عند تعرض العمود الفقري للإصابة أو التلف، تصبح حركة ووظائف الجسم مهددة بالخطر، ولكن حاليًا مع تواجد جراحة رأب العمود الفقري أصبح الأمر آمنًا، وهو عمل جراحي يعمل على استعادة القوة، والحركة، والراحة للأشخاص الذين يعانون من إصابات في العمود الفقري.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن عملية رأب العمود الفقري، وأهميتها في تحسين جودة حياة المرضى، وكذلك كيفية إجرائها، والاحتياطات اللازمة قبل وبعد الجراحة.
محتويات المقال
ما هو رأب العمود الفقري؟
يعرف رأب العمود الفقري أيضًا بالحقن الإسمنتي للعمود الفقري، هو إجراء جراحي يستخدم لعلاج الكسور أو التشققات في فقرات الظهر، حيث تتكون الفقرات من عظام متراصة في الظهر تشكل العمود الفقري الذي يقوم بدعم وزن الجسم ويسمح بالحركة، ويحمي الحبل الشوكي والأعصاب.[1]
يتم تنفيذ هذا الإجراء عن طريق حقن مادة مثبتة، مثل الإسمنت العظمي أو المواد الحاصرة الأخرى، في الفقرة المكسورة أو المتضررة، وتهدف هذه العملية إلى استعادة استقرار العمود الفقري وتثبيت الفقرات المتضررة، لتمكين الشفاء، وتخفيف الألم وتحسين وظيفة العمود الفقري.[1]
يستغرق الإجراء بأكمله عادة من ساعة إلى ساعتين، ويصبح خليط الإسمنت صلبًا في غضون نصف ساعة تقريبًا، كذلك يمكن العودة إلى المنزل في نفس اليوم، ومن الممكن تناول بعض المسكنات لبضعة أيام، ومعظم الأشخاص يستطيعون استئناف الأنشطة العادية في غضون بضعة أسابيع.[3]
لماذا يتم إجراء جراحة رأب العمود الفقري؟
يتم إجراء جراحة رأب العمود الفقري، لعلاج الكسور في العمود الفقري الذي يتسبب في الآلام وتقليل القدرة على العمل، لكن ليس كل الأشخاص الذين يعانون من كسر في الفقرات مؤهلين لهذا الإجراء.[1]
لذا قد يحاول الطبيب استخدام طرق أكثر تحفظًا لعلاج الألم خلال الستة أسابيع الأولى بعد الكسر، وتشمل تلك الطرق الراحة في الفراش، وتناول أدوية لتخفيف الألم واستخدام مرخيات العضلات، واستخدام دعامات الظهر أو التدخل بالعلاج الطبيعي.[1]
اقرأ أيضًا: هشاشة العظام في العمود الفقري
لكن في بعض الحالات ينصح المرضى بالتحدث مع الطبيب حول مخاطر وفوائد إجراء رأب العمود الفقري في الحالات التالية:[2]
- إذا كانت الطرق التقليدية لعلاج كسور العمود الفقري أو آلام الظهر غير فعالة.
- إذا كان هناك صعوبة في الحركة، مع آلام شديدة أو مزمنة .
- إذا كان كسر الفقرة يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل تجلط الأوردة العميقة، أو تسارع هشاشة العظام، أو مشكلات في الجهاز التنفسي، أو فقدان الطول.
كيف يتم إجراء رأب العمود الفقري؟
تشمل خطوات القيام برأب العمود الفقري مجموعة من الإجراءات وهي:[2] [3]
قبل إجراء رأب العمود الفقري:[2][3]
- يطلب الطبيب من المريض إجراء أشعة سينية وأخذ تاريخ طبي كامل، وإجراء فحص جسدي لتحديد الموقع الدقيق وطبيعة الألم المرتبط بالفقرة.
- قد يستخدم الطبيب أيضًا التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب، لفحص العمود الفقري بصورة أوضح، والمساعدة في استبعاد مشكلات الظهر الأخرى.
- يجب على المريض إبلاغ الطبيب عن جميع الوصفات الطبية، والأدوية، والمكملات العشبية التي يتناولها.
- يجب أن يخبر المريض الطبيب إذا كان لديه تاريخ من اضطرابات نزفية أو إذا كان يتناول أي أدوية مضادة للتخثر، مثل أدوية السيولة، أو الأسبرين، أو أي أدوية أخرى تؤثر على عملية تخثر الدم.
- قد يطلب الطبيب إجراء فحص الدم قبل الإجراء.
أثناء العملية يتم اتخاذ الإجراءات التالية:[2][3]
- يتم إعطاء المريض دواء مهدئ للمساعدة في الاسترخاء والهدوء أثناء الإجراء، أو قد يستخدم تخديرًا عامًا لتخفيف الشعور بالألم.
- يتم استخدام الأشعة السينية المستمرة لتوجيه الإبرة نحو الفقرة المكسورة، مع الحرص على حماية الجسم من التعرض للإشعاع.
- يتم حقن الإسمنت ببطء في الفقرة، وقد يكون هناك حاجة لإجراء حقنة ثانية لضمان ملء الفقرة بشكل كامل، بعد ذلك سيرفع الطبيب الإبرة تدريجيًا، دون الحاجة إلى وضع غرز في الظهر.
- قد يستغرق الإجراء بأكمله أقل من ساعة، ولكن إذا تطلب الأمر رأب أكثر من فقرة واحدة، فقد يستغرق وقتًا أطول.
بعد العملية:[2][3]
- يطلب الطبيب الاستلقاء على الظهر لمدة ساعة، حتى تتماسك المادة داخل الفقرات.
- قد يتطلب الأمر البقاء في غرفة المراقبة لمدة إضافية تتراوح بين ساعة إلى ساعتين.
- يقل الألم عادة بعد الإجراء مباشرة، ولكنه قد يستغرق ما يصل إلى 72 ساعة، ولذا يمكن أن يصف الطبيب بعض مسكنات الألم بعد الجراحة.
- يقوم الطبيب بتقييم الألم الذي يشعر به المريض بعد العملية، والتحقق من وجود أي مضاعفات محتملة.
- قد يحتاج الأمر ارتداء دعامة للظهر بصورة مستمرة، ولكنها عادة غير ضرورية.
- إذا كانت هشاشة العظام هي السبب الرئيسي للكسر، فقد يوصي مقدم الرعاية الصحية بتناول فيتامينات، أو مكملات، أو أدوية لتقوية العظام، والمساعدة في منع حدوث مزيد من الكسور في العمود الفقري.
- سيقوم الطبيب بتحديد موعد للمتابعة في غضون بضعة أسابيع.
اقرأ أيضًا: ما هي جراحة العمود الفقري بالتداخل المحدود
مخاطر رأب العمود الفقري
عادة ما تنجح عملية رأب العمود الفقري بدون أي مضاعفات، لكن نادرًا ما تحدث بعض المضاعفات الطفيفة، وذلك بمعدل 1٪ إلى 3٪، وتشمل هذه المضاعفات ما يلي:
- النزيف.
- فقدان الدم.
- كسور في الضلوع أو عظام أخرى قريبة.
- الحمى.
- تهيج جذر العصب.
- عدوى.
- تدفق الإسمنت خارج العظم قبل أن يتصلب.
يمكن أن يؤدي رأب العمود الفقري إلى تفاقم الألم لبضع ساعات بعد الجراحة خلال الوقت الذي يتماسك فيه الإسمنت، لكن هذا نادرًا ما يحدث ولا يستمر طويلاً، وقد تحدث مخاطر أخرى بناءً على حالة المريض الأساسية، لذا ينصح بالتحدث مع الطبيب مسبقًا حول أي مخاوف.