السعال هو ردٌ فعلٍ طبيعي يُساعد الجسم على تنظيف الحلق أو المجاري التنفسية من المخاط أو المهيجات، مثل الغبار أو الدخان، كما أنّه عرضٌ شائع للعديد من الأمراض مثل الإنفلونزا، والحساسية، والتهاب القصبات والربو، وغالبًا ما يكون العلاج المنزلي هو أولى الخطوات.

فكيف يُمكن علاج الكحة في المنزل؟ وهل يُساعد العسل على تخفيفها؟ وما علاقة أدوية الحموضة بعلاج السعال المستمر؟ إليك الإجابة هذا المقال!

علاج الكحة في المنزل

عادةً يحدث السعال لأسباب غير مقلقة، مثل الرشح والإنفلونزا، ويُمكن تخفيفه في المنزل باتباع الطرق الآتية:

أكثر من تناول المشروبات الدافئة

يُساعد تناول المشروبات الدافئة على تخفيف التهاب الحلق وطرد البلغم المتراكم في الصدر، كما يحميك من الإصابة بالجفاف، خاصةً إذا كنت تُعاني من أعراض مثل الحمى وكثرة التعرق. [1][2]

تناول ملعقة من العسل

ذكرت دراسة أنّ العسل قد يُساعد على تخفيف السعال ليلًا، خاصةً عند الأطفال، كما أنّه يمتلك خصائص مضادة للميكروبات، وقد يُخفف من ألم والتهاب الحلق، لذا جرّب تناول ملعقة واحدة من العسل، أو قم بإضافته إلى كوبٍ من الماء الدافئ أو شاي الأعشاب. [3]

ولا تُعطي العسل لطفلك إذا كان عمره يقل عن عام؛ لأنّه قد يُسبب حالة خطيرة تُعرّف بالتسمم السجقي (بالإنجليزية: (Botulism). [3]

اقرأ المزيد: علاج العسل بالكحة.

جرّب الغرغرة بالماء والملح

قم بإذابة ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ، واستخدم المحلول الناتج للغرغرة؛ فهذا يُخفف من ألم وتهيّج الحلق، ويُساعد على تنظيفه من المخاط أو البلغم، مما قد يُخفف السعال. [1][3]

استخدم جهاز ترطيب الهواء

يُمكن أن يزيد الهواء الجاف من شدّة السعال الجاف الناجم عن الحساسية، أو الربو أو نزلات البرد، لذا يُنصح باستخدم جهاز ترطيب الهواء خاصةً ليلًا أثناء النوم؛ فهذا يُساعد على ترطيب المجاري التنفسية وتهدئة الحلق. [1][2]

تناول شاي الأعشاب

يُمكن أن تُساعد بعض الأعشاب على تخفيف الكحة وطرد البلغم، ومن الأمثلة عليها: [1][3][4]

  • الزنجبيل:

يحتوي الزنجبيل على مركبات مضادة للالتهاب والبكتيريا، وقد يُساعد على تخفيف الكحة وألم الحلق.

  • النعناع:

يحتوي النعناع على المنثول التي تُساعد على تخفيف ألم وتهيّج الحلق، كما ذكرت دراسة أنّها قد تُؤثر على مراكز السعال في الدماغ، مما يُخفف الكحة.

  • الزعتر:

يُمكن أن يُساعد الزعتر على تخفيف التهاب الحلق والكحة، إلى جانب أنّه يعمل كمقشّع، ويُمكن أن يُساعد على طرد البلغم.

  • جذر نبات الخطمي:

ذكرت الدراسات أنّه يمتلك خصائص مسكنة ومضادة لالتهابات والأكسدة، كما أنّه يحتوي على مادة صمغية لزجة قد تُهدئ الحلق، مما يُخفف من الكحة.

  • أوراق الجوافة:

يشيع استخدام أوراق الجوافة للكحة؛ حيث يُمكن نقعها في الماء الدافئ، وتناول المنقوع مع ملعقة من العسل، فهي تحتوي على فيتامين ج ومركبات فينولية مضادة للأكسدة.

اقرأ المزيد: علاج الكحة الشديدة والبلغم بالاعشاب الطبية.

طرق أخرى

من الطرق التي تُساعد على تخفيف الكحة أيضًا: [11][12]

  • تناول الفلفل الحار والأناناس:

يحتوي الفلفل على مادة الكابسيسين (بالإنجليزية: Capsaicin)، والتي تُساعد على تخفيف السعال المستمر، بينما يحتوي الأناناس على إنزيم البروميلين، والذي يُقلل لزوجة المخاط، ويُساعد على طرده من الجهاز التنفسي.

  • استنشق البخار الدافئ:

خذ حمامًا دافئًا واستنشق البخار المتصاعد إذا كنت تُعاني من الكحة من البلغم؛ لأن البخار يُقلل لزوجة البلغم، ويُسهّل طرده.

  • جرب استخدام تنقية الهواء:

استثمر في جهاز تنقية الهواء إذا كنت تُعاني من الحساسية، فهو يُساعد على التخلص من الغبار، والدخان ومسببات الحساسية الأخرى، مما يُخفف من الكحة وألم الحق.

  • خذ قسطًا كافيًا من الراحة:

نم جيدًا لأنّ ذلك يُساعد على التعافي من الإنفلونزا أو الرشح أو التهاب القصبات الهوائية بشكلٍ أسرع.

  • نظّف أنفك بمحلولٍ ملحي:

فهذا يُساعد على تخفيف الاحتقان والتخلص من المخاط المتراكم في الأنف.

  • ارفع رأسك أثناء النوم:

خاصةً إذا كنت تُعاني من الارتجاع المريئي المعدي؛ فهذا يمنع أحماض المعدة من الرجوع لأعلى المريء والحلق، وبالتالي قد يخف السعال ليلًا.

  • أقلع عن التدخين:

فهو من أهم أسباب الكحة المستمرة.

علاج الكحة طبيَّا

حسب نوع السعال وسببه يُمكن أن يصف الطبيب الأدوية الآتية: 

أدوية مثبطة للسعال

تُستخدم هذه الأدوية لعلاج السعال الجاف ، والذي يحدث لأسباب مثل الحساسية أو العدوى الفيروسية، حيث تُؤثر على مراكز السعال الموجودة في الدماغ، ولكنها لا تُستخدم في حالات الكحة المصحوبة بالبلغم؛ لأنّها تُؤدي لتراكم المخاط أو البلغم، مما يزيد الحالة سوءًا. [5]

ويُعد دواء الديكستروميثورفان (بالإنجليزية: Dextromethorphan) من أبرز الأمثلة عليها، ويتوفر على شكل شراب، وكبسولات وأقراص ماصة. [5]

المقشعات

تُستخدم المقشعات لعلاج السعال المصحوب بالبلغم، لأنها تُساعد على تقليل لزوجة المخاط وإذابته، مما يُسهّل عملية طرده أثناء السعال، كما أنّها تُحفّز إفراز السوائل في الجهاز التنفسي، مما يُساعد على إذابة المخاط وترطيب المسالك الهوائية. [5]

لهذا السبب يُنصح بالإكثار من شرب الماء والسوائل عند تناول المقشعات، مثل دواء جوافينيسين (بالإنجليزية: Guaifenesin). [5]

مذيبات البلغم

تعمل هذه الأدوية على إذابة المخاط أو البلغم، مما يُسهّل طرده من الجهاز التنفسي، ويُساعد على التنفس بشكلٍ أسهل، وعادةً يصفها الطبيب لعلاج الحالات المزمنة من السعال، مثل التهاب القصبات المزمن، والربو والانسداد الرئوي المزمن. [6]

وتتوفر هذه الأدوية بأشكال دوائية عديدة، منها حبوب أو بخاخات أو إبر، ويُعد دواء أسيتيل سيستين (N-acetylcysteine) من أبرز الأمثلة عليها. [6]

مضادات الهيستامين

تُساعد على علاج السعال الناجم عن الحساسية والأعراض المصاحبة له، مثل كثرة العطس والحكة واحمرار العينين، لكن قد يُسبب بعض أنواع مضادات الهيستامين النعاس والخمول، وفي هذه الحالة تجنب قيادة السيارة أو استخدام الآلات الخطرة. [7]

مضادات الاحتقان

عند الإصابة بنزلات البرد أو الحساسية، يُمكن أن ينتقل المخاط والإفرازات من الجزء الخلفي من الأنف إلى الحلق، وهذا يُعرف باسم التنقيط الخلقي، وفي هذه الحالة يُمكن استخدام مزيلات الاحتقان، مثل السودوإيفيدرين (بالإنجليزية: Pseudoephedrine)، وذلك لمدة 1 -4 مرات يوميًا. [8]

الكورتيكوستيرويدات

قد يصف الطبيب الستيرويدات القشرية أو (الكورتيزون) في بعض حالات الكحة الشديدة أو المزمنة، خاصةً إذا كان المصاب يُعاني عند الإصابة بالتهاب القصبات المزمن، والتهاب الرئة والانسداد الرئوي المزمن؛ حيث تُساعد هذه الأدوية على تخفيف التهيج والالتهاب في الجهاز التنفسي. [10]

المضادات الحيوية

يُمكن أن تُسبب العدوى البكتيرية السعال مع البلغم، وعادةً يكون لونه مائلًا للون الأخضر أو الأصفر، وفي هذه الحالة يصف الطبيب المضادات الحيوية، وذلك بعد أن يُحدد نوع العدوى ويقيّم حالة المصاب. [7]

مثبطات الحموضة

أحيانًا يحدث السعال الجاف المستمر بسبب الارتجاع المعدي المريئي، لذا يصف الطبيب مضادات الحموضة لمنع أحماض المعدة من الرجوع إلى المريء والحلق، ومن مضادات الحموضة التي يصفها: [9]

  • مضادات الحموضة البسيطة، والتي تُعادل أحماض المعدة بسرعة، مثل ألمنيوم هيدروكسيد (Aluminum hydroxide).
  • مضادات مستقبلات الهيستامين من النوع الثاني؛ حيث تُقلل إنتاج أحماض المعدة، ويُعتبر دواء فاموتيدين (بالإنجليزية: Famotidine) من أشهرها.
  • مضادات مضخة البروتون، مثل أوميبرازول (بالإنجليزية: Omeprazole) أو لانزوبرازول (بالإنجليزية: Lansoprazole).

نصيحة الطبي

لتهدئة الكحة، يُنصح بشرب السوائل الدافئة، وتناول شاي الأعشاب والعسل، ولا تنس استخدام جهاز ترطيب الهواء واستنشاق البخار الدافئ، وراجع الطبيب إذا كانت الكحة مستمرة أو شديدة، فقد يصف الطبيب أدوية مثل الكورتيزون أو أدوية علاج الربو حسب الحالة المسببة للكحة وشدتها.

استشر الآن طبيبًا معتمدًا عبر موقع الطبي إذا كنت تُعاني من الكحة؛ ليُحدد الأسباب والعلاج الأنسب لذلك.