يعد الهيكل العظمي للإنسان من أهم الأجهزة في الجسم، حيث يؤدي دورًا حاسمًا في الحماية والدعم للوزن، وتتنوع العظام الموجودة في الجسم بحسب شكلها ووظيفتها، فهناك خمسة من أنواع العظام الرئيسية، تشمل العظام المسطحة، والطويلة، والقصيرة، وغير المنتظمة، و السمسمانية، ولتوضيح ذلك بشكل أفضل سنستعرض في هذا المقال كل نوع من أنواع العظام المختلفة، وكذلك أمثلة ووظائف كل منها.[1]
محتويات المقال
ما هي العظام؟
يعرف العظام أيضًا باسم النسيج العظمي، وهو نسيج ضام يشكل الهيكل الداخلي للإنسان، ويحتوي على خلايا متخصصة تتكون من الأملاح المعدنية وألياف الكولاجين، وتشمل الأملاح المعدنية بشكل أساسي معدن الهيدروكسيباتيت، وهو معدن يتكون من فوسفات الكالسيوم، وتعد هذه الأملاح المسئولة عن حدوث بما يعرف بالتكلس والذي يحدث نتيجة ترسيب هذه الأملاح على مصفوفة ألياف الكولاجين التي تمتد في الأنسجة وتسبب تصلبها، ويحدث التكلس فقط في وجود ألياف الكولاجين.[2]
وتوفر العظام الاستقرار الهيكلي لجسم الإنسان، ففضلًا عن دورها في الحفاظ على وضعية الجسم الصحيحة والمشي بثبات، فإن بنية الهياكل العظمية المعقدة توفر حماية للأعضاء الداخلية والهياكل الأخرى، ويتم تحقيق هذه الحماية عبر عدة طرق تشمل:
- تقليل الإجهاد والاحتكاك بين بعض العظام كعظام السمسم.
- الاتحاد الوثيق بين بعض العظام لتشكيل هياكل معقدة، مثل الجمجمة، والقفص الصدري، والحوض.
- حماية نخاع العظام، الذي يلعب دورًا حاسمًا في إنتاج خلايا الدم لدى البالغين، كما أنها قادرة على تخزين خلايا الدم والمعادن.
ولذلك فإن العظام تشكل عنصرًا أساسيًا في دفع عملية الحفاظ على الجسم الصحيحة وضمان سلامته من الأضرار الخارجية والداخلية.
أنواع العظام في جسم الإنسان
يعتبر الهيكل العظمي أساس جسم الإنسان، إذ يقدم الدعم اللازم للهياكل الأخرى ويساعد في تشكيل شكل الجسم، وتصنف جميع أنواع العظام في الهيكل العظمي الذي يبلغ عددهم 206 عظمة إلى أربعة أنواع رئيسية: العظام الطويلة، و القصيرة، والمسطحة، والغير منتظمة.[3]
كذلك يعمل الهيكل العظمي كرافعة تدفع قوة الحركة، إذ يحتوي اللب الداخلي للعظام ( النخاع) إما على نخاع العظم الأحمر (الموقع الأساسي لتكوين الدم) أو مليء بنخاع العظم الأصفر المملوء بالأنسجة الدهنية، وتعتبر الأشكال الغضروفية و الغشائية أهم أشكال تطور العظام، وتُستخدم لتصنيف نظام الهيكل العظمي جنبًا إلى جنب مع الشكل العام للعظم، وتصنف العظام بشكل أساسي إلى خمسة أنواع مختلفة كما يلي: [4]
العظام الطويلة
تحمل العظام الطويلة هذا الاسم لأنها تتميز بطولها الزائد عن عرضها، وتشمل العظام الطويلة في الجهاز العظمي الذراعين والساقين، إذ يتكون الهيكل العظمي في الذراع من ( عظم العضد، ونصف القطر، والزند، والمشط، والكتائب)، بينما يتضمن الهيكل العظمي في الساق (عظم الفخذ، والساق، والشظية، والمشط، والكتائب)، وتنقسم جميع العظام الطويلة إلى قسمين رئيسيين هما :[3]
- الشلل: وهو الجسم العظمي الطويل الرئيسي، ويحتوي على أنبوب مركزي مجوف يسمى التجويف النخاعي أو تجويف النخاع، يتكون جدار الشلل من عظم مضغوط كثيف وصلب للغاية، ويمتلئ مركز الشلل بنخاع العظم الأصفر المعروف أيضًا باسم الأنسجة الدهنية؛ وهو عبارة عن دهون في الأساس.
- المشاش: يطلق على نهايات العظم الطويل اسم "المشاش"، حيث يتم تشكيل كل مشاشية بشكل يتناسب مع العظم المجاور لها في نقطة التقاطع المعروفة باسم "المفصل"، ويتأثر شكل المشاش بوظيفة المفصل، ويتألف جدار المشاشية من عظم مضغوط يشبه الشلل، ويحتوي المركز على عظم إسفنجي الذي يتكون من عدة تجاويف صغيرة (تسمى تجويف النخاع) مليئةً بنخاع العظام الأحمر، الذي يقوم بإنتاج خلايا الدم الحمراء ويتصل بجهاز الدورة الدموية.
العظام القصيرة
يتكون العظم القصير من عظم إسفنجي محاط بعظم مضغوط تمامًا وهو عريض بقدر طوله، وتحتوي هذه العظام على نخاع عظم أحمر، ويوجد 32 عظمة قصيرة في الهيكل العظمي للإنسان، وتساعد هذه العظام عادةً على تيسير الحركة والقوة في المفاصل المعقدة للرسغ والكاحلين، إذ تتحرك بشكل انزلاقي ضد بعضها البعض.[3]
وتشمل أمثلة العظام القصيرة التي توجد في في الهيكل العظمي للجسم ما يلي:[1]
- العظام الصغيرة في الرسغ (الزورقي، الهلالي، ثلاثي الأضلاع، الهاماتي، الحمصي، الرأس، شبه المنحرف).
- العظام القصيرة التي توجد في الكاحلين (العقبي، الكاحل، الزورقي، المكعب، المسماري الجانبي، المسماري الوسيط، والمسماري الإنسي).
العظام المسطحة
تعد العظام المسطحة جزءًا هامًا من هيكل الجسم، إذ توفر بنية صلبة لشكل الرأس والجذع وتشكل أساس الكتف والورك، وتحتوي العظام المسطحة على جدران مصنوعة من العظم المضغوط ومركز من العظام الاسفنجية.[3]
تتميز العظام المسطحة بأنها رفيعة وواسعة نسبيًا، وتتواجد في مناطق يتطلب حماية واسعة للأعضاء، وتشمل أمثلة العظام المسطحة: عظم الصدر، والأضلاع، وشفرات الكتف، وسقف الجمجمة، وتعمل العظام المسطح على توفير حماية كبيرة للأعضاء الداخلية، مثل الدماغ، والقلب، وأعضاء الحوض، وتوفر هذه العظام نقاط ارتكاز قوية للعضلات والأوتار، مما يعزز الحركة والقوة في الجسم.[2][1]
العظام غير المنتظمة
تتميز العظام غير المنتظمة بشكل وتركيب فريدان لا يتوافقان مع الأنواع العظمية الأخرى التي تشمل ( العظام الطويلة، و القصيرة، والمسطحة)، إذ تتنوع أشكالها بشكل معقد مما يساعد على حماية الأعضاء الداخلية بفعالية، فعلى سبيل المثال، تحمي عظام العمود الفقري غير المنتظمة (مثل الفقرات) الحبل الشوكي، كما تعمل عظام الحوض غير المنتظمة (مثل العانة والحرقفة والاسك) على حماية الأعضاء داخل تجويف الحوض.[1]
عظام السمسم
توجد عظام السمسم مغروسة داخل الأوتار، وهي عبارة عن عظام صغيرة مستديرة تشبه بذور السمسم، وتتواجد عادةً في أوتار اليدين والركبتين والقدمين، وتعمل هذه العظام على حماية الأوتار من التآكل والإجهاد، ومن بين العظام التي يعتبرها بعض علماء التشريح مثالًا على العظم السمسمي، الرضفة.[1]