصل، وذلك للتأكد من فعاليتها، بالإضافة إلى مناقشة مخاطرها المحتملة، بما في ذلك تسببها بتفاعلات دوائية أو آثار جانبية لدى المريض. [3،4]
الهدف من تناول مكملات غذائية لخشونة المفاصل
عادة ما يهدف تناول المكملات الغذائية لخشونة المفاصل إلى ما عدة أمور، ومنها: [1،2]
- تخفيف آلام المفاصل وغيرها من الأعراض الناجمة عن التهاب المفاصل.
- تحسين حركة المفاصل.
- إبطاء انهيار الغضروف وإعادة بناؤه من جديد.
- تعزيز استجابة الجسم المضادة للالتهابات.
أهم المكونات لمكملات خشونة المفاصل
تتعدد المكونات التي يمكن البحث عنها عند شراء مكمل علاجي لخشونة المفاصل، ولعل أهم هذه المكونات تلك التي تتواجد في المكمل الغذائي المتاح تحت الإسم التجاري جينوفيل ادفانس، ألا وهي الكولاجين، وكبريتات الجلوكوزامين، وكبريتات الكوندرويتين، والميثيل سلفونيل ميثان، وهيالورونات الصوديوم. [1،5]
وفيما يلي نذكر دور وأهمية كل من هذه المكونات في الحفاظ على صحة المفاصل والتقليل من تضرر الغضاريف:
كبريتات الجلوكوزامين
تتضمن المكونات التي ينصح بالبحث عنها عند اختيار أفضل المكملات الغذائية لخشونة المفاصل أيضًا كبريتات الجلوكوزامين (بالإنجليزية: Glucosamine Sulfate)، حيث يتواجد الجلوكوزامين بشكل طبيعي في غضاريف الجسم، فهو يعد من اللبنات الأساسية المكونة للبروتيوغليكان، والذي يعتبر كأحد المكونات الرئيسية للغضروف، كما يمكن أن يساعد الجلوكوزامين على تحفيز إنتاج الكولاجين والبروتيوغليكان من الخلايا الغضروفية. [1،3]
وبالتالي يمكن أن تتضمن فوائد تناول مرضى خشونة المفاصل لمكملات كبريتات الجلوكوزامين ما يلي: [3]
- إبطاء تدهور الغضاريف.
- تخفيف آلام والتهاب المفاصل.
- تحسين حركة المفاصل.
كبريتات الكوندرويتين
أيضًا، يعد الكوندرويتين (بالإنجليزية: Chondroitin) من المكونات التي تتواجد بشكل طبيعي في الغضاريف، والذي له دور في تحفيز إنتاج وبناء غضاريف جديدة في مفاصل الجسم، وهذا ما يمكن أن يكون له دور إيجابي في علاج التهاب المفاصل التنكسي. [1،4]
كما يمكن أن يساهم الكوندرويتين في التعزيز من خصائص الكولاجين في امتصاص الصدمات، فضلًا عن منع تدمير الغضاريف، وذلك من خلال تثبيط الإنزيمات المسؤولة عن تحطيم الغضروف. [3]
وبالتالي يمكن أن يكون الكوندرويتين مفيدًا لمرضى خشونة المفاصل، وذلك لفوائده التالية: [3]
- تقليل آلام المفاصل.
- تقليل التهاب المفاصل.
- تحسين وظيفة المفاصل.
- إبطاء تطور وتقدم التهاب المفاصل التنكسي.
الكولاجين
يعد بروتين الكولاجين (بالإنجليزية: Collagen) أحد أهم المكونات التي تتكون منها غضاريف المفاصل، فهو مهم للحفاظ على قوة الغضاريف، بالإضافة إلى مساهمته في تكوين إطار خارجي يضم المكونات الأخرى المتواجدة في الغضروف، بما فيها الماء، والبروتيوغليكان، والخلايا الغضروفية. [1،2]
ولهذا، يعد الكولاجين أحد المكونات المهمة التي ينصح بالبحث عنها ضمن مكونات أي مكمل غذائي لمرضى خشونة المفاصل. [2]
وحول الدراسات العلمية التي تثبت فعالية وفوائد استخدام الكولاجين لالتهاب المفاصل، فقد وجدت دراسة صغيرة أجريت عام 2016، والتي تضمنت 39 من مرضى التهاب المفاصل التنكسي، أن تناول 10 ملغ من الكولاجين من النوع الثاني إلى جانب تناول 1500 ملغ يوميًا من دواء الأسيتامينوفين يمكن أن يساهم في تحسين قدرة هؤلاء المرضى على المشي، بالإضافة إلى تحسين نوعية الحياة لديهم. [2]
أيضًا، وفي دراسة أخرى نشرت عام 2017، والتي أجريت على فئران تجاربية، وجد أن تناول الكولاجين من النوع الأول يوميًا يمكن أن مفيدًا لمرضى التهاب المفاصل التنكسي، ويعود ذلك لعدة أسباب محتملة، بما فيها: [5،6]
- مساهمته في التقليل من فقدان الغضاريف.
- امتلاكه لخصائص مضادة لموت الخلايا المبرمج في الخلايا الغضروفية المتواجدة في المفاصل.
- امتلاكه لخصائص مضادة للالتهابات.
اقرأ أيضًا: مسكن ألم المفاصل، الأنواع المختلفة
الميثيل سلفونيل ميثان
تعود فوائد استخدام الميثيل سلفونيل ميثان (بالإنجليزية: Methylsulfonylmethane) كمكمل غذائي لخشونة المفاصل لعدة أسباب، بما فيها: [3،4]
- احتوائه على مركب الكبريت الذي يحتاجه الجسم لتكوين الأنسجة الضامة والحفاظ على صحتها، كما أن للكبريت دور في الحفاظ على وظيفة المفاصل.
- عمله كمسكن للألم، وذلك من خلال تهدئة النبضات العصبية التي تنقل الألم.
- امتلاكه لخصائص مضادة للالتهاب تساعد على التقليل من الالتهابات في المفاصل.
وبحسب دراسة أجريت عام 2011 والتي تضمنت 49 فردًا مصابين بالتهاب المفاصل التنكسي في منطقة الركبة، فقد وجد أن تناول 1.125 غرام من الميثيل سلفونيل ميثان بمعدل 3 مرات يوميًا ولمدة 12 أسبوع يمكن أن يساهم في تقليل الألم لديهم، بالإضافة إلى تحسين الوظائف البدنية لديهم، بشكل أكبر مقارنة بتناول العلاج الوهمي. [5،7]
لكن، لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لإثبات فعالية استخدام الميثيل سلفونيل ميثان كمكمل علاجي لمرضى التهاب المفاصل. [3،5]
هيالورونات الصوديوم
يعد حمض الهيالورونيك، أو ما يعرف بهيالورونات الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium Hyaluronate)، أحد المكونات التي ينصح بأن تحتوي عليها المكملات العلاجية الخاصة بخشونة المفاصل. [5]
يتواجد حمض الهيالورونيك بشكل طبيعي في جسم الإنسان، وهو عبارة عن مادة هلامية تعد مهمة لنمو العظام والغضاريف. ويتواجد حمض الهيالورونيك بتراكيز عالية في السائل الزليلي والذي يعمل كسائل تشحيمي للمفاصل، فهو يقلل من احتكاك عظام المفاصل أثناء الحركة. [5،8]
ويمكن أن تعود فوائد حمض الهيالورونيك لمرضى خشونة المفاصل لعدة أسباب محتملة، وهي ما يلي: [8]
- منع تدمير الغضاريف وحماية الطبقة الخارجية التي تغطيها.
- الحفاظ على السائل الزليلي ومنع حدوث الالتهاب فيه.
- زيادة كثافة الخلايا الغضروفية.
كما يمكن أن يقلل حمض الهيالورونيك من آلام المفاصل، وذلك بفضل قدرته على التقليل مستويات المواد الالتهابية، مثل البروستاجلاندين. [8]
وحول الأدلة العلمية التي تثبت فوائد استخدام حمض الهيالورونيك كمكمل علاجي لآلام المفاصل، فقد وجدت مراجعة تضمنت العديد من الدراسات السريرية أجريت ما بين عام 2008 إلى 2015 أن تناول حمض الهيالورونيك عبر الفم يمكن أن يقلل من آلام الركبة الخفيفة وغيرها من الأعراض المرتبطة بالتهاب الغشاء الزليلي، كما أن له قدرة على التخفيف من الإنصباب الزليلي (بالإنجليزية: Synovial Effusion). [5،8]
مكونات أخرى
يمكن أن تشمل المكملات الغذائية المفيدة لصحة المفاصل والتي يمكن ينصح باستخدامها كمكملات علاجية لمرضى خشونة المفاصل ما يلي: [2،3،5،9]
- إس أدينوسيل - إل ميثيونين (بالإنجليزية: S-Adenosyl Methionine)، وهي عبارة عن مادة كيميائية تتواجد بشكل طبيعي في الجسم، ويمكن أن تساعد على تحسين حركة المفاصل، وإعادة بناء الغضروف، والتقليل من مختلف الأعراض التي يعاني منها مرضى التهاب المفاصل.
- الكركم أو الكركمين، والذي يمتلك خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، فمن الممكن أن يساعد على التقليل من آلام وتيبس المفاصل الناجم عن التهاب المفاصل.
- الزنجبيل، حيث من الممكن أن يقلل من الالتهاب والألم المرتبط بالتهاب المفاصل.
- زيت السمك والأوميغا 3، فمن الممكن أن يساهم تناوله بإنتاج مواد كيميائية تساعد في السيطرة على الالتهاب في المفاصل، فضلًا عن مساهمته في التقليل من تيبس المفاصل.
- الريسفيراترول، والذي يمكن أن يكون مفيدًا للتقليل من آلام المفاصل، فضلًا عن امتلاكه خصائص مضادة للأكسدة والالتهاب.
- الفيتامينات والمعادن، وأهمها:
- فيتامين D، فهو يعد مهمًا لامتصاص الكالسيوم الضروري للحفاظ على قوة العظام، كما من الممكن أن يساعد في مكافحة الالتهاب، ويمكن أن يتسبب انخفاض مستويات فيتامين D بتفاقم أعراض التهاب المفاصل الريماتويدي.
- فيتامين C، ففضلًا عن خصائصه المضادة للأكسدة، يعد فيتامين C مهمًا لإنتاج بروتين الكولاجين المهم لصحة الغضاريف والمفاصل.
- الكالسيوم، والذي يساعد في الحفاظ على قوة العظام ويمنع فقدان كثافة العظام، وبالتالي فهو يمكن أن يكون مفيدًا للمرضى الذين يعانون من هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي.
- الدياسيرين (بالإنجليزية: Diacerein)، والذي يستخدم عادة لمرضى التهاب المفاصل نظرًا لامتلاكه خصائص مضادة للالتهابات، بالإضافة إلى خصائص تساعد على بناء الغضاريف والغشاء الزليلي والتقليل من تحطمهما.
اقرأ أيضًا: علاج التهاب المفاصل
نصائح عند تناول مكمل لخشونة المفاصل
يجب التنويه إلى أن ليست جميع المكملات الغذائية الخاصة بخشونة المفاصل آمنة وفعالة، ومن المهم اختيار أنواع موثوقة ويتم تصنيعها من قبل شركات معروفة وموثوقة. [2]
وفيما يلي بعض التعليمات التي ينصح بها قبل تناول أي مكمل غذائي لخشونة المفاصل: [2،3]
- استشارة الطبيب حول المكمل الغذائي المراد تناوله لتحقق من مدى سلامة استخدامه.
- اتباع جميع التعليمات المقدمة من قبل الطبيب والصيدلاني حول كيفية استخدام المكمل الغذائي.
- الالتزام بنمط حياة صحي والذي يمكن أن يساعد في التخفيف من التهاب المفاصل وأعراضه، ويشمل ذلك:
- تناول نظام غذائي صحي، والذي يتضمن الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والأطعمة الغنية بالدهون الصحية.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- التخفيف من الوزن والحفاظ على معدلاته الطبيعية.
نهاية، تتعدد المكونات التي ينصح بالبحث عنها عند اختيار مكمل علاجي لالتهاب وخشونة المفاصل، وأهمها الكولاجين، وكبريتات الجلوكوزامين، وكبريتات الكوندرويتين، والميثيل سلفونيل ميثان، وهيالورونات الصوديوم. وينصح دائمًا، بشراء مكمل غذائي واحد يحتوي على جميع هذه المكونات، ومن أمثلة على ذلك مكمل جينوفيل أدفانس الذي يأتي على شكل أكياس تحتوي على مسحوق يتم إذابته في كمية مناسبة من الماء ومن ثم شربه.
اقرأ أيضًا: أطعمة تفيد في الحد من التهاب المفاصل