توفر الرضاعة الطبيعية للطفل العناصر الغذائية التي يحتاجها خلال الأشهر الأولى من حياته ولا سيما في الشهر الأول من الرضاعة، حيث أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالرضاعة الطبيعية حصرياً خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، مع إضافة الطعام تدريجياً فيما بعد.
يتناول هذا المقال أمور يجب معرفتها حول الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة وخلال الشهر الأول يوم بيوم، وبعض العلامات التي تدل على جوع الرضيع وشبعه. بالإضافة إلى نصائح لتنظيم الرضاعة الطبيعية في الشهر الأول.
فوائد الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة
تؤكد منظمة الصحة العالمية على ضرورة بدء الرضاعة الطبيعية منذ الساعة الأولى للولادة، وذكرت ريبيكا مانيل، رئيسة الجمعية الدولية لاستشاري الرضاعة، أن الأطفال يقومون بصورة غريزية بالعثور على ثدي الأم والبدء بالرضاعة من تلقاء أنفسهم.
كما أشارت دراسة نشرت عام 2006 في مجلة طب الأطفال (بالإنجليزية: Pediatrics)، أنه يمكن إنقاذ 41 % من الأطفال حديثي الولادة من الموت المبكر، إذا تم إرضاعهم طبيعياً في الساعة الأولى من الحياة.
وتكمن أهمية الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة في:
- إكساب الطفل الخصائص المناعية، لاحتواء اللبأ (المعروف أيضاً بأول حليب بعد الولادة) على الأجسام المضادة التي تقي الطفل من الأمراض والعدوى.
- تحفيز حركة أمعاء الطفل، وبالتالي تسهيل عملية الهضم فيما بعد.
- تعزيز الرابطة بين الأم والطفل.
الرضاعة الطبيعية في اليوم الاول بعد الولادة
قد يرغب الطفل في اليوم الأول بعد الولادة في الرضاعة كل ساعة إلى 3 ساعات، ويمكن أن تستغرق الرضعات ما بين 10 إلى 15 دقيقة، و قد تصل أحياناً إلى ساعة.
قد تشعر الأم بعد جلسات الرضاعة في هذه الفترة بتقلصات تشبه تلك التي تحدث أثناء الدورة الشهرية، خاصةً إذا لم يكن الطفل الرضيع هو الطفل الأول. وتحدث هذه التقلصات نتيجة إفراز جسم الأم هرمون الأوكسيتوسين أثناء الرضاعة الطبيعية والذي بدوره يساعد على انقباض الرحم وعودته إلى حجمه المعتاد.
تساهم الرضاعة المتكررة في الساعات الأولى لحديثي الولادة في زيادة إدرار الحليب لدى الأم، وتدريب الطفل على الرضاعة والبلع. ويوصى عدم إعطاء الحليب الصناعي الجاهز في الأيام الأولى بعد الولادة للأطفال الذين سيعتمدون على حليب الأم في الأشهر الأولى.
الرضاعة الطبيعية في الاسبوع الاول
عادةً ما تكون الرضاعة الطبيعية خلال الأسبوع الأول حسب طلب الطفل، بمعنى أنه يجب الاستجابة لطلب الطفل كلما أبدى رغبته في الرضاعة، وغالباً ما تكون الرضاعة كل ساعة إلى 3 ساعات تقريباً، أو من 8 إلى 12 مرة في اليوم أو أكثر.
الرضاعة الطبيعية في الشهر الاول
يعتبر شهر الرضاعة الطبيعية الأول عادةً هو الشهر الذي يتطلب مجهوداً كبيراً من قبل الأم، حيث يكون الطفل جائعاً باستمرار، ويتغذى كثيراً على فترات قصيرة ومتقاربة نتيجة لأسباب عديدة.
من الجدير بالذكر أيضاً، أن الأضواء الساطعة وأصوات العالم الخارجي قد تبدو مخيفة بالنسبة للطفل خلال هذه الفترة، مما يجعل الطفل بحاجة إلى الاتصال الدائم بالأم كي يبقى هادئاً.
كما أن التحفيز المستمر لحلمة ثدي الأم نتيجة الرضاعة، يحفز دماغ الأم على إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي بدوره يسبب انقباض العضلات الصغيرة حول الغدد المنتجة للحليب في الثدي، ويوسع جميع القنوات التي يمر بها الحليب، وبالتالي يسهل تدفق الحليب إلى فم الطفل.
يصعب تنظيم الرضاعة الطبيعية خلال الشهر الأول، حيث تعتمد على طلب الرضيع للرضاعة، ويحتاج الطفل في الغالب على عدد رضعات تتراوح ما بين 7 مرات إلى 12 مرة يومياً أو أكثر، كل 2-4 ساعات تقريباً.
تزداد رغبة الطفل خلال الشهر الأول من حياته في الرضاعة بشكل متكرر، وعلى فترات قصيرة ومتقاربة، عادةً في وقت متأخر من بعد الظهيرة، أو في وقت مبكر من المساء، ويشار إلى هذا النوع من الرضاعة باسم الرضاعة العنقودية (بالإنجليزية: Cluster Feeding).
ولا تحدث الرضاعة العنقودية بسبب نقص كمية الحليب في ثدي الأم، وإنما لأسباب عديدة منها، مرور الطفل في مرحلة تطور وتغيرات جسدية ونفسية خلال الأشهر الأولى من حياته والتي يحتاج فيها للرضاعة المستمرة. لذا توصى الأم بالتحلي بالصبر، وشرب كمية كافية من السوائل، ومحاولة البقاء في حالة استرخاء.
مدة الرضاعة الطبيعية للرضيع في الشهر الاول
يرضع الأطفال خلال الشهر الأول لمدة تصل إلى 20 دقيقة أو أكثر من أحد الثديين أو كليهما. وقد تختلف مدة الرضاعة الطبيعية خلال الشهر الأول باختلاف الوقت خلال اليوم، وتعتمد على عدة عوامل، منها:
- مخزون الحليب في ثدي الأم.
- سرعة تدفق حليب الأم، على الفور أم ببطء.
- حالة الطفل، نائماً، أو يقظاً، أو مشتتاً.
علامات جوع وشبع الرضيع من الثدي في الشهر الاول
تتساءل الأم عن عدد مرات الرضاعة، أو كل كم ساعة يرضع الطفل في الشهر الأول، وما هو مقدار الرضعة المناسبة، لذلك على الأم أن تدرك الإشارات التي يبديها الطفل والتي تدل على شعوره بالجوع أو الشبع.
علامات جوع الطفل الرضيع
تعتقد العديد من الأمهات أن البكاء هو العلامة الوحيدة التي تدل على جوع الطفل، لكن في الحقيقة، يعتبر البكاء إحدى علامات الجوع المتأخرة. لذا على الأم مراقبة علامات الجوع لدى الطفل والاستجابة لها مبكراً وإرضاع الطفل على الفور. ومن هذه العلامات:
- فتح وإغلاق الفم.
- استدارة رأس الطفل للبحث عن الثدي.
علامات شبع الطفل الرضيع
من المهم أن تدع الأم طفلها يرضع حتى يشبع، وخاصة عند الاعتماد على الرضاعة الطبيعية في الشهر الأول دون استخدام الحليب الصناعي كمساعد، ومن العلامات التي تدل على انتهاء الطفل من الرضاعة:
- يستدير الطفل بعيداً عن حلمة ثدي الأم.
- يريح الطفل جسمه ويفتح قبضة يده.
اقرأ أيضاً: علامات تخبرك بجوع وشبع الرضيع
نصائح لتنظيم الرضاعة الطبيعية في الشهر الاول
تكمن أهمية تنظيم أوقات الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة منذ الشهر الأول في التخلص من مشاكل عديدة كعدم انتظام النوم، أو البكاء المستمر، أو الإحساس بالخوف، أو عدم الشبع لدى الطفل. وفيما يلي بعض النصائح لمساعدة الأم في تنظيم الرضاعة الطبيعية في الشهر الأول:
- عدم انتظار بكاء الطفل للبدء بإرضاعه.
- استخدام مضخة الثدي لزيادة إدرار الحليب.
- حصول الأم على قسطاً من الراحة والنوم، وذلك ضرورياً من أجل تكون الحليب.
- مراعاة الفروقات بين طفل وآخر، حيث يتغذى بعض الأطفال بسرعة ويصلوا حالة الإشباع خلال 15 دقيقة، بينما يستغرق إرضاع أطفالاً آخرين ساعة كاملة.
- ضرورة الأخذ بعين الإعتبار عمر الطفل، حيث كلما زاد عمر الطفل كلما حصل على كمية كافية من حليب الثدي في فترة أقصر.
- السماح للطفل في كل رضعة أن يرضع من ثدي واحد حتى تشعر الأم بأن ثديها أصبح أقل امتلاء، ثم تقدم له الثدي الآخر.
- الانتباه إلى وزن الطفل للتأكد من حصول الطفل على ما يكفيه من حليب، عادةً ما يكسب الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية، في الأشهر الثلاثة الأولى حوالي 150 إلى 200 غرام في الأسبوع.