الشعور بالغضب أمر طبيعي، خاصةً إذا كان هناك سبب منطقي، أو كنت تمر بظروفٍ صعبة مؤخرًا. لكن ماذا لو زادت عصبيتك وفقدت السيطرة على أعصابك؟ قد يتحول هذا الغضب إلى مشكلة تؤثر على صحتك الجسدية والنفسية، وتدمّر علاقاتك مع الآخرين!

كيف يُمكن علاج العصبية الزائدة؟ وهل يُوجد دواء لعلاج العصبية والتوتر؟ ومتى يستدعي الغضب مراجعة الطبيب؟ إليك الإجابة في هذا المقال.

طرق للتغلب على العصبية

جرّب الطرق الآتية للسيطرة على انفعالاتك والتحكم بالغضب:

فكر قبل أن تتكلم

أثناء نوبات العصبية، قد تتسرع وتقول كلامًا جارحًا يُؤذي الآخرين دون وعي، بدلًا من ذلك، جرّب العد حتى رقمٍ معيّن (10 مثلًا)، فهذه التقنية البسيطة تمنحك الفرصة لتهدأ وتسيطر على أعصابك وتتدارك الموقف، بعدها، عبّر عما يزعجك بهدوءٍ؛ ليفهم الآخرون وجهة نظرك. [1][2]

عبّر عن غضبك بطريقة مناسبة

قد يكون سبب شعورك بالغضب مبررًا، ولكن التعبير عنه بطريقة خاطئة قد يُثير المشاكل، ويُفسد علاقتك مع من حولك، لذا تجنب الصراخ أو إهانة الآخرين، ولا تقم برمي الأشياء أو إتلافها، بل حاول أن تعبّر عن مشاعرك بأسلوب هادئ وراقي؛ لأنّ هذا يُخفف التوتر ويُقلل المشاحنات التي قد تحدث مستقبلًا. [2]

حاول معرفة سبب عصبيتك

إنّ معرفة سبب العصبية يُساعد على معرفة الحل المناسب لها، على سبيل المثال إذا كنت تشعر بالغضب بسبب الضغط النفسي وتراكم المهام، فحاول تنظيم وقتك وترتيب أولوياتك، فهذا يساعدك على الإنجاز دون توتر. [1][3]

أمّا إذا كنت تشعر بالعصبية نتيجة خلاف مع شخص ما، ففكر في إعادة تقييم العلاقة ووضع حدود واضحة بينكما، وتذكر أننا لا نستطيع التحكم بكل شيٍ في حياتنا، لذا لا تلُم نفسك إذا لم تسر الأمور كما كنت تتوقع. [1][3]

فكّر بإيجابية

تذكّر أنّ الغضب والعصبية لن يحلا مشاكلك، بل قد يزيدان الأمور تعقيدًا، لذا حافظ على هدوئك، وفكّر بعقلانية وإيجابية، على سبيل المثال، بدلًا من قول "هذا أسوأ ما حصل لي، ولا يُمكنني تحمله"، ويُمكنك قول "لم تسر الأمور كما خططت، ولكن هذه ليست نهاية العالم، ويُمكنني إيجاد حلٍ قريبًا". [1]

خصص وقتًا للاسترخاء

التوتر المستمر قد يكون سببًا للعصبية والانفعال، لذا خصص وقتًا للاسترخاء والراحة يوميًا، وجرّب الطرق الآتية لتخفيف التوتر والعصبية الزائدة: [1][2]

  • خذ نفسًا عميقًا من أنفك وعدّ للرقم 3، ثم أخرج الزفير ببطء من فمك مع العدّ للرقم 6.
  • مارس تقنيات الاسترخاء التدريجي للعضلات؛ وذلك بشد وإرخاء عضلات جسمك واحدة تلو الأخرى.
  • دوّن أفكارك ومشاعرك في دفتر صغير؛ لتعبر عنها بكل أريحية.
  • قم بأي نشاطٍ تحبّه، مثل المشي في الهواء الطلق، أو سماع برودكاست تحفيزي.

اقرأ المزيد: 9 من تمارين الاسترخاء وفوائدها.

طرق أخرى

من الطرق والأفكار التي تساعدك على التحكم بغضبك: [1][2][4]

  • شارك مشاعرك مع شخصٍ مقرب تثق به، واطلب منه أن يُساعدك على إيجاد حلٍ إيجابي للمشكلة التي وقعت فيها.
  • جرّب مسامحة الأخطاء البسيطة، فهذا يُقلل من غضبك تجاه الآخرين ويُعزز علاقتك معهم.
  • ضع نفسك مكان الآخرين، وحاول تفهّم وجهة نظرهم؛ لأنّ هذا يُساعد على حل المشكلة بطريقة أسرع.
  • جرّب كتابة رسالة أو بريد إلكتروني تعبر فيه عن غضبك، ثم قم بحذفه.
  • مارس الرياضة لتخفيف العصبية وتفريغ طاقتك، خاصةً اليوغا والجري والرياضات القتالية.
  • كن ممتنًا للنعم التي لديك وركز على الأشياء الإيجابية في حياتك.
  • تحدث مع نفسك وكرر كلماتٍ تُساعدك على التركيز والتفكير بهدوء، مثل:
    • الحمد لله.
    • أنا بخير.
    • أستطيع حل المشكلة.
    • استرخِ وخذ الأمور ببساطة.

طرق طبية لعلاج العصبية الزائدة

لا تتردد في مراجعة الطبيب إذا كنت غير قادرٍ على التحكم في غضبك، أو أثرت عصبيتك على وظيفتك او علاقتك مع أفراد عائلتك أو مع الآخرين بشكل عام، أو كنت مصابًا باضطراباتٍ مثل الاكتئاب. [5]

وحسب حالتك، يُمكن أن يلجأ الطبيب لطرق العلاج الآتية: [5]

العلاج السلوكي المعرفي

يُحدد المعالج الأفكار والسلوكيات السلبية التي ترتبط بعصبيتك الزائدة، ثم يُساعدك على تغيير هذه الأفكار والسلوكيات، ويُعلّمك العلاج السلوكي المعرفي أيضًا كيف تتصرف بعقلانية، وتضبط نفسك أثناء نوبات العصبية والغضب. [5]

العلاج النفسي الديناميكي

يُُحلل هذا العلاج التجارب والمواقف التي مررت بها سابقًا؛ لفهم طبيعة شخصيتك ومشاعرك المكبوتة، وتحديد أسباب عصبيتك، وتفسير الطريقة التي تتصرف بها أثناء شعورك بالغضب. [6]

فلو كنت حساسًا للنقد، قد يُساعد العلاج النفسي الديناميكي على اكتشاف الموقف الذي سبب هذا السلوك، كالتعرض للسخرية والإهانة أمام زملائك بعد الإجابة بشكلٍ خاطئ على أحد الأسئلة. [6]

العلاج الدوائي

قد يلجأ الطبيب للأدوية في حال كان الغضب مرتبطًا بأمراض نفسية، مثل: [7]

  • الاكتئاب.
  • القلق.
  • اضطراب ثنائي القطب.
  • اضطراب الشخصية الحدية.
  • اضطراب التنظيم العاطفي التخريبي.
  • اضطراب المعارض المتحدي.
  • الاضطراب الانفجاري المتقطع.

ومن الأمثلة على الأدوية التي يصرفها الطبيب: [7]

 

نصيحة الطبي

يبدأ علاج العصبية بمعرفة تأثيرها السلبي على حياتك وصحتك، وتحديد أسبابها ومحاولة إيجاد حلولٍ لها، والتفكير بمشاعر الآخرين قبل الانفعال والصراخ، والتركيز على النعم والأمور الإيجابية في حياتك، وتخصيص وقتٍ يومي للاسترخاء، ولا تتردد في استشارة الطبيب إذا كنت لا تستطيع التحكم بغضبك.

احجز الآن جلسة علاج نفسي عن بعد (أونلاين) عبر موقع الطبي؛ ليُساعدك الطبيب على فهم طبيعة شخصيتك، وتحديد أسباب عصبيتك الشديدة والعلاج الأنسب لها.