التوحد أو اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمائي عصبي يتسم بصعوبة التواصل والتفاعل الاجتماعي وسلوك نمطي متكرر، وقد يتداخل التوحد مع حياة المصاب اليومية وقدرته على التعلم والتواصل؛ لذا فإن تشخيص التوحد مبكرًا وتلقي العلاج والدعم المناسب يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة أطفال التوحد وأسرهم. [1] [2]
تعرف في هذا المقال على كيفية تشخيص التوحد وتحديد درجته واستبعاد الحالات الأخرى التي تتشابه سماتها مع التوحد.
محتويات المقال
كيفية تشخيص التوحد
يعد تشخيص التوحد تحديًا للأطباء نظرًا لعدم وجود فحص مخبري محدد لتشخيصه، وتشابه أعراضه مع حالات أخرى؛ لذا يعتمد الطبيب في التشخيص على تقييم الأعراض والعلامات التي تظهر على الطفل مع الاستعانة ببعض الاختبارات النمائية أو الأدوات. [1] [3]
يمكن اكتشاف إصابة الطفل بالتوحد قبل عمر 18 شهرًا، ولكن قد يستغرق تأكيد التشخيص بعض الوقت، ومع ذلك يوجد بعض الحالات التي لا يكتشف فيها التوحد حتى مرحلة المراهقة أو الشباب. [4]
نذكر فيما يلي كيف يتم تشخيص التوحد:
الفحص النمائي
تعد الخطوة الأولى من خطوات تشخيص التوحد عند الرضع هي الفحوصات الروتينية التي تجرى للطفل، وعادة ما يجري الطبيب فحصًا للتوحد في عمر 18 و24 شهرًا، حيث يقيم المهارات الأساسية، مثل قدرات التعلم، ومدى تطور الكلام، وكذلك سلوكيات الطفل وحركته. [5]
سيطرح الطبيب أيضًا أثناء الفحوصات الروتينية أسئلة حول التاريخ العائلي، وما إذا كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بالتوحد، بالإضافة إلى سؤال الوالدين عن نمو طفلهم وتطوره وسلوكياته. [1]
قد يستخدم الطبيب أداة فحص يطلق عليها القائمة المرجعية المعدلة للتوحد لدى الأطفال الصغار (بالإنجليزية: Modified Checklist for Autism in Toddlers M-CHAT)، وهي استبيان مكون من 23 سؤالًا يجيب عليه الآباء. يساعد هذا الفحص في تحديد احتمالية إصابة الطفل بالتوحد إذا كانت منخفضة، أو متوسطة، أو كبيرة. [2] [6]
يقيم الطبيب بعد ذلك الأعراض أو العلامات التي يلاحظها على الطفل، وإذا رجح إصابة الطفل بالتوحد فسوف يوصي بإجراء المزيد من تقييمات وفحوصات أكثر دقة لتأكيد التشخيص أو استبعاده. [4]
اقرأ أيضًا: أسباب التوحد عند الأطفال
التقييم السلوكي الشامل
يتضمن تشخيص التوحد عند الأطفال إجراء تقييم شامل لتحديد مهارات الطفل المعرفية، وقدراته اللغوية، وكذلك مدى قدرته على القيام بالمهارات الحياتية اليومية بنفسه، مثل الأكل، وارتداء الملابس، والذهاب إلى الحمام. [1]
لا يوجد فحص محدد لتشخيص التوحد، ولكن قد يفيد إجراء بعض الفحوصات والاختبارات الأخرى في استبعاد الحالات المشابهة والمساعدة على التشخيص، ومن هذه الاختبارات: [1] [5] [7]
- اختبارات السمع والنظر.
- اختبارات الدم.
- الفحوصات الجينية.
يعتمد تشخيص حالات التوحد على مقارنة الأعراض التي تظهر على الطفل بمعايير تشخيص التوحد الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس، والتي تنص على أن يكون الطفل لديه: [4]
- صعوبة دائمة في التواصل والتفاعل الاجتماعي على النحو الآتي:
- وجود مشاكل مستمرة في التفاعل الاجتماعي.
- صعوبة التواصل غير اللفظي مع الآخرين، مثل عدم التواصل البصري أو فهم التلميحات.
- عدم القدرة على بناء علاقات مع الآخرين أو الحفاظ عليها.
- معاناة الطفل من نوعين أو أكثر من السلوكيات النمطية المتكررة الآتية:
- التمسك بروتين معين والانزعاج الشديد عندما يطرأ عليه أي تغير مهما كان بسيطًا.
- الاهتمام بأشياء محددة والتركيز عليها بشدة.
- تكرار حركات أو ترديد عبارات معينة.
- الحساسية الشديدة للمثيرات الحسية مثل الأصوات، أو الروائح، أو التذوق، أو قلة الحساسية تجاهها.
اختبارات التوحد
قد يستعين الطبيب أيضًا في تشخيص التوحد ببعض الاختبارات والمقاييس النمائية التي تساعد في التقييم والتشخيص، لا سيما في الحالات التي لا تتوافق مع معايير التشخيص الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية. [4]
ومن أمثلة هذه الاختبارات والمقاييس: [3] [4]
- جدول مراقبة تشخيص التوحد: هي أداة تستخدم لتقييم المهارات الاجتماعية لدى الشخص بناء على معايير محددة، وتستخدم لتشخيص التوحد عند الكبار والأطفال.
- مقابلة تشخيص التوحد المنقحة: هي مقابلة مع الآباء تتضمن الإجابة على 93 سؤالًا بهدف تقييم سلوكيات الطفل السابقة والحالية؛ للمساعدة في تشخيص التوحد للأطفال من عمر عامين.
- استبيان التواصل الاجتماعي: هو استبيان مكون من 40 سؤالًا يجيب عليه الآباء لتقييم التفاعلات الاجتماعية ومهارات التواصل لدى الطفل، وكذلك سلوكياته.
للمزيد: اختبار التوحد: دليلك الشامل
تحديد درجة التوحد
يحدد الطبيب بعد تأكيد تشخيص التوحد درجة أو مستوى التوحد لدى الطفل وفقًا للمعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس، والذي يصنف التوحد إلى 3 مستويات بناء على مدى حاجة الطفل إلى الدعم والرعاية. [8]
تشمل درجات التوحد ومستوياته ما يلي: [9]
- المستوى الأول: هو أخف درجات التوحد يحتاج فيه الطفل إلى بعض الدعم، حيث يواجه مشكلة في تبادل الحديث مع الآخرين، وصعوبة في فهم الإيماءات، وكذلك مشاكل في التنظيم والتخطيط.
- المستوى الثاني: يحتاج الأطفال فيه إلى دعم أكبر، إذ يواجه الطفل صعوبة في التواصل اللفظي والانتقال من نشاط إلى آخر، كما يعاني من تكرار سلوكيات معينة.
- المستوى الثالث: هو أشد درجات التوحد، وفيه يحتاج الطفل إلى دعم ورعاية على مدار اليوم، حيث يعاني من صعوبة كبيرة في التواصل اللفظي وغير اللفظي، والانخراط في السلوكيات النمطية المتكررة، ورفض تغيير الروتين بشدة.
اقرأ أيضًا: درجات التوحد ومستوياته
نصيحة الطبي
يساهم اكتشاف التوحد مبكرًا لدى الطفل في تلقي العلاج والدعم اللازم ومساعدته على تنمية مهارات التواصل الاجتماعي، لذلك ينبغي على الأم مراقبة طفلها منذ الصغر ومراجعة الطبيب عند ملاحظة أي علامات تشير إلى وجود مشكلة في التواصل والتفاعل معها أو مع الآخرين.
اقرأ أيضًا: علاج التوحد السلوكي والدوائي